مفاوضات لندن والخرطوم: التطبيع مرهون بملفّي التسوية والمهاجرين

17 أكتوبر 2016
أوروبّا تخطّط لأن ترعى السودان برنامجاً لتمكين اللاجئين(فيليبي هيغواين/AFP)
+ الخط -
أنهت دولتا السودان وبريطانيا جولةً جديدة من المفاوضات المشتركة لتطبيع العلاقات بينهما، إذ وضعت لندن جملة من الشروط لإنجاح الخطوة، ومن ضمنها الاتفاق على "وقف العدائيات" مع الحركات المسلحة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ودرافور، فضلاً عن الدخول في حوار سياسي شامل حول مستقبل السودان، على أن يتمّ إشراك كافّة القوى السودانية فيه، بما فيها المعارضة السلمية والمسلحة.

واستضافت لندن، خلال اليومين الماضيين، محادثات قادها وكيل وزارة الخارجية السودانية، عبد الغني النعيم، مع الوكيل الدائم للخارجية البريطانية، السير سيمون ماكدونالد، والتي تعدّ الثانية من نوعها.

وبدأت السودان، أخيراً، خطوات عملية في محاولة لتطبيع علاقاته مع الغرب، لا سيما أميركا، بهدف إنهاء العزلة والحصار الاقتصادي اللذين تعيشهما البلاد منذ ما يزيد عن العشرين عاماً.
 
ووفق مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن أوروبا تخطّط لأن تلعب الخرطوم دوراً مهماً في السياسة الجديدة التي خطّتها، والمتصلة بقضيّة المهاجرين إلى البلدان الاوروبية. وذكرت أن عملية التطبيع مع الخرطوم باتت قاب قوسين، لا سيما مع الضغط على الأخيرة لتنفيذ متطلبات التسوية الداخلية، وذلك لتهدئة الرأي العام الأوروبي فيما يتصل بملف حقوق الإنسان في السودان، فضلاً عن الحرب الدائرة هناك.


وذكرت المصادر ذاتها أن الاستراتيجية الجديدة تقوم على برامج تنمية تعقد مع المهاجرين، بالتركيز على الدول التي يهاجرون منها، فضلاً عن دول العبور، والتي تعتبر السّودان إحدى أهمّها، وذلك بهدف تمكين المهاجرين، وإيجاد فرص عمل وعيش كريم لهم في دول المقر والعبور، الأمر الذي قد يحدّ من تفكيرهم في الهجرة إلى أوروبا.

وأكدت المصادر أن الخرطوم لاعب رئيسي في ذلك، وأنّه قد تمّ رصد ما يزيد عن ستين مليار يورو للعملية، مشيرةً إلى أنّ السودان سيبدأ الاستفادة منها بدءاً من العام المقبل، على أن يتمّ ذلك بإشراف دولي، لضمان وصول الدعم من أجل توطين المهاجرين.

وذكر بيان صادر عن السفارة البريطانية في الخرطوم، تلقّى "العربي الجديد" نسخة منه، أن الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين الخرطوم ولندن امتدّت ليومين، نوقشت خلالهما العلاقة بين البلدين. وأشار البيان إلى ترحيب بريطانيا بالتزام الحكومة السودانية بتوسيع وتعميق التواصل المشترك، مؤكّداً حرص الأخيرة على تطوير العلاقات بين البلدين، و"بناء سودان آمن ينعم بالرخاء".


ونقل البيان تصريحات وزير شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا بالحكومة البريطانية، توبياس الوود، والتي أكّد فيها على ربط بلاده تطويرَ العلاقات مع الخرطوم؛ بأن تعمل الأخيرة على اغتنام فرصة خارطة الطريق التي وقّعها الفرقاء السودانيون بأديس أبابا، للاتفاق على وقف العدائيات في دارفور والمنطقتين، والدّخول في حوار سياسي شامل مع جميع الأطراف السودانية للاتفاق حول مستقبل البلاد.

وذكر أنّه أثار الادّعاءات التي أوردتها منظمة العفو الدولية حول استخدام السودان لأسلحة كيماوية في منطقة جبل مرة بدرافور، لافتاً إلى مطالبته الحكومة في الخرطوم بمنح الأمم المتحدة إذناً للوصول إلى منطقة جبل مرة من أجل التحقيق في تلك المزاعم.