مليونيّة الإعلانات الانتخابية في العراق: المجرَّب لا يُجرَّب

01 ابريل 2014
نصف مليون دعاية انتخابية للمرشحين خلال ثلاث ساعات (getty)
+ الخط -
غطت شوارع العاصمة العراقية بغداد، وباقي محافظات العراق، اليوم الثلاثاء، صور وشعارات انتخابية لآلاف المرشحين الساعين إلى الفوز بالانتخابات البرلمانية، وسط حالة من اللامبالاة من قبل الشارع العراقي، بسبب ما وصفوه بتكرار الوعود والشعارات السابقة، فضلاً عن الوجوه السياسية التي اعتادوا عليها في السنوات العشر الماضية.

وقال نائب رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية، كاظم الزوبعي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من نصف مليون دعاية انتخابية للمرشحين رفعت في العراق خلال ثلاث ساعات، وهو رقم قياسي لأول انتخابات يجري إعدادها عراقياً، من دون مساعدة لوجستية أو أمنية من أطراف خارجية".

وأشار الزوبعي إلى أن المفوضية طالبت المرشحين بالابتعاد عن أي شعار طائفي أو قومي وإبعاد المؤسستين العسكرية والأمنية عن سباقهم، وعدم إقامة مؤتمرات أو حفلات دعائية داخلها، فضلاً عن إبعاد دور العبادة عن الحملة بشكل كامل. وحذر من أنه "سيتم اتخاذ عقوبات رادعة، تصل إلى حد الإبعاد عن الانتخابات، في حال مخالفة التعليمات".

ووفقاً لبيان مفوضية الانتخابات، المنشور على موقعها الرسمي على الإنترنت، فإن نحو 21 مليونا و400 ألف مواطن يحق لهم التصويت، يتوزعون على 18 محافظة عراقية، وتحتل بغداد الثقل الأكبر بين المدن، تليها محافظتا نينوى والبصرة. وسيختار الناخبون 328 نائباً في البرلمان، وتتوزيع المقاعد بواقع 69 مقعداً لبغداد ونينوى 31 والبصرة 25 وذي قار19 وبابل 17 والسليمانية 18 والأنبار 15 وأربيل 15 وديالى 14 وكركوك 12 وصلاح الدين 12 والنجف 12 وواسط 11 والقادسية 11 وميسان 10 ودهوك 11 وكربلاء 11 والمثنى سبعة، إضافة إلى ثمانية مقاعد كوتا للأقليات.

وقال مدير منظمة "شباب للتغيير"، حسن إسماعيل الملا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الحملة الانتخابية "في يومها الأول مميزة بسبب النشاط الكبير للمرشحين". ولفت إلى أنه من المتوقع ألا يجد المرشحون المتأخرون مكاناً لرفع إعلاناتهم". وأضاف الملا أنه "لم يبد المواطنون اهتماماً كبيراً بالحملة، التي تشابهت شعاراتها إلى حد كبير، وتركزت على ملف الأمن والبطالة ورفع المرتبات وإنهاء الفساد المالي والإداري وتحقيق مصالحة وطنية وتعزيز السلم الأهلي".

وعبر بعض العراقيين عن عدم ثقتهم بالمرشحين الذين شاركوا في الانتخابات السابقة. قال خالد فياض، 34 عاماً، وهو من سكان حي اليرموك، وسط بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "شعارنا في هذه الانتخابات هو المجرب لا يجرَّب، فنحن نعرفهم منذ سنوات يطرحون نفس الشعارات". وأضاف أنه "إن لم يتغير شيء، سنبحث عن وجوه جديدة نأمل منها خيراً".

من جهتها، تعتبر عذراء طه، 46 عاماً، أن السنوات الأربع الماضية كانت بمثابة حملة انتخابية للمرشحين الحاليين، وتُغني عن طرح شعاراتهم الحالية. وقالت طه لـ"العربي الجديد" إنه "يتوجب على الشعب العراقي مغادرة مرحلة الانخداع بالشعارات الوطنية والانتماءات الدينية". وأضافت أنه يجب "أن نختار وجوهاً جديدة".

وقال عضو لجنة الافتاء العراقية العليا في بغداد، الشيخ علي عبد الله الكبيسي، في حديث لـ"العربي الجديد" "نحن كمجلس نطالب العراقيين بعدم الالتفات إلى هوية المرشح الطائفية أو العشائرية، عليهم أن ينتخبوا الأصلح، ولا فرق بين مسلم وغير مسلم". وأضاف الكبيسي "نأمل أن تكون الانتخابات المقبلة بداية لنهاية مشاكل العراق".