تفاقمت الأوضاع الإنسانية مع تواصل المواجهات المسلحة منذ أسابيع في تعز، وسط اليمن، والتي راح ضحيتها عدد من المدنيين بين قتيل وجريح بينهم أطفال ونساء.
وأفاد الناشط الشبابي في المحافظة معمر عبد الرحمن، بأن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً، نظراً للقصف العشوائي الذي تمارسه جماعة الحوثي على الأحياء المأهولة بالسكان، والحصار المطبق على مداخل المدينة منذ أكثر من شهر.
وأشار عبد الرحمن إلى أن الحوثيين "منعوا دخول المواد الغذائية والمحروقات والأدوية والمستلزمات الطبية"، وهو الأمر الذي دفع بمستشفيات المحافظة إلى أن تطلق نداءات استغاثة.
وقال عبد الرحمن لـ "العربي الجديد" إن أسعار القمح والدقيق تضاعفت بنسبة وصلت إلى 200 في المائة، إذ وصل سعر كيس القمح إلى 15 ألف ريال يمني (70 دولاراً)، بينما تنعدم المشتقات النفطية تماماً، وإن وجدت فبأسعار مرتفعة جداً، بحسب قوله.
وأوضح عبد الرحمن أن الحركة في المدينة مشلولة تماماً، إذ تخلو الشوارع من السيارات والأسواق من المارة، مشيراً إلى أن أغلب مؤسسات الدولة في المحافظة أغلقت أبوابها أمام المعاملين بعد تغيّب الموظفين.
اقرأ أيضاً: مؤسّسات بلا موظفين
مستشفيات المدينة
إلى ذلك، أطلقت أمس، كلٌّ من مستشفى (الثورة والتعاون والروضة والحكمة) في المدينة، نداء استغاثة ومطالبة للمواطنين بالتبرّع بالدم من مختلف الفصائل، بالإضافة إلى حاجتها لمتطوعين أطباء وممرضين نتيجة تزايد أعداد ضحايا القصف العشوائي الذي طال عدداً من الأحياء والمنازل في مناطق مختلفة بالمدينة.
وقالت مصادر لـ "العربي الجديد" إن جماعة الحوثي قصفت كلاً من حي الكوثر والروضة والمسبح وشارع المغتربين وحي الشماسي وحي الثورة وكلابة والهريش، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وتدمير عشرات المنازل والمحال التجارية بين تدمير جزئي وكلي.
وكانت قوات الحوثي قد قصفت أمس قسم العناية المركزة في مستشفى الثورة العام بتعز ومستشفى الحكمة وسط المدينة، ما سبب مقتل شخص وإصابة آخرين.
من جانبه، أكد المدير العام لمكتب الصحة في محافظة تعز حسن العزي، أن الوضع الصحي في المحافظة في أسوأ لحظاته بسبب ازدياد أعداد ضحايا المواجهات المسلحة، لا سميا مع شح الأدوية والمستلزمات الطبية بما فيها الأوكسجين.
وأضاف العزي لـ "العربي الجديد": أن "عناصر مسلحة قامت أمس بنهب سيارتي إسعاف خاصة بمستشفيات المحافظة". مضيفاً أن الطرقات التي تصل إلى المستشفيات مقطوعة تماماً.
وفي السياق، انتقد رئيس نقابة موظفي وزارة الصحة العامة والسكان، دليل الشميري، ما وصفه بتجاهل الوزارة ما يحدث في مدينة تعز من استهداف للمؤسسات الصحية.
وقال الشميري لـ "العربي الجديد" إن وزارة الصحة حتى الآن لم تقم بتزويد مستشفيات تعز بالأوكسجين لإنقاذ الأرواح هناك، رغم المناشدات المستمرة".
اقرأ أيضاً: انهيار صحيّ في اليمن
توقف التعليم
وتوقفت عملية التعليم المدرسية والجامعية تماماً في المدينة، مع استمرارها في أرياف المحافظة. وقال محمد العريقي (أستاذ في مدرسة حكومية) إن حرب الشوارع منذ أكثر من أسبوعين، حالت دون ذهاب الطلاب إلى المدارس، ومن ثم تم تعليق الدراسة في كافة المدارس بالمحافظة. مشيراً إلى أن أطفال سقطوا جراء القصف العشوائي خلال الأيام الماضية.
ونزح أغلب سكان مدينة تعز متوجهين صوب القرى والوديان المحيطة أو إلى محافظات أخرى مثل إب والحديدة (غرباً).
وتشهد مدينة تعز، منذ نحو أسبوعين، مواجهات عنيفة بين الحوثيين واللواء 35 الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي.
اقرأ أيضاً:
صعدة اليمنية.. محافظة منكوبة
وزير النقل اليمني لـ"العربي الجديد": ننقل العالقين نهاية الأسبوع
جبال المحويت بلا ماء
مقتل 115 طفلاً جراء الصراع باليمن.. ومخاوف من المستقبل