ملك المغرب يخطب بالبرلمان التونسي..الأولى بعد الثورة

31 مايو 2014
الزيارة تنطوي على إمكانية إحياء الاتحاد المغاربي (أمين لاندلوسي/الأناضول/Getty)
+ الخط -

يلقي العاهل المغربي، محمد السادس، خطاباً أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي في تونس، خلال زيارته التي تمتد بين يومي الجمعة والأحد، ليكون أول زعيم عربي يخطب في البرلمان التونسي بعد الثورة، التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، في 14 يناير/ كانون الثاني 2011.

وتعتبر زيارة العاهل المغربي الحالية إلى تونس، الأولى له بعد سقوط النظام السابق، بينما زار الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، الرباط في مطلع سنة 2012، مباشرة بعد انتخابه رئيساً للبلاد، خلال سعيه إلى لمّ شمل دول المغرب العربي الخمس.

وفيما تتسم العلاقات السياسية بين المملكة المغربية وتونس بالجودة والاستقرار، طيلة عقود خلت، فإن التبادلات الاقتصادية والتجارية لا تتناسب ومستوى الروابط السياسية بين البلدين، إذ تحتل تونس الرتبة 35 في لائحة زبائن المغرب، وهو ما ستحاول زيارة الملك تحسينه.

تونس بوابة المغرب

وستشهد زيارة العاهل المغربي لتونس، التي جاءت بدعوة من الرئيس المرزوقي، مباحثات سياسية ثنائية، يقول المراقبون إنها ستشمل محاولة إحياء "الاتحاد المغاربي"، وذلك في سياق ما أعلنته الخارجية التونسية، بخصوص اتفاق مبدئي على قمة مغاربية للزعماء في الخريف المقبل.

وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة وجدة، خالد شيات، في تصريحات إلى "العربي الجديد"، إن "العلاقات المغربية ـ التونسية بقيت متميزة في كل مراحل بناء دولة ما بعد الاستقلال، سواء في عهد الرئيس التونسي الأسبق، الحبيب بورقيبة، أو الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وظلت بهذا التميز بعد مرحلة بن علي".

وأكد على أن "محور الرباط ـ تونس كان محوراً فعالاً للحفاظ على التحولات التي حدثت بعد الاستقلال في شمال إفريقيا"، معتبراً أن "الباعث على استقرار هذا المحور هو التبني المبكر للقيم الليبرالية، حتى لو اختلفت المقاربات خاصة في علاقة الدين بالدولة".

وأفاد بأن "البلدين يحتاجان للاندماج المغاربي، نظراً لقلة، أو انعدام مردودية الطاقة، وامتلاكها من طرف قوى إقليمية غير مضمونة"، مشيراً إلى أن "البلدين يتوافقان على مقاربة شبه ديمقراطية تُمكن المنطقة من السير في اتجاه دولة المؤسسات".

ورأى أن "الدور الإقليمي للمغرب يتفاعل مع التصور التونسي في مسألة مكافحة الإرهاب، واللااستقرار في دول جنوب الصحراء أساساً"، وتابع "يمكن للمغرب أن يكون نموذجاً للتجربة التونسية الناشئة، خاصة أنه احتضن أغلب المعارضين السابقين لنظام بن علي".

وخلص إلى أن "المغرب لا يمكنه أن يفقد حليفاً إقليمياً مضموناً مثل تونس، باعتباره بوابة المغرب التقليدية للتأثير في المحيط الإقليمي، وهي مدخل أساسي للتعاون الاقتصادي الإقليمي المتزن والفعال، في خضم اللاستقرار الذي يعد السمة الغالبة في الوقت الراهن".

تبادلات اقتصادية ضعيفة

وبخلاف العلاقات السياسية المتميزة بين المغرب وتونس، طيلة سنوات خلت، قبل وبعد "الربيع العربي"، فإن مستوى التبادلات الاقتصادية يظل الحلقة الأضعف في العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو ما تترجمه نسب الصادرات والواردات بين الرباط وتونس.

وتصل المبادلات التجارية بين المغرب وتونس حاليا زهاء 200 مليون يورو، ما يعني أن تونس لا تمثل سوى 0.45 في المئة من صادرات المغرب، وهو رقم ضعيف جداً بالمقارنة مع المبادلات الهائلة التي يقوم بها المغرب مع دول الاتحاد الأوروبي.

هذا النقص التجاري المسجل، تنبه إليه زعيما البلدين، ولذا قررا دعم العلاقات الاقتصادية بينهما في خضم سياق إقليمي ودولي لا يعترف سوى بالقوى الاقتصادية القوية، وذلك من خلال منتدى اقتصادي مشترك، أقيم قبيل بدء زيارة العاهل المغربي إلى تونس.

ويصدر المغرب إلى تونس حوالى 730 مليون درهم، من سلع التجهيز والنسيج ومواد الصيدلة، فيما يستورد منها 1.8 مليار درهم، مكونة أساساً من التمور والمواد النباتية الخامة والكيماوية والورق.

وفي هذا الصدد، أكدت النائبة الأولى للمجلس الوطني التأسيسي التونسي، محرزية العبيدي، على أن الهوة بين العلاقات السياسية المتميزة بين المغرب وتونس، والتبادلات الاقتصادية الضعيفة بينهما، تدفع للتركيز على ضرورة الاهتمام بالملف الاقتصادي، على غرار الملف السياسي بين الدولتين.

المساهمون