مقتل طبيب بنيران "داعش" أثناء تقديمه العلاج لمدنيين بالموصل

22 نوفمبر 2016
قناص "داعشي" انهى حياة الطبيب (Getty/ الأناضول)
+ الخط -
قالت مصادر أمن عراقية وأخرى طبية في محافظة نينوى، اليوم الثلاثاء، إنّ طبيباً في العقد الثالث من العمر توفي جرّاء تعرضه لنيران سلاح قناص تابع لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أثناء محاولته تقديم العلاج لمدنيين نازحين فرّوا من مناطق الاشتباك على مشارف حي القادسية شرقي الموصل.

وقال المقدم خالد الساعدي من قوات الجيش لـ"العربي الجديد"، إنّ "الطبيب توفي في الحال، إذ كانت الإصابة مباشرة في الرأس"، وبيّن أنّ "الضحية ضمن فريق طبي يعمل مع فرق الإغاثة ومساعدة الفارين من المعارك من أهالي الموصل".

وتشهد محافظة نينوى وعاصمتها الموصل منذ 17 من الشهر الماضي، معارك عنيفة بين القوات العراقية المشتركة مدعومة بالتحالف الدولي وبين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يفرض سيطرته على المحافظة منذ منتصف العام 2014.

فيما أكد مصدر طبي آخر، أنّ الطبيب يدعى وسام العزي في العقد الثالث من العمر جرى نقله إلى أربيل لكنه توفي في الطريق، وأشار إلى أنها المرة الثالثة خلال يومين التي يتعرضون فيها إلى إطلاق نار من قبل قناصة داعش الذين يسيطرون على مبان مرتفعة تمكنهم من إطلاق النار من مسافات بعيدة.



وأضاف أنّ" العزي يعتبر أول قتيل بصفة طبيب كان قد وصل قبل أيام مع فريق طبي لتقديم العلاجات للمدنيين ولمهام إنسانية، ولا دخل له بالعمليات العسكرية، وأشار إلى أن جثة الطبيب وسام العزي نقلت إلى الطب العدلي في مدينة أربيل بإقليم كردستان على متن سيارة الإسعاف التي كان يعالج فيها المدنيين".

من جهته، قال أحد الأطباء عن دائرة صحة محافظة نينوى، ويدعى سيف وليد العبيدي لـ" العربي الجديد"، إن" تنظيم الدولة "داعش" لا يميز بين طبيب وفقير وغني، ونحن نقدم خدمات طبية للمدنيين وعملنا إنساني محض، وفقدان الطبيب وسام العزي يعتبر خسارة كبيرة، إذ كان منذ وصوله يعمل على مدار 24 ساعة ويحرص على تقديم الخدمات مع فريق طبي تابع لدائرة صحة نينوى".

وأوضح أن "مقتله يعدّ خسارة كبيرة لأنه كان طبيبا ماهراً وعالج عشرات المدنيين المصابين بسبب الاشتباكات بين القوات الحكومية وتنظيم الدولة، ولكننا خسرناه، وهذا حال الجميع على طريق الموت ولكن الموعد والساعة تختلف كما قسمهما الله تعالى".

ويعدّ العراق واحداً من أخطر البلدان حسب تصنيف المنظمات الدولية للعمل في المجالات الطبية وغيرها، وتعرض بعد 2003 إلى أعمال قتل وخطف ومساومات مالية قادتها مليشيات مسلحة، وطالب الأطباء بقانون لحمايتهم، لكن البلاد لا زالت تفقد طواقمها الطبية بسبب تداعيات الأحداث المتواترة بين الحرب وضعف الأمن.