مفاوضات النووي الإيراني تدخل مرحلة حاسمة

28 يونيو 2015
من مفاوضات سابقة للملف النووي الإيراني (أرشيف/الأناضول)
+ الخط -

تدخل المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، اليوم الأحد، مرحلة حاسمة، وذلك قبل ثلاثة أيام من موعد انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن هذه الأزمة، التي تسمم العلاقات الدولية منذ 12 عاماً.

وقد توافق وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف، اللذان استهلا، السبت، في فيينا، هذه الجولة الأخيرة من المفاوضات الماراتونية بلقاء على نقطة، وهي "أنه ما زال هناك الكثير من العمل الشاق الواجب القيام به".

وتريد الدول الكبرى في مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا، وألمانيا) التأكد من أن البرنامج النووي الإيراني لا يخفي مآرب عسكرية، ولا يمكن أن يؤدي إلى القنبلة الذرية، مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد إيران. لكن بعد سنوات طويلة من التوتر وعشرين شهرا من المحادثات المكثفة، وبالرغم من إبرام اتفاق إطار في لوزان في أبريل/نيسان الماضي، فإن المواقف تبدو إلى الآن جد متباعدة حول نقاط عدة أساسية.

وقال دبلوماسي غربي لوكالة "فرانس برس": "دخلنا الآن في المرحلة الدقيقة"، مضيفا "أصبحت الأجواء أكثر توترا في الأيام الأخيرة، لكن ذلك كان متوقعا".

ولم تعد هناك سوى أيام معدودة للتوفيق بين الشروط التي طرحتها القوى العظمى والخطوط الحمراء التي وضعتها إيران، حتى وإن توافقت الأطراف على القول بأن المحادثات يمكن أن تتجاوز الموعد الأقصى المحدد مبدئيا يوم الثلاثاء القادم.

وجدد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الذي وصل السبت إلى فيينا، التأكيد على ثلاثة شروط لازمة على الأقل للتوصل إلى اتفاق، وهي الحد من القدرات النووية الإيرانية بشكل دائم في مجالي الأبحاث والإنتاج، وعودة تلقائية إلى العقوبات في حال انتهاك إيران التزاماتها، وعمليات تفتيش "صارمة" للمواقع الإيرانية، بما فيها العسكرية عند الضرورة.

اقرأ أيضاً: أميركا تخشى منافسة إيرانية مع استمرار حظر صادرات النفط

وكرر المرشد الأعلى لجمهورية إيران، آية الله علي خامنئي، مطلع الأسبوع الجاري، رفضه لأي عملية تفتيش للمواقع العسكرية التي يعتبرها "خطاً أحمر" غير قابل للتفاوض بنظره.

وذكّر ظريف من جهته بالمطلب الإيراني الرئيسي وهو "رفع كافة العقوبات" المفروضة على بلاده.

وستنضم إلى المفاوضات، اليوم الأحد، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغريني، فيما ينتظر وصول الوزراء الآخرين في مجموعة 5+1 في الأيام المقبلة.

والتوصل إلى اتفاق سيكون الخطوة الأولى لمصالحة ممكنة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة بعد قطيعة استمرت 35 عاما، كما سيفتح الطريق أمام تعاون لمواجهة حالة الفوضى في سورية والعراق وفي بلدان أخرى، فيما يخيف تنامي النفوذ الإيراني القوى السنية في المنطقة وإسرائيل.

وسيكون لمثل هذا الاتفاق وقع على السوق العالمية للطاقة من خلال تحرير الاحتياطات الإيرانية الهائلة من المحروقات.

وقد أبرمت مجموعة خمسة زائد واحد وإيران في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 اتفاقا مرحليا جدد مرتين، كما توصلتا بصعوبة في أبريل/نيسان الماضي إلى تحديد أطر اتفاق نهائي تاريخي محتمل. لكن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي اعتبر أن "بعض الدول في مجموعة خمسة زائد واحد قد غيرت موقفها منذ ذلك الحين، ما يعقد المهمة بعض الشيء".
 

اقرأ أيضاً: أميركا تخشى منافسة إيرانية مع استمرار حظر صادرات النفط

المساهمون