وتعتبر المشاركة في المونديال البرازيلي، العاشرة على التوالي للمنتخب الإسباني، في حين تبدو نتائجه متذبذبة بضع الشيء، فتارةً يصل إلى الدور الربع النهائي في خمس مرات، ويخرج من الدور الثاني في ثلاث مرات، بينما غادر كأس العالم من دور المجموعات في ثلاث بطولات فقط.
وأفضل مشاركتين للمنتخب الإسباني كانتا في مونديال البرازيل 1950، وجنوب إفريقيا 2010، ففي كأس العالم 1950، حقق المركز الرابع لأول مرة في تاريخه، إثر تصدره مجموعتها الثانية برصيد ست نقاط، ليتأهل إلى التصفيات النهائية عندما كانت تلعب بنظام مجموعة واحدة والمنتخب الذي يجمع أكبر عدد من النقاط يفوز بكأس العالم.
لكن إسبانيا حلت في المركز الأخير (الرابع في المجموعة)، بعد خسارتها من البرازيل (6 – 1)، ومن السويد (3 – 1)، وتخرج بنقطة وحيدة من تعادل مع الأوروغواي (2 – 2)، أما في المونديال الأخير في جنوب إفريقيا، ورغم أنها بدأت رحلة اللقب بخسارة أمام سويسرا بهدف نظيف، إلا أنها فازت في مبارياتها الخمس.
لتصل إلى النهائي أمام هولندا وتفوز بهدف قاتل في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني لتعانق اللقب الأول في تاريخها. ويُذكر أن إسبانيا تأهلت إلى المونديال البرازيلي بعد أن تصدرت مجموعتها الأولى برصيد 20 نقطة، لتنهي التصفيات بدون أي خسارة.
تكتيك المدرب فيسينتي ديل بوسكي
يتميز ديل بوسكي بأنه من أكثر المدربين خبرةً في كأس العالم، وهو قاد إسبانيا إلى المجد العالمي بتحقيقه لقب كأس العالم في العام 2010، وخطف "التيكي تاكا" الشهيرة من برشلونة ونسجها في عقول لاعبي المنتخب الإسباني.
لذلك بدت معالم "التيكي تاكا" تظهر مع إسبانيا في كأس العالم 2010، إذ يتم التركيز على التمريرات السرعية في مساحات ضيقة، مع الاستحواذ الكبير على الكرة، وجذب المنتخب الخصم إلى الأمام، والانتظار لضربه بهجمة سريعة مدروسة، غالباً ما تكون نهايتها مفعمة برائحة المسك في الشباك.
وتسمح خطة ديل بوسكي للمنتخب الإسباني بتمرير أكثر من 500 تمريرة في المباراة، من دون أن تعطي مساحة للخصم أو إراحته بدنياً وذهنياً، لأن الخصم بهذه الطريقة سيحاول بشتى الطرق استرجاع الكرة، خوفاً من أن تُلعب كرة مباغتة خلف المدافعين أو تمريرات سريعة، تُثمر عن هجمة مكونة من ثلاثة أو أربعة، الأمر الذي سيكون بمثابة الضربة القاضية للمدافعين المتمركزين في الخلف.
يُضاف إلى ذلك التبديل المستمر في مراكز اللاعبين من أجل فتح الدفاعات التي ستحاول صد الهجمات، في حين يخلق هذا التكتيك إرباكاً دفاعياً للخصم، لأن إسبانيا ستنطلق بأربعة لاعبين كحد أقصى، إما بلاعبين خلف المدافعين وتمرير كرة عرضية تشكل خطورة، أو عن طريق تمريرات قصيرة بين الرباعي حتى الوصول إلى المرمى وهز الشباك.
أبرز نجوم إسبانيا
عندما يأتي الحديث عن نجوم المنتخب الإسباني فإن اللائحة تطول، والسبب يعود إلى غنى إسبانيا بنجوم يملكون قدرات فنية وكروية مرعبة، يأتي في مقدمة اللائحة طبعاً خط الوسط المُميز، بوجود إينييستا وتشافي وألونزو، وهو من أقوى خطوط الوسط في كأس العالم.
ومن أكثر حرصاً على حماية العرين الإسباني من إيكر كاسياس، في حين ينضم أمامه كل من سيرخيو راموس وجيرارد بيكيه، اللذين سيقودان الخط الخلفي بشكل رائع، بالإضافة إلى السرعة واللياقة البدنية التي يمتلكها جوردي ألبا.
أما الخط الهجومي فسيحاول كل من فرناندو توريس ودافيد فيا أن يستعيدا سحرهما على البساط الأخضر، في ظل تألق بيدرو كلاعب خط وسط متقدم سريع ومهاري عبر الجهة اليمنى، لينضم إليهم العملاق دييجو كوستا المتوهج بفوز فريقه بلقب الدوري الإسباني، والذي سيكون له تأثير كبير في هجوم "لافوليا روخا".
نقاط قوة وضعف إسبانيا
يبدو أن منتخب إسبانيا من المرشحين للفوز باللقب وبقوة، ولا يحبذ مواجهته أي من المنتخبات المشاركة في كأس العالم، نظراً لأنه لا يرحم الشباك، إذ سجل في جميع مبارياته، وتلقى ثلاثة أهداف فقط في مبارياته الأخيرة، وعدا عن كونه أكثر منتخب يمرر ويلعب كرة سريعة ومباغتة، فهو يملك دفاعاً قوياً لم يتلقَّ أي هدف من خارج منطقة الجزاء.
لكن المشكلة التي ظهرت في التصفيات الأوروبية هي فقدان إسبانيا التركيز في بعض المباريات كما حصل مع فرنسا وفنلندا، حيث كانت متقدمة، وعادت لتجد نفسها متعادلة في النتيجة، بالإضافة الى أن "التيكي تاكا" المعهودة فقدت رونقها، وبدأت تُكشف على أرض الملعب، الأمر الذي بدا وضحاً أمام إيطاليا والبرازيل في كأس القارات 2013.
تشكيلة منتخب إسبانيا
- حراسة المرمى: إيكير كاسياس، دافيد دي خيا، بيبي رينا.
- المدافعون: سيرخيو راموس، جيرارد بيكيه، خوان فران، راؤول ألبيول ،خوردي ألبا، سيزار أزيبيلكويتا.
- لاعبو خط الوسط: تشافي، خافي مارتينيز، تشابي ألونسو، أندريس إينييستا، كوكي، سيرجيو بوسكيتس، سانتي كازورلا، سيسك فابريجاس ، خوان ماتا، دافيد سيلفا.
- المهاجمون: دييجو كوستا، دافيد فيا، فيرناندو توريس، بيدرو.