تنامت شكاوى العديد من المواطنين الذين يقطنون بالقرب من مطارح "مكبات" للنفايات، في كثير من مناطق المغرب، وعلى رأسها "مطرح مديونة" الشهير بمدينة الدار البيضاء، و"مطرح أم عزة" بمدينة عين العودة، والتي باتت تشكل بحسب مهتمين وجمعيات مختصة "نقطا بيئية سوداء".
وتحول مطرح نفايات مديونة في العاصمة الاقتصادية إلى مشكلة بيئية بعد تكاثر شكاوى العائلات والسكان الذين يعيشون في المنطقة، من تأثير أطنان النفايات على صحة المواطنين، وانتشار أمراض وسط الأطفال والكبار، خاصة تلك التي تصيب الجهاز التنفسي والعيون.
وتعيش الدار البيضاء أزمة نفايات حقيقية، حيث لا توجد فيها مساحات كافية لاستقبال مخلفات المنازل، باستثناء مطرح مديونة الذي تحول إلى عبء وثقل اجتماعي على كاهل المسؤولين المحليين، خاصة في خضم اقتراب موعد إغلاق هذا المطرح.
ووصف النائب الأول لرئيس مجلس مدينة الدار البيضاء، عبد الصمد حيكر، مطرح مديونة بأنه "كارثة بيئية تدفع إلى التفكير في كيفية استقبال ومعالجة أطنان النفايات المنزلية لسكان مدينة كبيرة مثل الدار البيضاء، خاصة أن المطرح يعتمد تقنية أضحت قديمة ومضرة بالبيئة، وهي طمر النفايات".
وتبحث السلطات المحلية بالدار البيضاء حلولا ناجعة تعوض مطرح مديونة خصوصا، وتعالج مشكلة النفايات المنزلية التي تُصب في هذا المطرح الشاسع، والذي لم يعد يتحمل استقبال مزيد من النفايات، ما دفع مجلس تسيير الدار البيضاء إلى إجراء اتصالات مع شركات إسبانية وإيطالية من أجل تلافي مخلفات المطرح بعد إغلاقه.
وفي انتظار إيجاد بديل فعال وناجع بيئيا يعوض مطرح مديونة، فإن سلطات الدار البيضاء مددت استعمال المطرح ستة أشهر أخرى، وهو ما أفضى إلى احتجاجات سكان يقطنون بجوار المطرح، يشتكون من أوضاعهم الصحية المتردية بسبب المخلفات.
مطرح آخر شهير في المغرب يدعى "أم عزة" بمدينة عين العودة يثير الكثير من المشاكل والانتقادات، بحسب ما أكد محمد الراشدي، رئيس جمعية محلية تمثل السكان المتضررين، والذي قال لـ"العربي الجديد"، إن 700 ألف طن من النفايات ترمى سنويا في هذا المطرح.
وأضاف أن "المكان المخصص لاستقبال نفايات سكان الرباط وسلا وتمارة ومناطق مجاورة، أدى إلى إصابة كثيرين بأمراض خطيرة، منها الحساسية والربو، كما أن عصارة النفايات تتسرب ولوثت مياه الآبار، ما أدى إلى مشاكل في الجهاز الهضمي لكثير من السكان".
وفيما يحتج سكان هذه المطارح وغيرها ضد مخلفات النفايات المنزلية القريبة من منازلهم، فإن مسؤولي الشركة التي تدير هذه الفضاءات المختصة باستقبال النفايات، يؤكدون أنهم يعملون وفق القانون، وأنهم يحترمون جميع التدابير اللازمة.
وكانت وزارة البيئة المغربية قد أوردت في تقرير جديد، أن النفايات المنزلية في مدن البلاد بلغت 7 ملايين طن سنويا، وأن أكثر الوسائل استعمالا للتخلص من هذه النفايات هي إحراق الأزبال أو طمرها في الأرض في أكياس خاصة، وإعادة تدويرها لاستعادة العصارة واستخدامها في سقي الأراضي.