ملهم مصري... لاجئ سوري يتفوق في جامعة تركية

03 سبتمبر 2019
استحق التفوق في فرعي الهندسة المختارين (العربي الجديد)
+ الخط -

ملهم مصري، ابن حلب السورية، واحد من آلاف الطلاب الذين وجدوا أنفسهم لاجئين، من دون أن تخمد إرادة التفوق لديهم

حقق الطالب السوري اللاجئ في تركيا، ملهم مصري (22 عاماً) مرتبة الشرف في اختصاص الهندسة المدنية والهندسة الصناعية بجامعة "غازي عينتاب" التركية، لكنّه قبل ذلك عاش أهوال التهجير من وطنه.

يروي مصري لـ"العربي الجديد" تجربته: "غادرت مدينتي حلب (شمال سورية) عام 2012 بعد تقديم امتحان الشهادة الإعدادية ضمن ظروف قاسية عاشتها مدينتي وأسرتي في رمضان من ذلك العام، بسبب القصف والقنص في المدينة. قبل الثورة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية كنت، إلى جانب دراستي، متطوعاً لدى جمعية التعليم ومكافحة الأمية وجمعية من أجل حلب، بالإضافة إلى ممارستي السباحة. وبالرغم من النشاطات، كنت متفوقاً في جميع المراحل الدراسية وفي بدايات الثورة كنت في الصف التاسع، وتمكنت من تحقيق مجموع مرتفع وصل إلى 296 من 310".

شهادة ملهم مصري من جامعة غازي عينتاب (العربي الجديد) 


وعن مغادرة المدينة، يقول: "والدي كان عضواً منتخباً في مجلس مدينة حلب، بالإضافة إلى نشاطه في المجتمع المدني، وزادت الضغوط بسبب عمله العلني في المعارضة ورفضه ما يجري من قتل للسوريين وإعلانه عدم رضاه عن معالجة النظام لحالة الثورة. وفي يوم الجمعة بتاريخ 24 أغسطس/ آب 2012 بعد الصلاة تلقى والدي اتصالاً فيه تحذير شديد وتأكيد على ضرورة مغادرته سورية فوراً حفاظاً على حياته. وبالفعل، غادرنا بعد ساعتين من الاتصال باتجاه الحدود التركية في رحلة لا تخلو من رعب وخوف قطعنا فيها طرقات لا نعرفها، وكان الطيران الحربي فوقنا طوال الليل. لكن وبحمد الله، وصلنا إلى مدينة غازي عينتاب بسلام، وما زلنا نعيش فيها بعد مرور سبع سنوات على لجوئنا".



عن حياة اللجوء، يقول: "في تركيا عشت حالة من الاستقرار حتى في المسكن وهذا ما ساعدني على متابعة دراستي بشيء من المرونة، وتمكنت مع أختي من دخول جامعة غازي عينتاب، إذ تمكن كلّ منا من اجتياز الثانوية العامة بتقدير مرتفع. أما في الجامعة، فقد احترت عندما نجحت من السنة الثانية إلى الثالثة لوجود فرصتين، الأولى أن أذهب إلى أوروبا في تبادل طلابي لمدة عام، والثانية باختيار فرع ثانٍ لاستكماله مع فرعي في الهندسة المدنية فوقع خياري على ما هو استراتيجي واخترت الهندسة الصناعية. وهكذا عشت تحدياً كبيراً بأن أنهي دراسة الفرعين في السنة نفسها، وهو ما حصل، بالرغم من نشاطي في المجتمع المدني".
يختم مصري أنّ الحافز الأهم والداعم الأكبر في مسيرته كان أسرته التي قدمت له كلّ دعم مادي ومعنوي: "هم الحضن الدافئ في جليد التهجير والغربة".
المساهمون