مقتل وجرح أقارب للأسد والمعارضة تفتح جبهة شمال حمص

24 مارس 2014
قوات النظام تحاول استعادة منطقة كسب الحدودية (أمين سنسر،Getty)
+ الخط -
أعلنت كتائب "أنصار الشام" التابعة لـ"الجبهة الإسلامية"، والمشاركة في معارك الساحل السوري، اليوم الاثنين، عن قتل علي الأسد وإصابة كفاح الأسد، نسيبَي الرئيس بشار الأسد، وهما من الرجال الأقوياء في النظام، في أثناء الاشتباك ضد قوات النظام في كسب، المحاذية لتركيا، والتي باتت تحت سيطرة قوات المعارضة.
ومنذ يوم الجمعة، قادت ثلاثة فصائل إسلامية معركة سمتها "معركة الأنفال"، لمهاجمة معاقل قوات و"شبيحة" النظام في اللاذقية، وقد أدت هذه المعارك إلى إحداث ارتباك واضح في صفوف النظام الأسد وقواته، وانعكس ذلك على حجم و"نوعية" الخسائر التي تكبدها النظام، وكان آخرها مقتل، هلال أنور الأسد، المقرب من الرئيس، بشار الأسد وابن عمه، وزعيم "شبيحة" الساحل تحت اسم قوات الدفاع الوطني.

وفي السياق، قال مصدر إعلامي مقرب من المعارضة إن الثوار قتلوا 8 عناصر، ودمروا 3 عربات عسكرية، أثناء استهدافها تجمعات لعناصر "جيش الدفاع الوطني" (الشبيحة) التابع لقوات الحكومة السورية على أطراف بلدة كسب.

وتنبع أهمية كسب كونها أول بلدة واقعة على شاطئ المتوسط تسقط بيد المعارضة، ما يمكن أن يؤمن لها منفذاً بحرياً مباشراً، ويساهم في خلخلة السيطرة المطلقة لقوات الحكومة على هذا الشريط البحري، بعدما تآكلت سيطرتها على الحدود البرية، لاسيما مع تركيا والعراق. فضلاً عن ذلك، لا تبعد كسب سوى 60 كيلومتراً عن اللاذقية المدينة.

وأكد نشطاء أن "ميليشيا جيش الدفاع الوطني التابع لقوات الأسد أرسل تعزيزات كبيرة إلى قرية (الشيخ حسن) بهدف استعادة كسب من قبضة الثوار".
وكانت اشتباكات عنيفة قد جرت، صباح اليوم الاثنين، على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة كسب، بريف اللاذقية، بين قوات النظام والمعارضة السورية. ويحاول الجيش السوري إعادة السيطرة على المنطقة بعد استقدام تعزيزات جديدة.
وقد ردت "الجبهة الإسلامية"، كبرى الفصائل الإسلامية المعارضة، بالإعلان عن دخول المعركة ضد القوات النظامية مرحلة جديدة، عبر نقل ساحة المواجهات إلى قرى الساحل السوري، حيث يوجد الثقل الأكبر لمؤيدي النظام، والخزان البشري الضخم الرافد لقواته.

وفي بيان صدر اليوم الاثنين، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، قالت الجبهة: "نبشر أهلنا في الساحل السوري خاصة، وفي أرض الشام عامة ببدء مرحلة جديدة في الساحل السوري المحتل، تلك المنطقة التي تحولت قراها الوادعة إلى ثكنات عسكرية ومراكز للعملاء والشبيحة بفعل عصابات الإجرام الطائفية.
وأوضحت "الجبهة" أن بدء هذه المرحلة يتطلب "كثيراً من الوقت والجهد"، مشيرة إلى أن المعارك الدائرة في ريف اللاذفية تعد "مرحلة أولى تليها عمليات عدة أخرى" سيعلن عنها في وقتها.
وذكّر البيان بما حدث ويحدث في يبرود (ريف دمشق) وحلب، مؤكداً أن الجبهة "لن تدّخر جهداً في نقل الصراع وتوحيد الجهود إلى معاقل عصابة النظام".
كما نوهت الجبهة بقتل من سمتهم "عدد من كبار المجرمين" ومنهم، هلال الأسد، قائد "قوات الدفاع الوطني في اللاذقية"، وابن عم الرئيس.

وقصف طيران الجيش السوري الحربي منطقة نبع المر في جبل التركمان، بريف اللاذقية، حيث تدور المعارك منذ أربعة أيام. واستهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مصيف سلمى ومناطق أخرى بجبل الكرد.

وكانت معظم قوات الجيش السوري و"الشبيحة" قد أصيبت بصدمة بعدما بث التلفزيون السوري خبر مقتل قائد "قوات الدفاع الوطني"، هلال الاسد، في اللاذقية، أمس الأحد. وانتشرت خلال الليل أعمال انتقامية في مدينة اللاذقية ضد الأحياء المناهضة للنظام، وانتشرت الحواجز الطيارة بكثافة فيها، وجرت أعمال تنكيل بالسكان المدنيين بشكل كثيف.
ومع اشتداد المعارك في جبهة الساحل، بدأت ملامح معركة جديدة وغير مسبوقة في منطقة حمص وسط سوريا تلوح في الأفق، وهي المحافظة التي لا تقل حساسية عن الساحل، نظراً للتنوع الكبير في التركيبة الطائفية لسكان هذه المحافظة، وتجاوُر بلدات مؤيدة وأخرى معارضة.

فبعد طول سكون على جبهة الريف الشمالي لحمص، شرعت فصائل معارضة بمهاجمة واحد من أضخم حواجز النظام وأكثرها تسليحاً على مستوى سوريا كلها، وهو المعروف باسم "حاجز مللوك".

واستطاعت "الجبهة الإسلامية"، اليوم الاثنين، تدمير دبابة للقوات النظامية على "حاجز مللوك"، إضافة إلى تدمير دبابة أخرى على جبهة الفيلات في المشرفة.

ويبعد "حاجز مللوك" نحو 5 كيلومترات عن حمص، مشكلاً سداً منيعاً يفصل المدينة عن ريفها، وتذهب تقديرات المعارضة إلى أن فيه قرابة 40 دبابة و30 عربة مدرعة، وحوالي 1200 عنصر من قوات النظام، مدعومين بقرابة 100 مقاتل من حزب الله.

وفي الأشهر الأخيرة، حققت قوات النظام وحلفائها، تقدماً ملحوظاً على عدد من جبهات حمص، ل اسيما في الريف الغربي، الذي فقدت المعارضة جميع مواقعها فيه.

على صعيد آخر، قصف الطيران المروحي للنظام بالبراميل المتفجرة مزارع بلدة رنكوس في القلمون، وتجدد القتال في محيط بلدة يبرود. وطال القصف بلدة حوش عرب، وجرت اشتباكات على أطراف حي جوبر في دمشق بين الجيش الحر وقوات النظام.

أما في حلب، فسقطت قذيفتا هاون على حي بستان القصر. وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مخيم حندرات وقرية ملاح بريف المدينة.

وفي جبهة درعا، جنوب البلاد، جرت اشتباكات في محيط حاجز الناحية في مدينة الشيخ مسكين في ريف المحافظة بين الجيش الحر وقوات النظام. وقد سمع دوي انفجار على الطريق الواصل بين درعا وبلدة خربة غزالة من جهة الكتيبة المهجورة، أعقبه تصاعد أعمدة الدخان من المنطقة.

المساهمون