مخاوف في إسرائيل من "مسيرة العودة" ومناورات لمواجهتها

24 مارس 2018
مخاوف إسرائيلية من مواجهة شاملة (جاك جيز/فرانس برس)
+ الخط -

فيما يعكس عمق المخاوف من تداعياتها، كشفت صحيفة "معاريف" النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي يُجري حالياً مناورة كبيرة للتدرب على كيفية مواجهة "مسيرة العودة" التي يخطط الفلسطينيون لتنظيمها، في الرابع عشر من مايو/أيار المقبل، والتي ستتجه إلى الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة، في تقرير نشره موقعها، مساء أمس الجمعة، إلى أن إسرائيل تتخوف من أن يتطور هذا الحدث إلى مواجهة شاملة مع القطاع، لافتةَ إلى أنّ رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، جازي إيزنكوت، وعددا من جنرالاته توجهوا، الخميس الماضي، إلى قاعدة "تسئليم"، كبرى قواعد التدريب، والتي تقع وسط صحراء النقب، للاطلاع على سير التدريبات.

وفي التقرير الذي أعده المعلق العسكري، ألون بن دافيد، أشارت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف من أن تفضي المواجهات بين المشاركين في المسيرة إلى سقوط العشرات، مما يمكن أن يسهم في تدهور البيئة الأمنية إلى حد تفجّر مواجهة شاملة مع "حماس"، في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بمرور 70 عاماً على الإعلان عنها.




وشدد بن دافيد على أن التحدي الأكبر الذي تحاول التدريبات العسكرية توفير رد عليه يتمثل في كيفية منع المدنيين الفلسطينيين من اجتياز الحدود والتقدم في العمق الإسرائيلي.

ولفت دافيد الأنظار إلى أن رجل "الموساد" السابق، مشيكيا بن دافيد، الذي أشرف على تنفيذ محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس"، خالد مشعل، عام 1997، حذّر، في كتابه "القرش"، الذي صدر أخيراً، من إمكانية أن يتمكن الغزيون من احتلال مدينة "عسقلان"، من خلال تنظيم مسيرات ضخمة باتجاه الحدود.

وعلى الرغم من أن بن دافيد يؤكد أن قائد "حماس" في غزة، يحيى السنوار، تصرّف بخلاف التوقعات الإسرائيلية وحافظ على الهدوء في القطاع، إلا أن فشل جهود المصالحة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية قلّص هامش المناورة أمامه، مما يزيد من فرص تفجّر مواجهة شاملة.

وأشار إلى أن تفجّر الأوضاع الأمنية بسبب تنظيم المسيرة، سيلقي بظلاله على احتفال كل من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

ويذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشارت، أخيراً، إلى أن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن قد عقد لقاءات لمناقشة تداعيات تنظيم "مسيرة العودة"، واستمع إلى قادة الجيش والاستخبارات حول آليات مواجهتها.

ويشار إلى أن دراسة صدرت عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي قد دعت إلى شن حرب دعائية، من خلال توظيف الفضاء الإلكتروني لتثبيط الفلسطينيين وتقليص دافعيتهم للمشاركة في المسيرة.