مفوضية اللاجئين: الدعم الدولي للسوريين لا يوازي خطورة المأساة

15 مارس 2016
آثار القصف على المباني في سورية (مفوضية اللاجئين)
+ الخط -
عبرت المفوضية الأممية للاجئين عن انزعاجها من المرحلة القاتمة التي وصلت إليها الأزمة السورية، وزيادة أعداد النازحين واللاجئين بعد مرور خمسة أعوام على تفجر الثورة على النظام، مشددة على أن التضامن الدولي مع الضحايا عاجز عن أن يساوي أو يعكس حجم وخطورة المأساة الإنسانية.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن "الأزمة السورية هي أكبر أزمة إنسانية وأزمة لجوء في العصر، وهي تشكل سبباً دائماً لمعاناة الملايين ويجب أن تحظى بدعم كبير من دول العالم"، مضيفاً أن "التسوية السياسية هي الوحيدة القادرة على إنهاء المعاناة، ولكن يتعين على عدد أكبر من الدول أن تستقبل في الوقت نفسه أعداداً أكبر من اللاجئين".

وأضاف غراندي، في بيان نشرته المفوضية على موقعها الرسمي اليوم الثلاثاء، أنه "رغم ظهور بصيص أمل مؤخرا، مع تعزيز الوصول الإنساني إلى سورية، وتوقف أعمال القتال وتجدد محادثات السلام والوعود بالمزيد من التمويل، إلا أن الذكرى الخامسة للحرب في سورية تحل وسط إجراءات أكثر صرامة لإدارة الحدود من قبل الدول المجاورة التي ترزح تحت عبء عدد اللاجئين الهائل، الأمر الذي يتسبب في بقاء آلاف الأشخاص الضعفاء عالقين داخل سورية، غير قادرين على المغادرة".

وفي ما يخص الدول الأوروبية التي رحبت باللاجئين في ما مضى، قال المفوض الأممي إنها اليوم "تغلق أبوابها مع ارتفاع أعداد اللاجئين الباحثين عن الأمان فيها. وقد فرضت دول عديدة قيودا على الدخول والحدود، ما أدى إلى وصول أعداد اللاجئين في اليونان إلى عشرات الآلاف، بينما يجري الاتحاد الأوروبي محادثات مع تركيا حول اتفاق قد يُعاد بموجبه طالبو اللجوء إلى تركيا".

وتابع "في هذه الأثناء، يعتبر اللاجئون في الدول المجاورة لسورية أضعف من أي وقت مضى، كما أنهم يقومون بالمزيد من المخاطرة للبقاء على قيد الحياة، فيذهبون في رحلات خطيرة إلى أوروبا أو يلجأون إلى استراتيجيات خطيرة للبقاء على قيد الحياة كعمل الأطفال والزواج المبكر والاستغلال الجنسي".

وقال غراندي، "على الرغم من أن تعهدات المانحين المرحب بها للنداء الإنساني والإنمائي لعام 2016 في لندن، ازدادت لتبلغ 5.9 مليارات دولار أميركي، إلا أنه يجب دفع المبالغ بصورة عاجلة وتقديم أشكال أخرى توازيها من التضامن الدولي، كتحسين إمكانيات الوصول إلى سبل كسب العيش والتعليم لغالبية اللاجئين في البلدان المجاورة وتعزيز تقاسم المسؤوليات من قبل المزيد من البلدان حول العالم، من خلال أنظمة اللجوء المفتوحة وزيادة فرص السوريين للانتقال إلى بلدان ثالثة عبر قنوات منظمة".


وأوضح أن "مأساة بهذا الحجم تتطلب التضامن إلى جانب التمويل، فببساطة هنالك حاجة إلى قيام المزيد من الدول بتقاسم الأعباء من خلال استقبال عدد أكبر من اللاجئين نتيجة ما أصبح أكبر أزمة لجوء في جيل واحد".

وفي 30 مارس/آذار، تستضيف المفوضية مؤتمراً دولياً رفيع المستوى في جنيف، يدعو الحكومات إلى زيادة كبيرة في الأماكن الموفرة للسوريين. وحتى الآن، تعهدت الحكومات حول العالم بتوفير نحو 170 ألف مكان، وتأمل المفوضية رفع هذا العدد في الأعوام القليلة المقبلة ليشمل على الأقل 10 في المائة من اللاجئين المسجلين والبالغ عددهم حالياً 4.8 ملايين شخص في المنطقة المجاورة وحدها.

وقال غراندي: "نحن نقف الآن على مفترق طرق مع بلوغ الحرب السورية محطة حزينة أخرى، وإن لم تعمل دول العالم معاً بسبب مصالحها قصيرة الأمد وافتقارها إلى الشجاعة وردود فعلها التلقائية القاضية بنقل العبء إلى مكان آخر، فسنأسف في المستقبل لإضاعة فرصة العمل على أساس التضامن وتقاسم المسؤولية".



اقرأ أيضا:خمس سنوات على الأزمة السورية.. لا مكان للأطفال