في عام 1977، ألّف الكاتبان المسرحيان الإيطاليان داريو فو (1926-2016) وزوجته فرانكا راميه (1929-2013) عملاً مسرحياً بعنوان "امرأة وحدها"، الذي يتناول تعاسة المرأة في حياتها الخاصة.
مضمون العمل يفكر في مصائر كثير من النساء اللواتي يصلن إلى سن الشيخوخة، وقد تزوجن لعقود وأنجبن الأبناء والبنات، ومع ذلك لم يختبرن معنى الحب الذي يدفع بصاحبه إلى المغامرة والتجربة، وهذا هو موضوع المسرحية الأساسي.
فو وراميه كتبا معاً العديد من المسرحيات، فبعد أن انفصلا معاً عن الحزب الشيوعي عام 1970، بدءا يشتغلان على مسرحهما السياسي والاجتماعي الذي كان يوصف بأنه "بلا خجل".
تعامل مسرح راميه وفو مع مواضيع خطيرة سياسياً وحساسة اجتماعياً، ولكن عن طريق الكوميديا التي كانت سلاحاً يحرّض الناس على واقعهم من خلال روح الدعابة والتظاهر بالتسلية البحتة.
وفي مونودراما "امرأة وحدها" نجد شخصية "ماريا" التي تجسد مجموع النساء اللائي تعرضن ويتعرضن للإيذاء الجسدي أو اللفظي منذ ألفي عام من الجهل والظلم.
يرى النص أنه ليس بالضرورة أن تكون مناصراً لحقوق المرأة، لكنك لا بد أن تكون مناصراً لحق كل فرد في أن يكون سيداً في جسده وأفعاله، لذلك يقترح هذا النص موقفاً من العنف الذي تعرّضت له أجيال وأجيال من النساء.
في العرض نرى أريا على الخشبة، في غرفتها، تتحدث إلى جارها عبر النافذة تنكشف حياتها أمامنا ببطء. حبسها زوجها في المنزل، ولديها طفل، وهي لا تستطيع أن تحرك إلا يد واحدة بينما عليها القيام بعشرات المهمات الزوجية والأسرية وحدها بيد واحدة، وتتناول حياتها والتراجيديا النفسية والجسدية التي تعيشها بروح كوميدية جارحة.
اقتبست النص الإشكالي لـ"امرأة وحدها" المخرجة والممثلة منة ماهر، وتقدمه في مسرحية ترجمت عنوانها بـ"امرأة وحيدة" ويعرض عند الخامسة مساء من الأربعاء المقبل، 12 من الشهر الجاري، على "المسرح الكبير" في مكتبة الإسكندرية.
ترجم النص للعرض ماجد الخطيب، ويعتبر داريو فو إلى اليوم أحد الكتاب الإيطاليين الذين لم يترجموا بشكل كاف إلى العربية، فهو كاتب غزير ترجمت له وصدرت في كتب مسرحيات قليلة منها:"ابنة البابا" و"الأوراق والتوت البري" و"إيزابيل ثلاثة مراكب ومشعوذ" وترجمت له نصوص أخرى كإعداد لعروض مسرحية.