ملف في "لوموند" الفرنسية عن فساد النخبة السياسية الجزائرية

26 يوليو 2016
من المتورطين بالفساد ريم سلال ابنة رئيس الحكومة (Getty)
+ الخط -

 

خصصت صحيفة "لوموند" الفرنسية ملفاً حول الاقتصاد في الجزائر تحت عنوان "أوراق بنما: كيف قامت النخبة الجزائرية باختلاس أموال النفط".

وبحسب الملف، فإن "أوراق بنما كشفت أن شبكة (أوفشروت) أتاحت تبييض رشاوى دفعتها (سايبيم/ Saipem)، الفرع الجزائري للشركة النفطية الإيطالية (ENI)".

كما تكشف الصحيفة دوراً كبيراً لفريد نور الدين بجاوي، ابن أخ الوزير السابق للشؤون الخارجية الجزائرية محمد بجاوي، المتهم بالحصول على 205 ملايين دولار من شركة (سايبم/ Saipem).

كما تتحدث عن عُمولات استفاد منها مسؤولون جزائريون ساعدت الشركة على الفوز بثمانية عقود في الجزائر ما بين 2006 و2009. ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ يحتمل أن يكون مقرّبون من بجاوي، ومن بينهم ابنة رئيس الحكومة الجزائري الحالي، عبد المالك، قد تلقوا، هم أيضاً، أموالا.

وتضيف الصحيفة أن "أوراق بنما كشفت عن شبكة معقدة لتوزيع الرشاوى، استفادت منها النخبة الجزائرية، ومن بينها ريم سلال، ابنة رئيس الحكومة".

وتستعرض الصحيفة الفرنسية بعض نماذج الفساد في الجزائر، ومن بينها فريد بجاوي، والذي اتهم بالفساد وتبييض أموال في قضية (سوناطراك – سايبم)، وهي قضية انفجرت سنة 2009، وانتهت في فبراير/ شباط من سنة 2016 بإدانة الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، محمد مزيان وابنيه ومسؤولين كبار، فيما عرف بمحاكمة "سوناطراك 1".

والقضية الثانية، في إيطاليا، تَستَهدف فريد بجاوي، الهارب من العدالة، والذي شُوهد، آخر مرة، في دبي، كما تستهدف حاشية وزير الطاقة السابق، شكيب خليل.

ويتَّهِمُ القضاة الإيطاليون بجاوي بالحصول على ما يعادل 205 ملايين دولار عن طريق شركة (بيرل بارتنرز)، والتي يوجد مقرها في هونغ كونغ.

ويتهمونه، أيضا، بتقديم رشاوى للعديد من المسؤولين الجزائريين من أجل تسهيل الحصول، عن طريق (سايبم)، على ثمانية عقود ما بين 2006 و2009 بمبلغ 10 مليارات من الدولارات.

 وتنقل الصحيفة الفرنسية عن المحكمة الجنائية الفدرالية السويسرية، بتاريخ 14 يناير/ كانون الثاني 2015 أن "دور الوسيط الذي لعبه فريد بجاوي في خريطة الفساد يُحتَمل أن يكون قد فُرِضَ على سايبم من قبل الوزير خليل (...) وقد اكتشفَ قضاةٌ جزائريون تسديدات مالية استفادت منها نجاة عرفات، زوجة شكيب خليل، والذي عاد إلى البلاد، سنة 2016، بعد أن كان لبعض الوقت على قوائم من يطاردهم الأنتربول.

وتصف الصحيفة الفرنسية، نمط الحياة الأميرية التي يعيش فيها بجاوي، وترى فيه "مثالا عن النُّخبة الجزائرية الفاسدة، في الوقت الذي خسر فيه البلد، والذي يعاني، اليوم، من هبوط أسعار النفط، على مر كل السنوات، ما بين 2004 و2013، حسب المنظمة الأميركية غير الحكومية: غلوبال فاينانشال انتغريتي، ما يقرب من مليار ونصف مليار دولار بسبب التهرّب الضريبي والفساد وسرقة المصادر العمومية".

ومن جهة أخرى، تنقل الصحيفة عن أحد زعماء المعارَضة في الجزائر، أحمد بن فليس، رئيس الحكومة السابق والمرشح مرتين للانتخابات الرئاسية (2004 و2014)، وضعاً كئيباً عن الجزائر، بمستقبل صعب وغامض.

ويقول بن فليس إن: "الريع النفطي يمثل 97 في المائة من عائدات التصدير، أي 70 في المائة من ميزانية الدولة، ولكن مع انخفاض النفط فإن البلد خسر نصف عائدات التصدير. وكي يتمّ تمويل ميزانية الدولة يجب أن يصعد برميل النفط إلى مائة دولار".

ويصرّ بن فليس على أن "النظام ليست له شرعية سياسية حتى يقود الإصلاحات التي تفرض نفسها".

ويبين أن انتخاب الرئيس بوتفليقة سنة 2014 تمّ: "بسبب غياب اتفاق في هرم السلطة، والتالي تمّ اختيار مواصلة الفراغ على رأس الدولة. وبُذلتْ جهود كبرى من أجل الإقناع بأن الأمور تسير بشكل جيد".

واعتبر رئيس الحكومة السابق أن "قِوى خارج – دستورية تملأ فراغ رأس الدولة. وتعمل هذه القوى في القرب المباشر للرئاسة. وهي قوى الزبونية وبعض القوى الاقتصادية وأيضا المال المُريب. الجدّةُ في الأمر هي غيابُ تجانُس السراي، وهذا ما يُفسّر الاختلافات التي تَظهر في وسائل الإعلام".