مواجهات الحديدة: مقتل 61 مقاتلاً...والحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين

11 نوفمبر 2018
اشتداد حدة المواجهات بالحديدة(خالد زياد/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت مصادر عسكرية وطبية أن 61 مقاتلاً من  جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والقوات الموالية للحكومة اليمنية قتلوا خلال الساعات الـ24 الأخيرة في المعارك في مدينة الحديدة، بينما نقل عشرات الجرحى إلى مستشفيات خارج المدينة.

وقالت مصادر طبية في الحديدة إن "43 من الحوثيين وتسعة جنود في القوات الموالية للحكومة قتلوا".

وتحدث مصدر طبي في المخا جنوب الحديدة عن وصول جثث تسعة مقاتلين آخرين من القوات الحكومية.

وذكر مصدر آخر في المستشفى العسكري في الحديدة، أن عشرات الجرحى الحوثيين نقلوا إلى مستشفيات في صنعاء وإب.

وسيطرت القوات الموالية ليل الجمعة السبت على أكبر مستشفى في المدينة "مستشفى 22 مايو".

بدورها، اتهمت الحكومة اليمنية، اليوم الأحد، مسلحي (الحوثيين)، باستخدام المدنيين دروعا بشرية في الحديدة.

وأدانت الوزارة، في بيان صادر عن وزارة حقوق الإنسان، نشرته وكالة سبأ اليمنية الرسمية؛ ما وصفته بممارسات وجرائم "مليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران"، بحق المدنيين في مدينة الحديدة، واستخدامها للأهالي دروعا بشرية.

وجاء في البيان إن "قيام الحوثيين بالتمركز على أسطح منازل المواطنين، واستخدامهم المستشفيات والمدارس ودور العبادة مراكز وثكنات لأعمالهم العسكرية، يعد جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الأربع".

وأضاف البيان أن الوزارة تقوم بمتابعة وتوثيق الانتهاكات التي ترتكبها "مليشيات الحوثي" وقيامها بزج الأطفال بالقوة إلى جبهات القتال واستخدامهم وقوداً لحربها.

واستغربت الوزارة في بيانها ما أسمته بـ"الصمت الطويل وتخاذل مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن إدانة هذه التصرفات والجرائم المرتكبة من قبل الحوثيين".

كما اتهم البيان، الحوثيين، بارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات ضد المدنيين في مدينة الحديدة، من قتل واعتقال وإخفاء وتعذيب وابتزاز وتهجير وخطف الأطفال ونهب الممتلكات، واستخدام ميناء المدينة لتهريب السلاح ومنطلق لتهديد الملاحة الدولية، بما يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وفي السياق، دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، إلى "وقف فوري للتصعيد العسكري في اليمن".

وذكرت، أمس السبت، أن "التحالف الذي تقوده السعودية والقوات الموالية (للرئيس اليمني عبد ربه منصور) هادي وقوات الحوثيين، وهؤلاء الذين يمدون أطراف الصراع بأسلحة وأوجه أخرى من الدعم، جميعهم لديهم القدرة أو النفوذ لوقف المجاعة وقتل المدنيين، من أجل بعض التخفيف عن شعب اليمن".

وقد أظهرت قاعدة بيانات تتعقب العنف في اليمن أن الضربات الجوية التي تقوم بها السعودية وحلفاؤها لا تزال ماضية في قتل المزيد من المدنيين أكثر من العام الماضي.

وأعطت قاعدة البيانات إشارة إلى نطاق الكارثة التي عصفت باليمن خلال أربع سنوات من الحرب الأهلية، إذ أسفرت الحرب عن مقتل ما لا يقل عن 57538 شخصا من المدنيين والمسلحين، منذ بداية عام 2016، وفقاً للبيانات التي جمعها مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه. هذه الإحصاءات لا تتضمن الأشهر التسعة الأولى من الحرب، في عام 2015، والتي لا تزال المجموعة تحللها.

ويتوقع أن ترفع العدد إلى 70 أو 80 ألفاً وفقاً لحديث باحث المنظمة أندريا كاربوني، لوكالة "أسوشييتد برس". والإحصاءات لا تشمل أولئك الذين لقوا حتفهم في الكوارث الإنسانية التي خلفتها الحرب، ولا سيما المجاعة.

وعلى الرغم من عدم وجود أرقام مؤكدة، إلا أن منظمة "أنقذوا الأطفال" قدّرت وفيات الأطفال بسبب الجوع بنحو 50 ألف طفل عام 2017. وقد استندت في ذلك إلى إحصاءات تفيد بوفاة 30 في المائة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والذين لم يتلقوا العلاج المناسب.



(العربي الجديد، وكالات)