يتحدثّ مروان أبو سعيد (38 عاماً)، أحد مهجري القلمون الشرقي الذي يسكن في قرية قريبة من عفرين لـ "العربي الجديد": "توجهت إلى أسواق المدينة التي تكتظ يومياً أبحث عن صائغ مجوهرات لأبيع خاتم زوجتي، كي أشتري بثمنه ملابس العيد لأطفالي الثلاثة وزوجتي التي أعطتني إياه، وبعد أن بعته انطلقت إلى السوق الشعبي واشتريت ملابس العيد لهم، وعدت للبيت ورأيت ابتسامة أولادي وهم ينتظرون على باب المنزل بلهفة ليعرفوا ماذا اشتريت".
أما أبو مصعب فيصف الواقع الذي كان يعيش فيه لـ"العربي الجديد"، موضحاً: "والدي الذي يعمل في بيع الألبسة في الغوطة الشرقية قد وضع لأطفالي ألبسة العيد منذ خرجنا من بلادنا، وقال هذا لباس كل واحد منهم، وكفاني معاناة السفر إلى المدن التي تحتوي أسواقاً كبيرة، خصوصاً في ظل هذه الظروف الأمنية، فأنا أرفض إخراج أطفالي وزوجتي خوفاً من المفخخات التي تضرب معظم بلدات الشمال السوري والتي أسمع أخبارها على وسائل التواصل الاجتماعي".
وبالنسبة لـ"أبو علي" وأطفاله الخمسة الوضع مختلف، إذ يقول: "لا يمكن أن يمر عيد من دون أن أرسم الابتسامة على وجوه أطفالي، وفي كل عيد أذهب بهم إلى السوق لشراء الحاجيات لكن هذه المرة لا أستطيع، لعدم توفر الألبسة الجيدة إلا في المدن الكبرى كالباب وإعزاز، وصعوبة المواصلات في الشمال السوري، وخوفي عليهم من المفخخات التي تضرب بعض البلدات كثيراً، خصوصاً في أيام رمضان الأخيرة".
ويوضح: "ذهبت لوحدي إلى أسواق الملابس المستعملة (البالة) وغيري كثيرون يشترون ملابس للعيد لعدم توفر مورد للعيش لنا، والمصير المجهول الذي ينتظرنا فنحاول أن نقتصد بالمصاريف التي خرجنا بها من بلادنا، فالألبسة المستعملة أرخص ثمناً، إذ يمكنك شراء القطعة الجيدة بألف ليرة (نحو دولارين أميركيين)، وفي المقابل أرخص قطعة للعيد من الملابس الجديدة قد تكلفك ثلاثة آلاف ليرة سورية".
أما أنس أبو حمزة الذي ترك أولاده في مدينة الرحيبة بريف دمشق يقول لـ"العربي الجديد": "تركت أولادي في الرحيبة وخرجت مهجراً، وقد أوصيت أمهم بشراء الملابس لهم رغم المعاناة وغلاء الأسعار، في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً في الريف الدمشقي، لكن ابني الكبير البالغ من العمر اثني عشر عاماً رفض شراء الملابس وقال لا عيد وأبي بعيد عنا".