مليارديرات الصين يشدون الأحزمة خوفاً من تهم الفساد

16 اغسطس 2014
رجل العقارات الصيني توماس كواك آخر ضحايا الفساد(بلومبيرج/Getty)
+ الخط -

 مليارديرات الصين يشدون الاحزمة هذه الايام ويتفادون الانفاق الباذخ، فيما يهرب بعضهم الى أوروبا للافلات من مراقبة سلطات مكافحة الفساد.

ودفعت حملة التطهير التي اطلقت في الصين داخل الحزب الشيوعي ضد الموظفين الفاسدين، النخبة الصينية الى تجنب الذهاب الى هونغ كونغ وماكاو حيث تنفق الثروات الطائلة. وذلك خوفاً من تحقيق الحكومة الصينية معهم.

وشن الرئيس شي جينبيغ الذي تسلم مهامه اواخر 2012 حملة واسعة لمكافحة الفساد تحت شعار "محاربة الذباب والنمور"، ما يعني صغار وكبار الموظفين الفاسدين على حد سواء.

واثار فقدان عدد من الاعضاء البارزين في الحزب الشيوعي الصيني حظوتهم وزج بعضهم في السجن، صدمة في اوساط النخبة التي اضطرت الى اعتماد نمط عيش بسيط لم تألفه من قبل. وحتى لا تلفت انتباه السلطات الحكومية وبات الصينيون الميسورون يفضلون شد الحزام في انتظار مرور العاصفة، او على الاقل البقاء في الظل عندما يفتحون زجاجات شمبانيا.

وفي هونغ كونغ وماكاو اللتين تعدان من مراكز المال والحياة الباذخة وتجذبان الصينيين الميسورين، يبدو ان حملة الرئيس الصيني تؤثرعلى النشاط فيهما برأي الخبراء.

وقال ستيف فيكرز الذي كان مسؤولاً في شرطة هونغ كونغ قبل ان ينتقل الى القطاع الخاص، "ان حملة مكافحة الفساد لا تظهر اي مؤشر الى التباطؤ. وهي تثير قلقا كبيراً في سائر ارجاء البلاد وباتت شخصيات عديدة اكثر حذراً في انفاقها".

وسجلت ماكاو العاصمة العالمية للكازينوهات التي تتفوق كثيراً على لاس فيغاس لجهة رقم الاعمال، تراجعاً في عائداتها للمرة الاولى منذ الازمة المالية في 2008.

وبحسب سلطة مراقبة الكازينوهات فإن عائدات القطاع انخفضت بنسبة 3.7% في يونيو/حزيران بالوتيرة السنوية، ثم 3.6% في يوليو/تموز. ويبدو انعكاس هذا التراجع جلياً لدى الزبائن المهمين الذين يدفعون للاقامة عشرات آلاف الدولارات.

وحذر المحللان غرانت غوفرتسن وفيليسيتي تشيانغ من ان "لا شيء يدل على ما يبدو على انتعاش هذا القطاع الفاخر في وقت وشيك". بل"على العكس فإن حملة مكافحة الفساد في جمهورية الصين الشعبية تتسارع وتتوسع على ما يبدو، ما من شأنه ان يبقي ضغطاً غير مباشر على قطاع الزبائن الفاخرين" بحسب المحللين.

ومع تسجيل تباطؤ اقتصادي في الصين وحملة مكافحة الفساد، لوحظ تراجع ايضاً في مبيعات المفرق في هونغ كونغ. فمبيعات المجوهرات والساعات والسلع الكمالية الاخرى التي غالبا ما تقدم هدايا في الصين تدهورت بنسبة 28,2% في يونيو/ حزيران بحسب ارقام رسمية.

وقال ديفيد جي من المكتب العقاري "نايت فرانك" في هذه الفترة الدقيقة يتم تفادي الانفاق بدون حساب وجذب الانتباه حتى وان كان هذا المال مالكم".

ويسجل الاتجاه نفسه ايضاً في جمهورية الصين الشعبية. فسوق الطائرات الخاصة يتباطأ واصحاب المال يؤجلون شراء يختهم الاول ومحبو المشروبات الروحية الجيدة يستعيضون عنها بالماء.

الى ذلك انخفضت ايضا مبيعات سلع الماركات الفاخرة الاوروبية التي يولع بها الصينيون. وقد خفضت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندارد اند بورز" ملاءة مجموعة ريمي كوانترو في مطلع أغسطس/آب بسبب انخفاض مبيعات المشروبات الكحولية في الصين.

وللإفلات من حملة بكين يتوجه الصينيون من اصحاب الثروات اكثر فاكثر الى اسواق بعيدة مثل اوروبا لشراء ما يبغون. وقال ستيف فيكرز "ان القطاع الفاخر لم يعد حكراً على هونغ كونغ وماكاو. فالصينيون يجدون اماكن اخرى يكونون فيها اقل عرضة للمراقبة".

دلالات
المساهمون