انتقد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بيير كرينبول، اليوم الإثنين، ما وصفه بـ"تعب بعض الدول المتبرعة من مواصلة دعم اللاجئين الفلسطينيين"، وقال في مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماع اللجنة الاستشارية في العاصمة الأردنية عمّان: "قضية اللاجئين الفلسطينيين تكاد تكون منسية، يتعامل معها العالم كقضية قديمة، يركز على قضايا اللاجئين من الجنسيات الأخرى".
وشدد كرينبول على أن "أكثر فئة تعبت من هذه القضية هم اللاجئون أنفسهم وليس الدول المتبرعة. لا يسمح لإحدى الدول المتبرعة أن تبعد النظر عن قضية اللاجئين الفلسطينيين أو يغلقوا أعينهم".
وتسعى "أونروا" من خلال اجتماع اللجنة الاستشارية لإيجاد مداخيل جديدة لضمان الأمن المالي، لضمان استمرارها في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس.
وأشار كرينبول إلى أنه يجري العمل لإيجاد آليات طويلة الأمد لتأمين الأموال اللازمة لإدامة عمل الوكالة، كاشفاً عن أن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، أخذ على عاتقه مهمة ضمان استمرار الدعم المالي لأونروا.
وبحسب المفوض، فإن الأزمة المالية التي تعانيها الوكالة "ليست نتاج آخر سنتين. بل هي أزمة ممتدة منذ عقود"، وأشار إلى أن الأزمة المالية التي عاشتها الوكالة العام الماضي وكادت أن تودي بالعملية التعليمية؛ شكلت صدمة للمتبرعين والدول المستضيفة للاجئين واللاجئين أنفسهم، وقال "المتبرعين لم يعودوا ينظرون إلى الوكالة كحالة جامدة، بل أصبحوا يهتمون بطبيعة الخدمات وأهميتها".
ولفت إلى أن "الدعم المالي لم يتراجع، لكن الأزمة تحصل عندما يزداد عدد اللاجئين الذين يحتاجون للمساعدة بشكل لا يتوازن مع الأموال المقدمة من الدول المتبرعة".
وأعاد التذكير بضرورة حل القضية الفلسطينية كأساس لحل قضية اللاجئين، مؤكداً أن "عدم حل القضية الفلسطينية يجعل الواقع لا يحتمل، يجب أن يكون هناك حل سريع"، وحث الإدارة الأميركية على العمل على حل القضية الفلسطينية، قائلاً "يجب إعطاء الإدارة الأميركية الوقت لاستلام مقاليد السلطة، الوقت حان لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يتطلب إنهاء الاحتلال في الضفة ورفع الحصار غير القانوني عن غزة. إذا لم يحدث ذلك سنرى أجيالاً تحرم من العدالة".
وتابع كرينبول "الحلول السياسية مطلوبة. الوكالة ليست للبيع ولن تتنازل عن ولايتها، وستستمر في الدفاع عن اللاجئين وقضاياهم وتتطلع لحل سياسي يحقق العدالة".
وحول عمل الوكالة في سورية، قال "في أي صراع يوجد صعوبات، لكن بعد 6 سنوات من العمل في ظل الصراع في سورية أصبح لدى الوكالة خبرة أكبر".
وأشار إلى أن عدد العاملين الذين قتلوا في سورية منذ اندلاع الأزمة بلغ 20 عاملاً، فيما يوجد 20 آخرين في عداد المفقودين، مشيراً إلى أن الوكالة تتابع المفقودين مع السلطات السورية.