لم تستفد الجزائر من جيل جديد من السينمائيين ظهر منذ تسعينيات القرن الماضي، وامتلك رؤىً وتقنيات أكثر احترافية مكّنته من الحضور في العديد من التظاهرات الدولية في وقت عاشت البلاد وفرة اقتصادية؛ إذ لم يؤسّس ذلك لصناعة سينمائية حقيقة تساهم في تطوير الإنتاج ورفع سويته.
ولا تنفصل الحال عن إخفاق موازٍ في مجال البنى التحتية، إذ كشف مسح أجرته وزارة الثقافة الجزائرية قبل قرابة عامين، أن هناك ثلاثمئة واثنين وأربعين قاعة عرض موزّعة على المدن الجزائرية، معظمها بُني إبان فترة الاستعمار الفرنسي، إلا أن عدد القاعات المشغّلة ثمانون فقط.
تطرح المعارض التي توثّق لتاريخ الفن السابع في الجزائر ما بعد الاستقلال، تساؤلات عديدة حول جدوى استعادته في ظلّ السياسات الثقافية الحالية التي لا تتبنّى مشروعاً في هذا الإطار. من ذلك معرض "العصر الذهبي للسينما الجزائرية 1962 - 1982" الذي يتواصل حتى مساء بعد غدٍ في "دار الثقافة عبد القادر علولة" في تلمسان، بتنظيم من "مركز الفنون والمعارض" في المدينة.
يضمّ المعرض، الذي افتتح في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، اثنين وأربعين ملصقاً لأفلام بارزة في تلك الفترة، مثل "معركة الجزائر" (1966) للمخرج الإيطالي جيلو بونتكيرفو، و"وقائع سنين الجمر" (1974) لمحمد لخضر حمينة، اللذين يعرضان وقائع من حرب التحرير ضد الفرنسيين.
كما يُعرض ملصق فيلم "عطلة المفتش الطاهر" (1972) لموسى حداد الذي يتناول جريمة تقع على متن سفينة تغادر الجزائر متوجهة إلى تونس، و"عمر قتلاتو" (1976) لمرزاق علواش، الذي قدّم قصة موظف شاب يعيش في شقة تكتظ بأفراد عائلته، ويعجز عن الوصول إلى الحب.
يشير بيان المنظّمين إلى أن "المعرض يستذكر تاريخ الفن السابع ومكانته في المجتمع"، وأنه قد يشكّل "بداية لإعادة بعث السينما في تلمسان وفي مناطق أخرى من البلاد"، وهي تصريحات تتكرّر منذ انطلاق المعرض لأول مرة منذ عام 2011.
يُذكر أن تلمسان نفسها لا تضمّ سوى قاعة عرض واحدة مفتوحة لاستقبال الجمهور تحمل اسم "جمال شندرلي" (كوليزي سابقاً)، أعيد تأهيلها أثناء استضافة تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2012، كما نُظّمت مؤخراً عروض ونقاشات للأفلام في إحدى جمعيات المدينة.