مقتل مدنيين بانفجار ألغام في ريف الرقة وقصف روسي على دير الزور

24 سبتمبر 2017
قتلى بتجدد القصف الروسي على ديرالزور (عبد دوماني/فرانس برس)
+ الخط -
قتل مدنيان جراء انفجار لغم بهم في بلدة كسرة جنوب مدينة الرقة، مساء السبت، بينما لا تزال المناوشات مستمرة في مناطق من المدينة بين تنظيم "داعش" الإرهابي ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تمكنت من محاصرة التنظيم في منطقة صغيرة شمال الرقة، كما سقط قتلى بتجدد القصف الجوي الروسي على ريف دير الزور.

وأفادت مصادر محلية في شمال شرق سورية بأن مدنيين اثنين قتلا جراء انفجار لغم بهم في بلدة كسرة الخاضعة لسيطرة مليشيات "سورية الديمقراطية" في الريف الجنوبي لمدينة الرقة. وذكرت المصادر أن اللغم من مخلفات تنظيم "داعش".

وفي سياق متصل، تحدثت حملة "الرقة تذبح بصمت" عن عودة القصف المدفعي من قبل مليشيات "قسد" على نقاط تنظيم "داعش" في مدينة الرقة وسط مناوشات، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق للسماح بخروج عناصر التنظيم من المدينة إلى ريف دير الزور.

وأوضحت الحملة أن "قسد" سيطرت على كامل حي الفردوس ومبنى القصر العدلي في الرقة، فيما تقوم برصد ناري على شارع القطار ومنطقة دوّار النعيم، بينما لا يزال تنظيم "داعش" يتمركز في شارع الكهرباء، وحارة البدو، ومنطقة التوسعية، التي تتعرض لقصف مدفعي.


وفي شأن متصل، سيطرت قوات النظام السوري على كامل بلدة معدان بريف الرقة الجنوبي الشرقي لتحاصر تنظيم "داعش" في منطقة صغيرة على الضفة الجنوبية من نهر الفرات، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين على الحدود الإدارية مع دير الزور شرق البلدة.

إلى ذلك، ذكرت "شبكة فرات بوست" أن امرأة قضت متأثرة بجروح أصيبت بها جراء قصف من الطيران الحربي الروسي على مخيم للنازحين، بالقرب من بلدة الخريطة، في ريف دير الزور الغربي، بينما قتل مدنيان بتجدد القصف الجوي على قرية مظلوم في ريف دير الزور الشمالي، إذ تشهد القرية معارك كر وفر بين قوات النظام ومسلحي "داعش".

من جانب آخر، استمرت المواجهات بشكل عنيف بين تنظيم "داعش" ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" شمال شرق محافظة دير الزور، في محاولة تقدم من الأخيرة باتجاه بلدة الصور على طريق دير الزور الحسكة.

وتأتي محاولة التقدم بدعم جوي من قوات التحالف الدولي ضد "داعش بعد تمكن "قوات سورية الديمقراطية" من السيطرة على حقل كونيكو للغاز وحقل العزبة شمال شرق دير الزور.

من جانب آخر، تحدثت مصادر محلية عن أن مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" ستعقد، اليوم الأحد، مؤتمرا تأسيسيا لما يسمى بـ"مجلس دير الزور المدني" في بلدة أبو خشب شمال شرق المحافظة، وذلك بعد سيطرتها على أجزاء من دير الزور بدعم من طيران التحالف الدولي.

في المقابل، سرّبت مصادر محلية بيانا ينص على تشكيل غرفة عمليات عسكرية من قبل فصائل "الجيش السوري الحر" التي تنحدر من المنطقة الشرقية، مهمتها الإشراف وإدارة الأعمال العسكرية بهدف مواجهة التطورات التي تشهدها محافظة دير الزور.

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن البيان تم تسريبه، ولم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي، حيث تستمر النقاشات حول غرفة العمليات بين فصائل "جيش مغاوير الثورة" و"جيش أسود الشرقية" و"تجمع أحرار الشرقية" و"جيش الشرقية" و"لواء تحرير دير الزور".

وتهدف الفصائل من تشكيل الغرفة إلى رص صفوفها من جديد تحت قيادة واحدة، لمواجهة التحديات المقبلة في دير الزور، وفق ما ذكرته المصادر.

يذكر أنّ قوات النظام السوري ومليشيات "سورية الديمقراطية" سيطرتا على مساحات واسعة من محافظة دير الزور، بعد انهيار تنظيم "داعش" في العديد من الجبهات.

وفي ريف دمشق، دخلت أمس السبت قافلة مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة إلى مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، عبر حاجز قوات النظام المتمركزة في مستشفى الشرطة.

وضمت القافلة 42 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية واللوجستية لكل من بلدتي مديرا ومسرابا ومدينة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بحسب ما أفاد به مركز الغوطة الإعلامي.

ويأتي ذلك في ظل استمرار الحصار الذي يفرضه النظام السوري على الغوطة الشرقية منذ أكثر من أربعة أعوام.

وتدخل القوافل تطبيقا لأحد بنود اتفاق خفض التصعيد، الذي ينص على إدخال مساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية.

وكان النظام السوري قد خرق اتفاق خفض التوتر أمس بقصف مدفعي على حي جوبر، شرق مدينة دمشق، موقعا ثلاثة قتلى والعديد من الجرحى بين المدنيين.

مقتل نازحين بنيران النظام

وقتل ثلاثة أشخاص بنيران قوات النظام السوري، الليلة الماضية، خلال محاولة الفرار من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في ريف حماة الشرقي، باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة وتنظيم "هيئة تحرير الشام".

وقالت مصادر محلية إنّ قرابة ألف مدني تمكنوا من اجتياز حواجز قوات النظام في محيط منطقة وادي العذيب بناحية عقيربات، شرق محافظة حماة، ووصلوا إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية وتنظيم "هيئة تحرير الشام" في ناحية الحمراء بريف حماة الشمالي الشرقي.

وأضافت المصادر أن ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح آخرون جراء إطلاق النار من قبل حواجز النظام السوري عليهم، خلال محاولتهم الفرار من منطقة سيطرة تنظيم "داعش" في ناحية عقيربات.

وكانت قوات النظام قد أوقفت العمل باتفاق توصلت إليه بعد مفاوضات مع تنظيم "داعش" ينص على خروج مسلحي الأخير من المنطقة إلى ريف دير الزور، وبقاء المدنيين في مخيم يتم إنشاؤه بالمنطقة لاحقا.

ووصل خلال الأسابيع الماضية أكثر من خمسة آلاف نازح من أهالي منطقة عقيربات إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة وهيئة تحرير الشام في ريفي إدلب وحماة، بعد تمكنهم من العبور من حواجز النظام المحيطة بمنطقة عقيربات.

وفي السياق نفسه، واصل الطيران الروسي منذ صباح اليوم غاراته على المنطقة، حيث استهدف أطراف قرية حوايس بن هيب بناحية الحمراء في ريف حماة الشرقي، بينما طاول قصف صاروخي قرية عرفة دون وقوع إصابات بشرية.

واندلعت اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم "داعش" في محيط قرية الصالحية بريف حمص الشرقي بالتزامن مع قصف متبادل، وذلك إثر هجوم من قوات النظام على المنطقة بهدف تحقيق مزيد من التقدم بالقرب من جبال الشومرية شرق ناحية جب الجراح.

وكانت قوات النظام قد سيطرت قبل أيام على خمس قرى في المنطقة، إثر معارك مع التنظيم وقع خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.

 

قصف القرداحة بريف اللاذقية

إلى ذلك، سقطت قذائف صاروخية، صباح اليوم الأحد، على منطقة الفاخورة في محيط مدينة القرداحة مسقط رأس رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في ريف اللاذقية الشرقي.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قذائف صاروخية استهدفت محيط مدينة القرداحة في ريف اللاذقية الجنوبي الشرقي، أسفرت عن وقوع أضرار مادية في منطقة الفرقان التي تضم بساتين وأراضي زراعية، مشيرة إلى أن قذيفة واحدة سقطت على أطراف المدينة دون وقوع إصابات.

واتهمت مصادر موالية للنظام السوري مجموعات مسلحة في ريف إدلب بتنفيذ القصف على ريف القرداحة، مشيرة إلى أن القذائف أغلبها سقطت في الأراضي الزراعية بمحيط المدينة، وأسفرت عن إصابات بشرية.

ولم تصدر أي فصائل من المعارضة السورية المسلحة بيانا تؤكد أو تنفي فيه تنفيذ قصف صاروخي ضد النظام السوري في ريف اللاذقية، حتى كتابة هذا التقرير.

من جانب آخر، شن الطيران الحربي الروسي عدة غارات استهدفت بلدات سرجة والسكيك والتمانعة وتل مرق في ريف إدلب الجنوبي، ولم يتبين على الفور حجم الأضرار الناتجة عنها.

وأفاد الدفاع المدني السوري في إدلب بتجدد القصف الجوي من الطيران الروسي على قرية شنان في ريف إدلب، وأسفرت عن وقوع أضرار مادية، كما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ مدينة جسر الشغور ومحيطها، واقتصرت الأضرار على المادية.

وكان القصف الجوي الروسي والصاروخي من قوات النظام قد أسفر، أمس السبت، عن مقتل  23 شخصاً وجرح نحو 46 آخرين، بينهم 5 إصابات في صفوف متطوعي الدفاع المدني في بلدة مرديخ، بينما قتل 3 أشخاص وأصيب 10 آخرون جراء غارة استهدفت قرية خان السبل، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني.