مكتبة عامة لعرب حيفا

16 يناير 2017
بعض المتطوّعين في المكتبة (العربي الجديد)
+ الخط -
بادرت المجموعة الشبابيّة "وتر"، التي تضم تلاميذ في المرحلة الثانوية في حيفا، لإقامة مكتبة أطلقت عليها اسم "وتر" أيضاً، بتمويل ذاتي لمساعدة تلاميذ المدارس في واجباتهم المنزلية، واستعارة الكتب وغيرها، في ظل نقص خدمات كهذه في المجتمع العربي في المدينة.
وجاء المشروع من خلال مجموعة قيادية شابة انبثقت عن مشروع ضمن جمعية التوجيه الدراسي للطلاب العرب في حيفا، فكانت هذه المكتبة العامة.

تضم المجموعة 17 عضواً تطوعوا للعمل في المكتبة في فترة ما بعد الظهر لمدة خمسة أيام في الأسبوع. ويدفع كل عضو رسوماً شهرية رمزية لتمويل نشاطهم وعملهم في المكتبة.
تقول المسؤولة عن المجموعة، لميس عبد العال: "انطلقنا بالعمل قبل شهر تقريباً بعد تفكير عميق وعمل مشترك لمدة عامين مع الشباب، وكانت فكرة إنشاء مكتبة عامة لاستعارة الكتب، وإنهاء الواجبات المدرسية اليومية، وتصوير الكتب وتغليفها بأسعار تشجيعية تكون في متناول التلاميذ والطلاب، وغيرها". وتضيف أن "الفكرة نبعت من شعورنا بنقص هذه الخدمات بين العرب. هكذا، بات كلّ طالب عربي يلجأ إلى هذا المكان الذي لا يهدف إلى تحقيق الربح، بل الأخذ بيد التلاميذ والطلاب ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم من دون معوقات".

وعادة ما تروى القصص للأطفال مرة في الأسبوع، وتناقش ضمن برنامج ساعة قصة. وفي المستقبل، تطمح المجموعة إلى إقامة مركز شبابي ثقافي مهني ترفيهي يستقطب التلاميذ من كل مدارس حيفا، بدلاً من اللجوء إلى أماكن غير مناسبة لتمضية فترة ما بعد الظهر. وتلفت عبد العال إلى حاجة الشباب لمرافق مماثلة يمكنها تقديم كل ما يحتاجون إليه. وتشير إلى أن مركز "مساواة" قدم لهم غرفة لاستخدامها كمكتبة.

من جهتها، تقول المرشدة بسيل أبو رنة (17 عاماً): "بدأنا مشروعنا من الصفر، وجمعنا الكتب ورتبناها على الرفوف ونظفنا المكان، الأمر الذي استغرق وقتاً من كل متطوع". وتضيف أنها تشعر بانتماء إلى المكتبة، لافتة إلى تنظيم نشاط شارك فيه عشرات الأطفال، تضمن قراءة القصص وإعداد الطعام. برأيها، فإن أكثر ما يميّز المكتبة هو أن الفكرة جاءت من تلاميذ الثانوية، عدا عن روحها الدافئة.

من جهته، يلفت مصطفى أيوب سبسورك إلى أنه رغم عدم وجود كتب كثيرة، إلا أنه يمكن استعارتها، مشيراً إلى أن الهدف هو مساعدة التلاميذ والطلاب. ويضيف أن المتطوعين ساهموا في التسويق للمكتبة، موضحاً أن عدداً من التلاميذ يأتون إلى المكتبة عصراً لطلب المساعدة. أمّا إنعام صلاح (17 عاماً)، فتلفت إلى أن المكتبة تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية، وجعل التلميذ العربي يشعر بأنه في بيته.

دلالات