مليارات البشر لا يرون النجوم بسبب التلوث الضوئي

11 يونيو 2016
سنغافورة الأكثر تلوثاً بالأضواء في العالم (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
ذكر باحثون، أمس الجمعة، أن نحو 83 في المائة من سكان العالم، ومنهم أكثر من 99 في المائة في أوروبا والولايات المتحدة يعيشون في مناطق "تلوث ضوئي" بسبب نور المصابيح الكهربائية، ما يعني أن مليارات البشر محرومون من الاستمتاع بضوء النجوم.

وانتشرت الأضواء الكهربائية لدرجة أن أكثر من ثلث سكان الأرض، ومنهم نحو 80 في المائة من سكان أميركا الشمالية، و60 في المائة من الأوروبيين لا يقدرون على رؤية نجوم مجرة درب التبانة، والتي ظلت مشهداً مألوفاً على مدى عصور طويلة من الوجود البشري.

وقال فابيو فالشي الباحث في معهد التلوث الضوئي والعلوم والتكنولوجيا في إيطاليا الذي قاد البحث ونشر في دورية "ساينس أدفانسيس": "المدهش أنه على مدى عقود طويلة من تطور الإضاءة (الكهربائية) غطينا معظم الإنسانية بستارة من الأضواء تحجب رؤية أعظم عجائب الطبيعة... الكون نفسه".

وأضاف "جذور حضارتنا مرتبطة بالسماء خلال الليل في كل مجال من الأدب إلى الفلسفة والدين وبالطبع العلوم".

كما لفت كريستوفر كيبا عالم الفيزياء في مركز "جي.إف.زي" الألماني للأبحاث والعلوم الجغرافية إلى أن "تقدير الجمال هو جزء مما يجعلنا بشرا".

استخدم الباحثون بيانات من أقمار صناعية وأخرى عن بريق السماء لإعداد أطلس عالمي عن التلوث الضوئي، وهو الإضاءة الصناعية للسماء في الليل الكافية لحجب ضوء النجوم، وتعد واحدة من أكثر التغيرات البيئية التي تسبب فيها الإنسان.



وقال فالشي: "دول كبرى مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا لا تملك موقعاً واحداً على أراضيها لمشاهدة السماء صافية خلال الليل".


وذكر دان دوريسكو الباحث في هيئة المتنزهات الوطنية الأميركية أن على الرغم من المساحات الشاسعة المفتوحة في الغرب الأميركي فإن نصف الأراضي الأميركية تعاني من ليال ملوثة ضوئيا. ويتأثر الساحل الشرقي بشدة في ظل إمكانية رؤية السماء الصافية من جزء من ولاية مين والجزر الواقعة في نهاية فلوريدا كيز.

وأكثر البلدان في العالم تلوثاً بالضوء هي سنغافورة، وأشد بلدان مجموعة العشرين تضرراً هما إيطاليا وكوريا الجنوبية.

ولا تزال هناك مناطق محدودة في غرب أوروبا لم تتأثر بهذا النوع من التلوث نسبياً، وأغلبها في اسكتلندا والسويد والنرويج. أما أستراليا وأفريقيا هي الأقل تضرراً بين القارات المأهولة.
المساهمون