مقتل رئيس الجالية الإيفوارية يفضح جريمة العنصرية في تونس

تونس

أمينة الزياني

avata
أمينة الزياني
25 ديسمبر 2018
2760D452-B36E-4752-9F49-52D53BF242ED
+ الخط -

لم يكن اسم فاليكو كوليبالي يعني شيئا في تونس قبل جريمة مقتله ليلة أمس الأول، لكنه يعني الكثير للأفارقة، وخاصة للجالية الإيفوارية، ما جعلهم يتظاهرون، أمس واليوم، أمام المسرح البلدي بحي دار فضال سكرة الشعبي، جنوبي العاصمة، والذي وقعت فيه الجريمة، بمشاركة تونسيين متضامنين ومنددين بتصاعد وتيرة العنف ضد الأفارقة.


وتجمع قرابة خمسمائة أفريقي وعشرات التونسيين، ظهر اليوم الثلاثاء، أمام المسرح البلدي تنديدا بجريمة قتل رئيس الجالية الإيفوارية في تونس. ورغم محاولات التسويق للواقعة باعتبارها فعلا إجراميا عاديا، إلا أن ذلك لم يرض الأفارقة المقيمين بتونس الذين رفعوا أصواتهم ضد العنصرية.

وخاطب الطالب الموريتاني، كونتي هارونا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، ضمير التونسيين لا حكومتهم، قائلا إنه يواجه العنصرية في كل مكان، وأنها تراوح بين نظرات السخرية إلى عبارات الاستهزاء، وأحيانا الاستفزاز والضرب. "المطلوب أن يعي التونسيون ممن لا يقبلون الآخر أن هناك مجتمعا أسمر البشرة من المهاجرين الأفارقة يعيش بينهم، بعضهم جاء طلبا للعلم أو للعمل، لا ليتعرض للاعتداءات وتهان إنسانيته".

وأضاف: "السنة الماضية شهدت عدة اعتداءات، وعدَتْ السلطات على أثرها باتخاذ إجراءات، غير أنها لم تتخذ أي خطوة، وفي ساعات الذروة في طرقات الأحياء التي يوجد فيها الأفارقة يواجه كثيرون منهم عبارات عنصرية على مرأى ومسمع من دوريات الشرطة التي لا تتحرك، وهو ما يشعرهم بأن الدولة لا تحميهم".

وشدد هارونا على "ضرورة أن ينال الجناة عقابهم، حتى لا يتكرس لدى المنحرفين أن الأفارقة تضيع حقوقهم، ويصبح الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضدنا هو المبدأ. نريد العدالة، ونريد من التونسيين أن يتقبلونا ويحترموا إنسانيتنا".

وعبرت النائب في البرلمان التونسي والأفريقي، جميلة الكسيكسي، خلال الوقفة الاحتجاجية، عن استنكارها للجريمة الواقعة على ناشط مجتمعي ومدافع شرس عن حقوق مواطنيه، وأوضحت لـ"العربي الجديد"، أن "المهاجرين دائما ما يعيشون وضعية هشاشة في المجتمعات التي يحاولون الاندماج فيها، وإذا كان المهاجر مختلفا، فإنه يصبح مستهدفا. إذ إن المنحرفين يختارون فريستهم من المستضعفين والفئات الهشة، لذلك يتعرض الأفارقة في تونس لاعتداءات".




وأبرزت أن الحل يتمثل في مقاربة حماية وتكثيف الحضور الأمني في الأحياء التي تقطنها جالية أفريقية، وهي أحياء معلومة لدى قوات الأمن. "مؤسفة تلك المعاملة التي يواجهها المهاجرون الذين يحبون تونس، ويريدون التعلم والعمل فيها، فيما لا تتخذ الدولة أي إجراء لتحسين وضعيتهم، وإعطائهم حقوقهم، وأهمها حماية حرمتهم الجسدية وحقهم في التنقل داخل البلاد دون مضايقات".

وختمت الكسيكسي بأن "تونس دولة حرية وكرامة، ولا يليق بها انتهاك كرامة البشر مهما كانت جنسيتهم، وإن نسي بعض التونسيين عمقهم الأفريقي وانتماءهم الجغرافي للقارة السمراء، فعليهم أن يوقنوا أن مستقبلهم مرتبط بمستقبل قارتهم، ومن الواجب عليهم أن يتقبلوا جميع أبنائها في إطار القانون والإنسانية".

ورغم إصدار قانون تجريم التمييز العنصري قبل أشهر، فإن التطبيق لا يزال محدودا وغير فعال، ويطالب كثيرون أن تتواصل التحقيقات لكشف أبعاد الجريمة، وأن تتظافر الجهود من أجل تطويق الظاهرة.

ذات صلة

الصورة
البنزرتي طالب الاتحاد تحفيز اللاعبين مزدوجي الجنسية (الاتحاد التونسي/العربي الجديد)

رياضة

حقق المدير الفني للمنتخب التونسي فوزي البنزرتي بداية جيدة مع كتيبة "نسور قرطاج"، بعدما حقق فوزين متتاليين، في مستهل تجربته الرابعة مع الفريق.

الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
مسيرة احتجاجية في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، 25 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس بإطلاق سراحهم بعد مضي سنة ونصف سنة على سجنهم، وذلك خلال مسيرة احتجاجية انطلقت وسط العاصمة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.