ممرضات مصر يهاجمن الإعلام والحكومة

11 نوفمبر 2014
الممرضات قررن الإضراب للمطالبة بحقوقهن (العربي الجديد)
+ الخط -


"يا أيها الإعلاميون، كفاكم ظلماً، فكلامكم مثل الرصاص القاتل، كفاكم تشويها للمهنة، ولصورتنا، لأننا لن نقبل ولن نسكت ولن نسمح لكم بالتجاوز، وسنأخذ حقوقنا منكم بالقانون، وسنثبت أن التمريض خط أحمر لا يمكن لأي شخص أن يتجاوزه".
بهذه الكلمات انتهت رسالة وقعتها عشرات الممرضات المصريات قبل توزيعها على مختلف وسائل الإعلام المصرية، ممن حرصوا على "إلصاق كافة المخالفات والتقصير الطبي بقسم التمريض، وأظهروهن كشياطين بدلاً من كونهن ملائكة رحمة"، على حد قولهن.
وأعلنت الممرضات في بيان لهن، اليوم الثلاثاء، عزمهن تنظيم مؤتمر صحافي في أقرب فرصة، للرد على قرار وزير التعليم العالي المصري بتحويل ١٨ ممرضة بمستشفى الأميري بمحافظة الإسكندرية للتحقيق؛ على خلفية وفاة مريضَين بالمستشفى، بالتزامن مع تنظيم قطاع التمريض به إضراباً عن العمل، للمطالبة بصرف مستحقاتهن المالية المتأخرة.
وكانت ممرضات مستشفى الأميري بالإسكندرية، نظمن وقفة احتجاجية وإضراباً عن العمل، منذ أيام، بمشاركة عدد من العاملين في المستشفى، للمطالبة بصرف حوافز العاملين.
وبالتزامن مع الإضراب توفي مريضان من نزلاء المستشفى، فأحالهن المدير إلى التحقيق، وواجهتهن النيابة العامة بتهمة القتل العمد، نتيجة إصرارهن على الإضراب وعدم مراعاة الظرف الصحي.
وقالت الممرضات إن "مهنة التمريض من أسمى وأرقى المهن، وقد عانت الممرضة المصرية طيلة سنوات من أجل المحافظة على المريض والعمل والسهر على راحته، ولا يعقل للممرضة التي استوحي اسمها من اسم المريض، أن تكون قاتلة أو متسببة في القتل، فالممرضة ما هي إلا انسانة رحيمة تراعي ضميرها وتترك بيتها وتتواجد بجوار المريض حتى يتعافى، وقد عانينا أيام الثورة من الذهاب سيراً على أقدامنا إلى العمل لعدم وجود مواصلات، بل تحملنا الضرب والإهانة ورفضنا أي إضراب للمطالبة بحقوقنا كباقي فئات المجتمع، لأننا نعلم أهمية دورنا".
وفي رسالتهن لرئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، قلن "صمتنا وصبرنا وتحملنا الكثير من أجل مهنتنا، وغير مقبول أن تكافئنا بعد كل هذا بتحويلنا إلى النيابة، أين العدل؟ لقد توقعنا بعد كل ما فعلناه من أجل المهنة أن ننال احترام الجميع، لكن للأسف وجدنا العكس، وجدنا الإهانة والاتهام بالتقصير، بل بالقتل، وهي اتهامات باطلة وغير مقبولة".
وأكدت الممرضات رفضهن وتنديدهن بما وصفنه بـ"أسلوب التهديد والتخويف"، إذ إنهن لن يتنازلن عن حقوقهن ولن يستسلمن للظلم والقهر ولن يرجعن إلى الوراء، على حد قولهن.
وطالبت الممرضات من خلال البيان، رئيسة التمريض، بالوقوف إلى جانب ممرضاتها بصفتها المسؤولة عنهن، عوضاً عن الوقوف في صف المسؤولين.