ملامح تحالفات حزبية بريطانية لخوض الانتخابات العامة

30 أكتوبر 2019
حزب المحافظين يخشى من فقد مزيد من مقاعده(فرانس برس)
+ الخط -
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن جاهزية حزبه لخوض الانتخابات العامة "الصعبة" بعدما أقر مجلس العموم في البرلمان البريطاني ديسمبر/ كانون الأول موعداً مقرراً لها. 

ويناقش مجلس اللوردات اليوم موعد الانتخابات المبكرة مع استبعاد أن يدخل أي تعديلات على مشروع القانون، والذي حاز على دعم أغلبية نواب العمال والمحافظين، ويتم تثبيت موعد الانتخابات رسمياً بعد منحه الموافقة الملكية.

وفي حال إتمام هذه الخطوات بحلول يوم غد الخميس، فسيتم حل البرلمان الحالي يوم الأربعاء في 6 نوفمبر/تشرين الثاني وستبدأ بعد ذلك حملات الأحزاب الانتخابية لخمسة أسابيع، يتبعها موعد الانتخابات المقررة يوم الخميس في 12 ديسمبر/كانون الأول.

وبينما كان المحافظون أكبر الساعين للانتخابات العامة، إلا أنهم يخشون من خسارة المزيد من مقاعدهم لصالح حزب بريكست في الدوائر الانتخابية الداعمة لبريكست، وهو ما سيحرمهم الأغلبية البرلمانية.

أما الديمقراطيون الليبراليون فقد أعلنوا عن نيتهم خوض الانتخابات بهدف كسب مئات المقاعد وتشكيل الحكومة الجديدة، بينما يتوقع العمال أن يشكل حكومة أغلبية بحلول عيد الميلاد.


 
وقال وزير المالية في حكومة الظل العمالية جون ماكدونيل، صباح اليوم الأربعاء، لـ"بي بي سي" إن حزبه يمتلك "فرصة حقيقية في هذه الانتخابات وأعتقد أننا سنكسبها". وأضاف "أعتقد أننا سنحصل على حكومة أغلبية بحلول عيد الميلاد".

وامتدح ماكدونيل زعيم الحزب جيريمي كوربن بالقول إنه "أحد أفضل منظمي الحملات الانتخابية"، مهاجماً في الوقت ذاته الديمقراطيين الليبراليين بأنهم "تحالفوا مع المحافظين عملياً" بدعمهم للانتخابات المبكرة الأسبوع الماضي.

وفيما يتعلق برسالة الحزب الانتخابية حول بريكست، قال ماكدونيل "سندع الناس تقرر بنفسها". وتابع بالقول "هناك تنوع في الآراء داخل العمال، مثل جميع الأحزاب السياسية".

وأضاف أن "المبدأ الرئيس لنا، وبعكس الديمقراطيين الليبراليين الذين يقولون "سنتخلى عن بريكست"، وبعكس المحافظين الذين يقولون "سنفرض عليكم بريكست من دون اتفاق لنضر بالاقتصاد"، فإننا نقول إنها ديمقراطية ودعوا الناس يختارون".

أما زعيمة الديمقراطيين الليبراليين جو سوينسون، فقد قالت صباح اليوم أيضاً إن رسالة حزبها بوقف بريكست تمتلك صدى في صفوف الناخبين المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن "الناخبين يرون ثبات موقفنا ودفاعنا عما نؤمن به".

وتابعت "لا أعتقد أن الخيار المطروح أمامنا بين بوريس جونسون وجيريمي كوربن جيد بما يكفي، فلا يصلح أي منهما لقيادة بلدنا وأن يكون رئيساً للوزراء، وأعلم أن هناك الملايين ممن يرغبون ببديل ايجابي يتطلع إلى المستقبل".

وأكدت أن استطلاعات الراي الخاصة بحزبها تشير الى إمكانية فوره "بمئات المقاعد" مشيرة إلى أنها ستخوض الانتخابات كمرشحة لرئاسة الوزراء.

وبينما نفت سوينسون إمكانية التحالف مع العمال والمحافظين لدعمهما لبريكست، يتجه الديمقراطيون الليبراليون لعقد تحالف انتخابي مع حزب الخضر وحزب ويلز، وهما من معارضي بريكست. 



وبموجب التحالف بين هذه الأحزاب، تتجنب خوض المنافسة فيما بينها في الدائرة الانتخابية الواحدة بهدف منع انقسام أصوات معارضي بريكست، وكانت هذه التجربة قد نجحت في انتخابات فرعية جرت سابقاً في العام الحالي عندما نجحت ممثلة الديمقراطيين الليبراليين بالتفوق على مرشح المحافظين بدعم من حزبي الخضر وويلز في دائرة بريكون ورادنورشير. 

وفي الوقت ذاته، يخشى المحافظون من خسارة المقاعد المعارضة لبريكست لصالح الديمقراطيين الليبراليين، وخسارة عدد من المقاعد المؤيدة لبريكست لصالح حزب بريكست، بل إن وجود مرشح لحزب بريكست في الدوائر المحافظة الداعمة لبريكست سيؤدي إلى تشتيت الأصوات الداعمة لبريكست لصالح معارضيه.

ويعرض حزب بريكست طلاقاً كاملاً مع الاتحاد الأوروبي بما يماثل بريكست من دون اتفاق، ويجهز الحزب 600 مرشحا للمنافسة على 650 مقعداً متاحة في الانتخابات العامة، وكان الحزب قد نجح في كسب 29 مقعداً في البرلمان الأوروبي في انتخابات مايو/أيار الماضي،  
إلا أن زعيم الحزب نايجل فاراج يرغب في تعزيز حلف تطبيق بريكست في البرلمان البريطاني، ويسعى للتحالف مع المحافظين بحيث لا ينافسهم في الدوائر التي قد يخسرونها لصالح أحزاب المعارضة، مقابل دعمه في الدوائر الانتخابية العمالية العشرين المؤيدة لبريكست، والدفع ببريكست مشدد بعد كسب الانتخابات.

ويأمل حزب بريكست في الحصول على 50 مقعداً في الانتخابات العامة المقبلة، وربما التحالف مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الأيرلندي لدعم حكومة محافظة يقودها جونسون وستقوم بدعم بريكست مشدد.

المساهمون