مفاوضات فيينا النووية تسابق الموعد النهائي... وكيري يلتقي الفيصل

23 نوفمبر 2014
إيران ترجح كفة تمديد مهلة المباحثات (جو كلمار/فرانس برس)
+ الخط -
أكّد أحد أعضاء الوفد الإيراني المفاوض، الموجود في فيينا، اليوم الأحد، أنّ "المحادثات النووية بين بلاده ودول (5+1)، لازالت جارية على قدم وساق"، مشيراً إلى أنّ "الوقت بدأ ينفد"، إذ إنّ مهلة هذه الجولة تنتهي يوم غد الاثنين في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهذا التاريخ حدّد بموجب اتفاق "جنيف" المؤقت، والموقع في الشهر نفسه من العام الماضي.

ونقلت وكالة "أنباء إيسنا" الإيرانية عن مسؤول إيراني رفيع موجود في فيينا أن الفريق النووي المفاوض يبحث حالياً إمكانية التوصل إلى تفاهم واتفاق سياسي مع السداسية الدولية رغم صعوبة الأمر. وجاءت تصريحاته هذه بعد انتهاء الجلسة التي جمعت وزيري الخارجية الإيرانية والأميركية معا، بحضور ممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في فيينا اليوم الأحد.

وأضاف هذا المسؤول، الذي لم تحدد "إيسنا" هويته، أن إيران لا ترغب في الحديث عن التمديد في الوقت الحالي، معتبراً أن الجهود مستمرة حتى يوم غد الاثنين، حيث ستنتهي مدة التفاوض آنذاك، وهي المهلة التي حددت بموجب اتفاق جنيف النووي الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.

وكان أحد أعضاء الوفد النووي المفاوض قد قال صباح اليوم الأحد، لوكالة "الأنباء الإيرانية الرسمية" (إرنا) إنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق هذه الليلة، فيصبح من الإمكان الحديث عن تمديد فترة التفاوض. ونقلت الأنباء الصادرة من فيينا أن احتمال التمديد بات مرجحاً، خصوصاً أن الاتفاق حول القضايا الأساسية التي تتعلق بتخصيب اليورانيوم وبآلية إلغاء الحظر المفروض على البلاد وبمدة الاتفاق، ما زالت عالقة على طاولة الحوار بين إيران ودول "5+1".

كما سيعود إلى فيينا وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند اليوم، كما يتجه نظيرهما الروسي سيرغي لافروف إلى هناك كذلك، وهذا للانضمام لطاولة الحوار مع إيران التي تمر بمرحلة حساسة، وما زالت تعترضها خلافات صعبة، حسب التصريحات الصادرة من هناك. 

ونقلت وكالة أنباء "إيسنا الطلابية" عن هذا المسؤول، الذي لم تذكر اسمه، تأكيده على "صعوبة هذه الجولة من المفاوضات، وعلى وجود العديد من التفاصيل الخلافية التي ما زالت عالقة على طاولة الحوار".

ورجّح المسؤول نفسه، أنّه "في حال عدم التوصل إلى اتفاق حتى ليل اليوم الأحد، فإنّ خيار تمديد التفاوض سيكون مرجحاً أكثر من غيره، وسيبدأ الوفد الإيراني ببحثه على الطاولة".

كما أضاف أنّ "الفريق المفاوض ما زال يبحث موضوع تخصيب اليورانيوم، وآلية إلغاء الحظر الاقتصادي المفروض على البلاد، فضلاً عن قضايا خلافية أخرى مع الغرب تتعلق بمفاعلي آراك وفردو".

وأشار أيضاً إلى أنّ "كل الأطراف تبدو جدّية في مساعيها خلال هذا الوقت الحساس من المحادثات"، معتبراً أنّ "التوصل إلى اتفاق خلال هذه المرحلة، إن حدث، لن يكون شاملاً، بل سيكون تفاهماً مبدئياً وحسب، يحدد بعض نقاط الانطلاق، ويضمن استمرار الحوار".
وتستمر جولة المحادثات النووية بين إيران والسداسية الدولية، والتي تعقد في فيينا اليوم الأحد، حيث بدأ يوم المتفاوضين باجتماع بين نائبي وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، مع مساعدي وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان ووليام برنز، بحضور مساعدة ممثلة الاتحاد الأوروبي هيلغا شميد.

واجتمع بعد ذلك وزيرا الخارجية الأميركية جون كيري، والإيرانية محمد جواد ظريف، للمرة الخامسة منذ بدء هذه الجولة الأسبوع الماضي، بحضور ممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ووصفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" هذا الاجتماع بالجيد.

ونقلت "إرنا" عن مسؤول مقرب من ظريف، لم تكشف عن اسمه، قوله إن هذا الاجتماع جرى في أجواء إيجابية، وأحرز تقدماً نسبياً، على الرغم من استمرار الخلافات بين إيران والآخرين على بعض القضايا العالقة على طاولة الحوار.

ونقلت وكالة "أنباء فارس"، أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، سيعود إلى فيينا اليوم الأحد، بعد أن زارها أول أمس وغادرها بعد عقد اجتماع مع كيري وظريف. كما أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيصل فيينا اليوم الأحد، أيضاً، للمشاركة في اجتماعات النووي هناك.

إلى ذلك، قال مسؤول أميركي، لوكالة "رويترز"، إن كيري، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، اليوم الأحد، "لإطلاعه" على تطورات المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست في فيينا. ولم يذكر المسؤول تفاصيل عن الاجتماع.

ويشير توجه الوزراء إلى فيينا، إلى أن المحادثات تتجه نحو نقطة حاسمة. وذكرت بعض المواقع الإيرانية أن اليوم الأحد سيكون مصيرياً، حيث ستحاول كل الأطراف التوصل إلى نتيجة هذه الليلة، وستعلن عنها يوم غد الاثنين. وترجح الأنباء تمديد فترة التفاوض، أو الإعلان عن اتفاق جديد، ولكنه سيكون اتفاقاً جزئياً وغير شامل، كون الخلاف على قضايا كتخصيب اليورانيوم، وآلية إلغاء الحظر الاقتصادي المفروض على طهران، ومدة الاتفاق النهائي، تبقى نقاطا خلافية كبيرة بين إيران والغرب، ولا يبدو أن حلها سيكون ممكناً حتى الغد، وهو الوقت الذي ستنتهي فيه مدة اتفاق جنيف المؤقت الموقع العام الماضي.

في الداخل الإيراني، قدم رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، في جلسة غير علنية أمام نواب البرلمان، تقريراً حول المحادثات الجارية في فيينا. ونقلت وكالة "أنباء فارس" أن التقرير أشار إلى إحراز تقدم، رغم صعوبة الأجواء.

كما تجمع عشرات من الطلاب الجامعيين، اليوم الأحد، أمام مفاعل طهران النووي للأبحاث الطبية، وقرأوا بياناً يدعم الوفد المفاوض النووي، كما طالبوهم بعدم التخلي عن حقوق البلاد النووية أو التنازل أمام المطالب الأميركية، وهو ما سيؤدي إلى تراجع التكنولوجيا النووية، حسب تعبيرهم. 

ويستبعد المتشدّدون من محافظي الداخل الإيراني، التوافق مع الغرب، فكتب حسين شريعتمداري، اليوم، في صحيفة "كيهان"، التي تمثل الخط المتشدد في إيران، أنّ "الأزمة النووية لن تصل إلى حل نهائي مع دول (5+1)".

وأوضح أنّه "بعد 12 عاماً من التفاوض، لن تتغير الولايات المتحدة الأميركية إزاء إيران ولا السياسات الغربية"، معتبراً أنّ "التشكيك في سلمية البرنامج النووي الإيراني، يحمل أهدافاً سياسية أخرى بين طياته، وأولها إيقاف التقدم النووي للبلاد".

وانتقد شريعتمداري الوفد المفاوض، الذي يترأسه وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف، موجهاً لومه إليه شخصياً، لاجتماعه بنظيره الأميركي جون كيري، مرات عدّة خلال خمسة أيام من المحادثات الصعبة في فيينا، قائلاً إنّه "على الرغم من حضور ممثلة الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، في هذه الاجتماعات، إلا أن الفريق الإيراني يلعب دوراً في التسويق، باعتبار الولايات المتحدة هي صاحبة القرار الأول في المحادثات النووية الإيرانية مع السداسية"، حسب تعبيره.

وكانت وكالة "رويترز"، قد نقلت عن مسؤول أوروبي، في وقت سابق، تأكيده "صعوبة هذه المحادثات، واستبعاده التوصل إلى اتفاق خلالها"، كما يرى مراقبون للساحة الإيرانية، أنّ خيار التوصل إلى اتفاق مبدئي، كون الاتفاق الشامل والنهائي أمرا مستحيلا، حسب المعنيين أنفسهم، يبقى أسلم وأقل تعقيداً من التمديد لجنيف مرة ثانية، إذ تم تمديد الاتفاق الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، مرة واحدة خلال مفاوضات شهر يوليو/تموز الماضي، التي عقدت في فيينا أيضاً.

المساهمون