مكتبة سينمائية في تونس أخيراً

13 نوفمبر 2017
(فيلم "صيد التن" (1905) لـ ألبير شمامة شيكلي)
+ الخط -
في عام 2015، تمّ العثور في أرشيف "المكتبة السينمائية البولندية" على نسخة من الفيلم الوثائقي "صيد التن" (1905) الذي أعدّه المخرج التونسي الراحل ألبير شمامة شيكلي (1872 – 1934)؛ اكتشاف قاد إلى ضرورة الإسراع لتأسيس مشروع يحفظ ذاكرة الفيلم في تونس بعد دعوات عديدة لذلك خلال العقود الماضية.

على هامش الدورة الثامنة والعشرين من "أيام قرطاج السينمائية" التي اختتمت فعالياتها أوّل أمس، أُعلن عن إنشاء "المكتبة السينمائية التونسية"، ضمن مشروع "مدينة الثقافة" المقرّر افتتاحها رسمياً في 20 آذار/ مارس المقبل، من خلال شراكة تجمع "المركز الوطني للسينما والصورة" و"دار الكتب الوطنية"، حيث توفّر الأخيرة فضاء للحفظ ومعالجة بيبليوغرافيّة للتراث البصري.

تهدف المكتبة إلى "صيانة الأفلام ومعالجتها فنياً"، بحسب المنّظّمين الذين سيتسلّمون أرشيف الراحل محمد القويدي (1927 – 2016) أول مصوّر تونسي بعد الاستقلال، وكذلك وثائق الكاتبة والمؤرخة صوفية القلي (1931- 2015) وهي مؤسّسة الخزينة السينمائية التونسية وتوّلت رئاستها بين سنتي 1958 و1968.

أحد أبرز المعوقات التي تواجه المشروع يتمثّل في عدم امتلاك الجهات المسؤولة مختبراً لصيانة ورقمنة الأشرطة السينمائية، ولكن من المتوقّع تأسيس واحد العام المقبل. كما أن الأرشيف لمجموع الأفلام التي أنتجت خلال 110 أعوام مشتت ولا يوجد إحصاء دقيق به، لكن معظمه يتوزع بين وزارة الثقافة و"دار الكتب" ومخابر "قمرت"، وسيبدأ جمعها قريباً.

معضلة أخرى تتعلّق باسترجاع أرشيف السينما التونسية الموجود في فرنسا، فرغم وجود اتفاقية تتيح للجانب التونسي الاطلاع عليها، إلا أن الحصول على نسخ من هذه الإنتاجات سيكون في مرحلة مقبلة، إلى جانب مشكلة عدم توفر دعم مالي كافٍ للقيام لتحقيق كافة الأهداف من تدريب كوادر مؤهلة لعمليات الرقمنة وتوفير جميع المرافق المطلوبة.

تخطّي هذه العقبات سيساهم في تطوير قطاعات ذات صلة، حيث من المفترض المضي لاحقاً في تأسيس مشروع الصناعة الرقمیة المبدعة في المجال السمعي البصري، الذي يقوم على خلق محتوى رقمي يضمّ كافة أشكال الإبداع من نصوص وصور وموسيقى وحوارات.

يُذكر أن إعلان المكتبة ترافق مع إطلاق اتحاد عربي لمراكز السينما والصورة يجمع بين تونس ومصر والمغرب والجزائر، وليس معروفاً إن كان سيتم المضي قدماً في هذا الاتحاد أم سيبقى حبراً على ورق.

المساهمون