مناهضو ترامب يحتفلون بهزيمته القضائية والتعاطف مع المسلمين يتزايد

10 فبراير 2017
خطاب ترامب ضد المسلمين جاء بنتائج عكسية(ساؤول لويب/فرانس برس)
+ الخط -
احتفل المناهضون للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، برفض محكمة الاستئناف الأميركية، مجدّدًا، طلب وزارة العدل إعادة العمل بقرار منع رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، واعتبروا أن الهزيمة القضائية التي تلقتها إدارة ترامب فاتحة لهزائم مقبلة ستواجه العديد من عناوين أجندته السياسية.

واحتفلت المرشّحة الخاسرة في الانتخابات الرئاسية، هيلاري كلينتون، بهزيمة ترامب القضائية، بتغريدة مختصرة جدًّا على "تويتر"، تضمنت فقط الرقمين: (3_0)، في إشارة إلى قرار قاضي ولاية واشنطن إبطال العمل بالمرسوم التنفيذي للرئيس الأميركي، والرفضين الصادرين عن محكمة الاستئناف لطلب وزارة العدل.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات ساخرة لتعليق ترامب على قرار محكمة الاستئناف في إحدى تغريداته، مخاطبًا القضاة الذين اتهمهم باتخاذ أحكام مسيسة: "نلتقي في المحكمة. سننتصر". وسأله المعلقون عن أية محكمة يريد أن يحاكم فيها هؤلاء القضاة المشهود لهم التزامهم بالقوانين، وبما نصّ عليه الدستور الأميركي.


وأبرزت وسائل الإعلام الأميركية اتساع ظاهرة تعاطف الأميركيين مع المسلمين بعد قرار المنع، من خلال تظاهرات التضامن التي عمّت المدن والمطارات، حيث استُقبل المسافرون القادمون من الدول المشمولة بالمنع استقبالَ الأبطال. وتوقف البعض عند ظاهرة تحوّل قاعات المطارات الأميركية إلى صالات لأداء الصلاة من قبل المسلمين والمتعاطفين معهم من الناشطين في منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن الأقليات.



وأظهرت استطلاعات رأي عام، نشرها معهد "بروكينغز" للأبحاث، أن مفعول خطاب ترامب المعادي للمسلمين، منذ إعلان نيّته منعهم من دخول الولايات المتحدة خلال الحملة الانتخابية، ساهم، إلى حد بعيد، في تنامي مشاعر التعاطف معهم لدى غالبية الشعب الأميركي، رغم ظهور بعض مظاهر العداء والكراهية في أوساط محدودة من الأميركيين المتطرفين عنصريًّا. وتزايدت نسبة قبول الأميركيين للمسلمين من 53 في المئة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، إلى 70 في المئة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016.

حتى الموقف من الإسلام بوصفه عقيدةً وديناً، حظي في العام 2016 بمواقف متعاطفة من قبل الأميركيين، بلغت 49 في المئة، بحسب الاستطلاع، وهي أعلى نسبة تعاطف منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وارتفعت نسبة قبول الإسلام بين الأميركيين المؤيدين للحزب الديمقراطي من 67 في المئة عام 2015 إلى 81 في المئة عام 2016، رغم الهجمات الإرهابية في سان برناردينو في كاليفورنيا، وأورلاندو في فلوريدا، التي ربطها ترامب والحزب الجمهوري بما يسمونه "الإسلام الراديكالي".

ويرى الباحث هشام تلحمي أن السياسات التي اعتمدها الرئيس الأميركي الجديد، منذ انطلاق ولايته الرئاسية في العشرين من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، تشبه إلى حد بعيد خطابه الانتخابي خلال الأشهر التي سبقت وصوله إلى البيت الأبيض، ما يعني أن تلك السياسات لن تغيّر كثيرًا من اتجاهات الرأي العام الأميركي المتعاطفة مع المسلمين، إذا لم نقل أن العكس هو الصحيح.

المساهمون