يشير التكريم المكسيكي للشاعر والروائي المغربي، عبد اللطيف اللعبي، بمنحه "الجائزة الدولية للشعر: عصر ذهبي جديد" (Premio Internacional de Poesía: Nuevo Siglo de Oro) عن مجمل أعماله الشعرية في العاصمة المكسيكية مطلع هذا الشهر إلى مفارقة تتعلق بعدم قدرة مجتمعاتنا العربية اليوم على تكريم مبدعيها.
سنكون متفائلين لو قلنا إن هذا التكريم يعوّض الحيف الذي تعرّض له صاحب "يوميات قلعة المنفى (رسائل السجن 1972-1980)" في بلده رغم رصيده الأدبي الكبير، إذ علاوة على إنتاجه الشعري والروائي وترجماته للأدب العربي إلى الفرنسية؛ قاد عبد اللطيف اللعبي الذي ولد سنة 1942 في مدينة فاس، عدة مبادرات أدبية في المغرب، لعل أبرزها تأسيس مجلة "أنفاس" عام 1966 مع مجموعة من رفاقه من الكتّاب المغاربة. لكّن نشاطه السياسي الذي كان يضايق السلطات آنذاك تسبّب في اعتقاله سنة 1972 ولم يطلق سراحه إلا سنة 1980 بعد حملة عالمية أحرجت السلطة المغربية.
تسلّم اللعبي الجائزة خلال حفل نظّم في فضاء المكتبة الوطنية المكسيكية، بحضور مجموعة من شعراء المكسيك والعالم وشخصيات رسمية. كما قدّم اللعبي خلال التكريم قراءة شعرية مطولة وعبّر عن سعادته البالغة بالجائزة، التي تسلّمها في بلد وقارة قال إن الشعر ما زال حاضراً ومتوهّجاً فيهما.
وجاء هذا التتويج خلال "الملتقى الدولي للشعر لمدينة ميكسيكو" الذي تنظّمه المجلة الشعرية "ثيركولو دي بوييسيا" بالتعاون مع دار النشر الإسبانومكسيكية "منشورات بالباراييسو"، وشارك في المهرجان شعراء وأكاديميون من المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وفلسطين ونيوزيلندا والدنمارك والمغرب وبلدان أخرى.
وشهد المهرجان إضافة إلى تكريم اللعبي، قراءات لشعراء من القارات الخمس، وورشة لكتابة القصيدة الحديثة من تأطير الشعراء المشاركين، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الإصدارات الشعرية الجديدة التي أصدرتها "منشورات بالباراييسو-مكسيكو" للمشاركين ومن بينها مختارات شعرية جديدة للشاعر المغربي المتوّج.
وبحسب منظمي الملتقى فإن الشاعر المغربي توّج بهذه الجائزة عن مجمل أعماله الشعرية، التي حازت جوائز عالمية أخرى مثل جائزة غونكور للشعر سنة 2009 والجائزة الكبرى للفرانكفونية سنة 2011 التي تمنحها أكاديمية اللغة الفرنسية.
وسبق أن حصل على هذه الجائزة في النسخ السابقة كل من الشاعرة الهندية، سوخاتا بهات (2014)، والشاعر الأيرلندي بول مولدون (2015)، والشاعر الصيني دو دو (2016).
الصحافة المكسيكية احتفت بمنح الجائزة إلى الشاعر المغربي، وصدّرت بعض الصحف الحدث في صفحاتها الأولى، وكذلك اهتمت الصحافة الفرنسية.
لكن كل ما سبق يثير الشجون أكثر مما يثير الزهو. فإن كان بلد مثل المغرب لا يكرّم كبار كتّابه ومبدعيه في حياتهم، فأي معنى لكل الضجيج والادعاءات التي تزخر بها حياتنا الثقافية؟
* مترجم من المغرب