مفاوضات جنيف تصل مرحلة حاسمة تستدعي وصول رياض حجاب

21 مارس 2016
المفاوضات تدخل مرحلة حاسمة (Getty)
+ الخط -



مع قرب لقاء وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، نظيرَه الروسي، سيرغي لافروف، تستعر حرارة المفاوضات في جنيف بشأن سورية وتترجم مدى جدية الطرفين لإيجاد حل سياسي، انطلاقاً من المصالح المشتركة للبلدين.

وتقدر موسكو عدم قدرتها على الاستمرار في حرب مفتوحة في سورية تؤدي إلى استنزافها، وذاكرتها ما زالت معلقة بخسارتها في أفغانستان، محاولة الوصول إلى صفقة في أوكرانيا مع واشنطن التي باتت إدارتها على أعتاب نهاية الخدمة، وتريد أن تكللها بإنجاز للملف الأخطر على حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط.

من جانبه، يسعى المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، قبل انتهاء الجولة الأولى من تطوير الهدنة للوصول إلى قرار أممي بوقف إطلاق نار دائم في سورية، والاتفاق على البدء في بحث الانتقال السياسي، مستغلاً اجتماع كيري ولافروف.

ويعول وفد المعارضة السورية على الاجتماع لتشكيل ضغط حقيقي على النظام، خصوصاً بعد ملاحظة وجود تغيير في تعامل روسيا مع النظام، لكسر تعنت النظام والانتقال من الخطوط العريضة التي لخصها النظام في عشر نقاط إلى الخوض بتفاصيل الانتقال السياسي، الذي يخشى أن يصل إلى مكان الرئيس السوري، بشار الأسد، والذي كان سبباً في إيقاف المفاوضات السابقة في جنيف 2014.

ومع اقتراب المباحثات إلى نقطة خطيرة، وصل، ظهر اليوم الإثنين، المنسق العام للمعارضة السورية رياض حجاب للانضمام إلى اجتماعات الوفد المفاوض، ويتوقع مسؤول غربي رفض الإفصاح عن هويته لـ"العربي الجديد" أن اجتماع كيري ولافروف سيتمخض عنه قرار دولي يحدد مسار العملية السياسية، وسيركز على الوصول لوقف إطلاق نار كامل، وتركيز المفاوضات على بحث عملية الانتقال السياسي في سورية.

اقرأ أيضاً: إجابة المعارضة السورية عن أسئلة الموفد الدولي خلال يومين


وذكرت المصادر أن الأيام المتبقية من عمر الجولة الأولى التي تنتهي يوم الخميس القادم؛ "ستكون حاسمة"، مضيفاً أنها ستحدد أطراً جديدة للعملية السياسية في سورية.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن روسيا ستستمر في الضغط على النظام السوري للقبول بعملية الانتقال، وكان القرار بسحب جزء من القوات الروسية من سورية هو رسالة واضحة للأسد بتغيير نظرتها في الملف السوري، وبات هناك قابلية للوصول إلى صفقة مع الولايات المتحدة الأميركية.

وفي تصريح خاص لـ "العربي الجديد"، قال رئيس الوفد المفاوض، العميد أسعد الزعبي، إن وقف إطلاق النار الكامل مرتبط بتطور الملف السياسي والبدء ببحث هيئة الحكم الانتقالي، موضحاً أن "الوفد المفاوض ومستشاري الهيئة العليا للمفاوضات وضعوا مشروعا كاملاً متكاملاً لسورية الجديدة، وسيتم تسليمه للمبعوث الدولي، ومن ثم انتظار رد الطرف الآخر".

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تتلقى تطمينات دولية بعدم إضافة وفد ثالث

وأشار الزعبي إلى أن هيئة الحكم الانتقالي مهمتها تهيئة الظروف لبناء سورية الجديدة التي ينعم كل مواطنيها بالحرية والعدالة والمساواة، مضيفاً أن عدم حدوث أي تطور في هذه الجولة سيتحمل مسؤوليتها وفد النظام السوري نتيجة تمسكه بشخص بشار الأسد.

ومع تسليم الوفدين أجوبتهم حول الأسئلة الـ 29 التي وصفها دي ميستورا بـ"الوظيفة اليومية"، للحصول على توضيحات للنقاط الغامضة في القرار 2254، وفق ما كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" في وقت سابق؛ أوضح مصدر آخر من داخل المعارضة السورية رفض الإفصاح عن هويته أن دي ميستورا يسعى، من خلال هذا العدد الكبير من الأسئلة، لإيجاد نقاط مشتركة بين الطرفين والعمل في ما بعد على البناء على تلك النقاط كمشروع متفق عليه.

وأضاف المصدر أن دي ميستورا يريد التحكم بجزئيات المرحلة الانتقالية، لذلك هو ينتقل ضمن حركات بطيئة في مشروع الحكم في سورية الجديدة، ويطلب من الوفدين أسئلة محددة يريد الإجابة عنها، حتى الوصول إلى الهدف الأخير.

وكان وفد النظام السوري قد تقدم بطلب للأمم المتحدة لتأجيل موعد الجولة القادمة إلى حين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، واعتبرت المعارضة السورية هذا الطلب مرفوض، كما شددت على أن هذه الانتخابات غير شرعية، وتأتي في محاولة جديدة للنظام بالتهرب من المفاوضات، ووجّهت رسالة إلى روسيا طالبتها بالضغط على النظام السوري من أجل مفاوضات جادة وانتقال سياسي"، حسب ما جاء في مؤتمر صحافي لنائب المنسق العام للهيئة العليا يحيى قضماني.


اقرأ أيضاً: حجاب إلى جنيف اليوم والمفاوضات تدخل مرحلة حاسمة