مقتل وإصابة عشرات المدنيين بغارات روسية على دير الزور

24 نوفمبر 2017
الطيران الحربي الروسي يقصف تجمّعاً للمدنيين (Getty)
+ الخط -
قُتل ثمانية مدنيين، وجُرح العشرات، مساء الخميس، جرّاء قصف جوي من طائرات روسية، استهدف معبراً على نهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، في حين ارتفع إلى أحد عشر قتيلاً، عدد ضحايا قصف قوات النظام على الغوطة الشرقية.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ الطيران الحربي الروسي قصف تجمّعاً للمدنيين، خلال محاولة عبور نهر الفرات عند بلدة حسرات في ريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، مرجّحة ارتفاع الحصيلة، بسبب وجود إصابات خطرة.

وفي غضون ذلك، قُتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة من عائلة واحدة، جرّاء قصف جوي من طيران النظام السوري على منازل المدنيين في بلدة الجرذي، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد زعمت، يوم الخميس، أنّ قاذفات بعيدة المدى نفّذت ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم "داعش" الإرهابي، في محافظة دير الزور السورية.


وفي الشأن ذاته، قُتل مدنيان وجرح آخرون، جراء قصف من الطيران الحربي الروسي، على مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي، خلال الليلة الماضية، في حين قضى مدني بانفجار لغم به في مدينة الشحيل.

تزامناً مع ذلك، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام السوري المدعومة بمليشيات أجنبية ومحلية، وتنظيم "داعش"، في الأطراف الشرقية من مدينة البوكمال شرقي سورية، في محاولة تقدّم على ضفاف نهر الفرات من قبل قوات النظام.

وذكرت مصادر موالية للنظام السوري أنّ قوات الأخير تمكّنت من السيطرة على منطقة صبيخان والوادي الأبيض على الضفاف الغربية لنهر الفرات، بعد معارك مع "داعش"، مشيرة إلى أنّ قوات النظام سيطرت على منطقة حويجة كاطع، شمال مدينة دير الزور بالكامل.

أما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فقد ارتفع إلى أحد عشر قتيلاً وثمانين جريحاً، عدد ضحايا القصف الجوي والمدفعي من قوات النظام، على مدن وبلدات الغوطة، بحسب ما أفاد به "مركز الغوطة الإعلامي".

وأضاف المركز أنّ عدد الغارات الجوية على مختلف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، أمس الخميس، بلغ اثنتين وخمسين غارة جوية، فضلاً عن القصف بأكثر من خمسة عشر صاروخاً من نوع أرض أرض، وأكثر من مائة وخمسين قذيفة مدفعية، استهدفت بلدات: دوما، حرستا، زملكا، عين ترما، وحي جوبر، مديرا، كفربطنا، عربين، حمورية، مسرابا، جسرين، العبادة، بيت نايم.

وأوضح المركز أنّ مدن وبلدات الغوطة، لا تزال تشهد تعطيل المدارس وتوقفاً بحركة الأسواق، في حين أصدر مكتب الأوقاف التابع للمعارضة كتاباً، يقضي بإلغاء صلاة الجمعة اليوم، حفاظاً على حياة المدنيين من قصف قوات النظام.

على صعيد آخر، قال "المكتب الإعلامي بحي جوبر في دمشق"، إنّ عدة جرحى من المدنيين، وقعوا جرّاء استهداف الأبنية السكنية في حي جوبر شرقي العاصمة دمشق، بقنابل شديدة الانفجار محمولة من قبل طائرات حربية بدون طيار، تابعة لقوات النظام السوري.


إلى ذلك، قصف الطيران الحربي الروسي، مناطق في بلدات وقرى الرهجان، والمستريحة، والمعكر، بريف حماة الشرقي وسط سورية، موقعاً أضرار مادية، وذلك بالتزامن مع اشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" وقوات النظام.

وفي ريف حلب، تمكّن تنظيم "هيئة تحرير الشام"، بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، من استعادة قرية الرشادية في ريف حلب الجنوبي، بعد شنّ هجوم معاكس ضد قوات النظام، تكبّد خلاله الأخير، خسائر بالأرواح والعتاد.


مقتل مدنيين بالسويداء

تواصلت الاشتباكات، حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية، بين مليشيات تابعة لقوات النظام السوري، ومسلحين من البدو على طريق حران الدوير في ريف السويداء الغربي، جنوبي سورية، وسط أنباء عن مقتل ثمانية مدنيين، اتهمت "جبهة النصرة" بقتلهم.


وكانت مصادر محلية قد أفادت، مساء أمس الخميس، "العربي الجديد"، بأنّ طفلاً قُتل وجُرح ثلاثة، في حين فُقد ثلاثة آخرون، نتيجة إصابة حافلة للركاب بالنيران، خلال اشتباك وقع بين مليشيات النظام السوري، ومسلحين من البدو المقيمين في الخيام قرب منطقة الدوير.

وقالت مصادر محلية، إنّ الاشتباكات تسبّبت بقطع أوتستراد دمشق السويداء، وسط تزايد غضب المدنيين من قوات النظام، بسبب تردّي الوضع الأمني على الطريق.

وفي الشأن ذاته، اتهمت مصادر مقرّبة من النظام السوري، تنظيم "جبهة النصرة"، بالوقوف وراء الهجوم على الطريق، وتصفية ثمانية مدنيين بينهم طفل وفتاة في الحافلة، كلهم من "آل مرشد"، خلال الاشتباك مع مليشيات النظام.

ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مجموعة من المسلحين، وهم يطلقون النار على أشخاص من مسافة قريبة، قالت إنّها لمسلحين من "جبهة النصرة"، يقومون بتصفية المدنيين الذين كانوا في الحافلة.

ورأت مصادر من المعارضة أنّ المستفيد من هذه الحادثة هو النظام الذي لا يقوم بفعل أي شيء من أجل حماية المدنيين، في تلك المنطقة، منذ سنوات.

وتشهد المنطقة من ريف السويداء الغربي المتاخم لريف درعا، عند منطقة اللجاة؛ الطريق الواصل بين قريتي حران، والدوير، توتراً مستمراً، منذ سنوات، بين أهالي قرى المنطقة، ومجموعات مسلحة من البدو، ولم تتمكّن قوات النظام من حماية المدنيين على طريق دمشق السويداء الذي شهد العشرات من حالات القتل والاختطاف.



وفي شمال سورية، أُصيب مقاتل من "فيلق الشام" المعارض، بجروح خطيرة، نتيجة انفجار عبوة ناسفة بدراجة نارية كان يستقلّها على طريق في أطراف بلدة كفروما بريف إدلب الجنوبي، نقل على أثرها للعلاج في تركيا، وفق مصادر محلية.

وفي سياق متصل، انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون، في مرأب تابع لمخفر الشرطة السورية الحرة في بلدة كفر حلب، ما أدى إلى احتراق سيارة وجرار زراعي تابع لبلدية البلدة، فضلاً عن أضرار مادية أخرى، من دون وقوع إصابات بشرية.

مسؤول تركي في شمال سورية

زار والي مدينة غازي عنتاب التركية علي يرليكايا، مدينة بزاعة الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، رفقة مجموعة من الجيش التركي و"الجيش السوري الحر"، ومسؤولين محليين.

وذكرت مصادر مطلعة، أنّ الزيارة هدفت إلى افتتاح العديد من المشاريع الخدمية، ووضع حجر أساس لمقر "المجلس المحلي في بلدة بزاعة" المشكّل حديثاً، فضلاً عن افتتاح مدرستين وحديقة ومسجد في البلدة.

وقال يرليكايا، في تصريحات صحافية، إنّ "تركيا تسعى لإنجاز العديد من المشاريع في المنطقة، وحجم الدمار هنا كبير نتيجة الحرب، وهذا أدى إلى إبطاء عملية البناء".

وكانت قوات "الجيش السوري الحر"، وبدعم من الجيش التركي، قد سيطرت على بلدة بزاعة في ريف حلب، إثر معارك مع تنظيم "داعش"، في فبراير/ شباط الماضي، وذلك في إطار عملية "درع الفرات".