قُتل 35 عنصراً من المليشيات الايرانية، بينهم قياديان، جرّاء استهداف طيران مجهول الهوية رتلًا لتلك المليشيات في محافظة دير الزور شرقي سورية، وذلك بعد أيام من تهديدات إسرائيلية باستهدافها، فيما أُصيب عدة أشخاص بجروح نتيجة انفجار سيارة مفخخة، صباح اليوم السبت، في مدينة الباب بـريف حلب الشرقي شمالي البلاد.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر محلية قولها، إنّ طائرات مجهولة الهوية استهدفت الرتل على الجانب السوري من الحدود السورية العراقية بالقرب من مدينة البوكمال جنوب شرقي مدينة دير الزور، موضحةً أن القصف أسفر عن مقتل 35 عنصراً من تلك المجموعات، بينهم قياديان، واحتراق عدد كبير من الآليات العسكرية.
وتأتي الغارات عقب أيام من توقيع النظام السوري اتفاقية شاملة للتعاون العسكري مع إيران، في تحد لدعوات أميركية وإسرائيلية للنظام لطرد المليشيات الإيرانية من سورية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهد، نهاية يونيو/حزيران الماضي، بتنفيذ عمليات ضد المليشيات الإيرانية في سورية.
وتشهد الأجزاء التابعة للنظام السوري في دير الزور وجوداً كثيفاً للمجموعات المسلحة التابعة لإيران، ويتم إدارة تلك المجموعات من قبل الحرس الثوري الإيراني، حيث تتعرض لقصف متكرر من طائرات "مجهولة"، يُرجح أنها إما أميركية أو إسرائيلية.
وتنتشر في تلك المنطقة ميلشيات عراقية وأفغانية وباكستانية مثل "حزب الله العراقي" و"النجباء" و"زينبيون" و"فاطميون "و"لواء المنتظر" وغيرها، وتدين جميعها بالولاء لإيران.
وفي 27 يونيو/حزيران الماضي، تعرضت مواقع لمليشيا "فاطميون" الأفغاني في مدينة البوكمال لقصفٍ جوي من طائرات مجهولة الهوية، فيما شنت طائرات حربية، في 23 من الشهر نفسه، غارات على مواقع لقوات النظام والمليشيات الإيرانية الموالية لها، في محافظات دير الزور وحمص وحماة والسويداء.
وكان قائد مليشيا "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني، قد زار المليشيات الإيرانية في منطقة البوكمال، الشهر الماضي.
من جهة أخرى، خرّجت مليشيا "لواء القدس" دفعة جديدة من المتطوعين في صفوفها بعد إجراء دورة عسكرية لهم في ريف دير الزور الغربي.
وذكر موقع "دير الزور 24"، أنّ العناصر خضعوا لدورة عسكرية في بلدة المسرب بريف دير الزور الغربي، مشيراً إلى أن بين المتطوعين شباناً لم يتجاوزوا 18 عاماً. وتتبع مليشيا "لواء القدس" لروسيا، وتنشط في عدة مناطق بريف دير الزور، ومحافظات أخرى.
وتشهد مناطق سيطرة النظام صراعات بين المليشيات المحلية المدعومة من إيران من جانب، والمدعومة من روسيا من جانب آخر، حيث تمنع المليشيات التابعة لإيران في البوكمال والبادية السورية مليشيا "لواء القدس" من الانتشار في مناطق سيطرتها.
إصابة 5 أشخاص بتفجير سيارة مفخخة شمالي سورية
من جهة أخرى، أُصيب عدة أشخاص بجروح نتيجة انفجار سيارة مفخخة، صباح اليوم السبت، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي شمالي سورية، فيما قصفت فصائل "الجيش الوطني" المعارض والقوات التركية، مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف الرقة.
وقال الدفاع المدني السوري، إنّ سيارة مفخخة انفجرت، صباح اليوم السبت، على أطراف مدينة الباب شرقي حلب، ما أسفر عن إصابة 4 مدنيين، وذلك في ثاني انفجار خلال 3 أيام بالمنطقة، مضيفاً، عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن فرقه سارعت إلى مكان الانفجار فور وقوعه وعملت على إسعاف المصابين إلى المشافي.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ الانفجار وقع، صباح اليوم، خلف مسجد البوشي بالقرب من سوق لبيع المحروقات غربي المدينة، وأدى إلى إصابة 5 أشخاص بجروح طفيفة، إضافة إلى التسبب في خسائر مادية فادحة بالسيارات التي كانت مركونة على حافة الطريق بالقرب من مكان الانفجار.
ولم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عن هذه العملية، في حين تتجه أصابع الاتهام عادة إلى خلايا تابعة للوحدات الكردية وقوات النظام وتنظيم "داعش".
وتشهد مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي بين الحين والآخر تفجيرات مختلفة أودت بحياة العشرات من المدنيين، وعلى وجه الخصوص في مدينتي أعزاز وعفرين.
وفي 8 يوليو/تموز الحالي، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على طريق الباب – قباسين بريف حلب الشرقي، واقتصرت الأضرار على الماديات فقط. وفي 5 يوليو/تموز الحالي، قُتل شخص وأُصيب آخر، في مدينة عفرين شمالي حلب جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون، كما قتل عنصر من الشرطة والأمن الوطني وأصيب مدنيان آخران بانفجار قرب صالة جين وسط مدينة عفرين.
وتسيطر فصائل تابعة لـ"الجيش الوطني" على مدينة الباب، منذ طرد تنظيم "داعش" منها، في فبراير/شباط 2017، ضمن عملية "درع الفرات".
إلى ذلك، قصفت القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني" قرية كور حسن في ريف تل أبيض الغربي بمحافظة الرقة، والواقعة تحت سيطرة "قسد" وقوات النظام السوري، تزامناً مع إطلاق قذائف مضيئة في أجواء المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.