يستعد المئات في مدينة نوى بريف درعا الشمالي، وفي محافظة القنيطرة، للتهجير إلى الشمال السوري، اليوم الجمعة، بموجب الاتفاق الذي توصلوا إليه مع روسيا والنظام السوري خلال الأيام الأخيرة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عشرة حافلات دخلت، مساء أمس، إلى محافظة القنيطرة لنقل مقاتلي "هيئة تحرير الشام" ومقاتلين آخرين إلى محافظة إدلب، حيث تم تحديد مركزين لتجمع الراغبين بالخروج، الأول في مدينة نوى، ويخرج من خلاله المقاتلون غير الراغبين بالتسوية من مختلف الفصائل، والثاني في المنطقة المهدمة بالقنيطرة، وهو مخصص لعناصر "هيئة تحرير الشام".
من جهتها، قالت وسائل إعلام النظام إن الحافلات موجودة في قرية أم باطنة في محافظة القنيطرة، وهي تنتظر عند ممر أم باطنة – جبا، تمهيداً لدخولها إلى مناطق سيطرة الفصائل للبدء بعملية نقل الدفعة الأولى من الرافضين للاتفاق وعوائلهم نحو الشمال السوري.
إلى ذلك، دهست إحدى الحافلات الخاصة بنقل المهجرين مجموعة من المواطنين كانوا ينتظرون الركوب بالحافلات، ما أدى إلى مقتل 4 منهم وجرح آخرين.
وقام مسلحو المعارضة بإطلاق النار على سائق الحافلة، ما أدى الى مقتله أيضاً.
ويقضي اتفاق التهجير الذي تم التوصل إليه برعاية روسية بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 2011، وخروج الرافضين للاتفاق مع عوائلهم ومدنيين آخرين نحو الشمال السوري، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط على مراحل، ودخول الشرطة العسكرية الروسية إلى بلدات وقرى القنيطرة، وتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، وعودة النازحين والمهجرين إلى بلداتهم وقراهم.
وقد تعثر تنفيذ الاتفاق في الساعات الماضية، بسبب ما قيل إنها اشتراطات متبادلة ظهرت في اللحظات الأخيرة بين النظام وبعض الفصائل.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا قالوا إنه مرسل من ضابط روسي إلى فصيل "لواء فرسان الجولان" التابع للجيش السوري الحر في محافظة القنيطرة، طالب فيه بعدم استهداف جرافة تفتح الطريق إلى قرية الحميدية بالمحافظة.
وحذر الضابط من أنه سيتم توجيه ضربات للفصيل في حال لم يتوقف عن إطلاق النار باتجاه الجرافة، مشيراً إلى حدوث توافق مع الإسرائيليين حول هذا الأمر.
وجاء الاتفاق في القنيطرة بعد تصعيد عسكري من قوات النظام وقصف مكثف لأنحاء مختلفة بالمحافظة، قتل وجرح خلالها مدنيون، كما نزحت مئات العائلات إلى مناطق في درعا وقعت على اتفاقات مع روسيا أخيراً، أو باتجاه الشريط الفاصل في الجولان المحتل.
وبالتزامن مع تنفيذ الاتفاق، كثف طيران النظام قصفه للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في حوض اليرموك، جنوب غربي محافظة درعا.
وقالت مصادر محلية إن "جيش خالد بن الوليد" المسيطر على الحوض دخل إلى قرى مجاورة كانت تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام"، مشيرة إلى سيطرة التنظيم المتهم بمبايعة "داعش" على قرى المعلقة والجبيلية وغدير البستان في القنيطرة، بعد انسحاب "مفاجئ" لعناصر "تحرير الشام" منها، تبعته حركة نزوح للأهالي إلى مناطق مجاورة.
ورجح الناشطون أن يكون دخول "جيش خالد" إلى البلدات الثلاث بموجب اتفاق مع "الهيئة" التي قررت التجمع في "المدينة المهدمة" والخروج من القنيطرة عن طريق مدينة البعث باتجاه شمالي البلاد.
من جهتها، أعلنت وسائل إعلام التنظيم سيطرة عناصرها على 11 قرية، قالت إنها في درعا، واستيلائهم على أسلحة وذخيرة متنوعة في هجوم على فصائل وقعت على اتفاقات مع النظام.
وتواصل قوات النظام قصف مناطق جلين وتسيل وسحم الجولان في حوض اليرموك بالطائرات الحربية والمروحية وبالمدافع والصواريخ، فيما دارت اشتباكات بين الجانبين على محاور بلدة جلين وتل عشترا عند الأطراف الشرقية لمناطق سيطرة جيش خالد، حيث قُتل 11 من عناصر النظام على الأقل.
ويترافق القصف مع تواصل تردي الأوضاع الإنسانية لأكثر من 30 ألف مدني محاصرين في منطقة حوض اليرموك، وسط استمرار منع خروجهم من قبل "جيش خالد" الذي يتخذهم دروعاً بشرية.