مفاوضات التجارة تنعش الأسواق... والسيارات ضحية جديدة

18 فبراير 2019
العلم البريطاني يعلو بورصة فرانكفورت الألمانية (Getty)
+ الخط -

لقيت مؤشرات أسواق المال العالمية دعماً لافتاً، اليوم الإثنين، من تصاعد الآمال بأن تصل إلى خواتيم مثمرة هذا الأسبوع المفاوضات التجارية الماراثونية الجارية بين الولايات المتحدة والصين.

فقد شهدت الأسهم الأوروبية مزيداً من الصعود في أوائل التعاملات، بعدما لامست أعلى مستوياتها في 4 أشهر يوم الجمعة، وارتفع مؤشر "نيكاي" الياباني إلى أعلى مستوى في شهرين، مع تنامي شهية المستثمرين للمخاطرة، وأغلق مرتفعا 1.82%.

وعاود اليورو الارتفاع فوق 1.13 دولار، فيما صعدت العملات عالية المخاطر مثل الدولار الأسترالي، وقبعت العملة الأوروبية داخل نطاقات تداول ضيقة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني حيث أبطل ضعف اقتصاد منطقة اليورو إثر خفض حاد لتوقعات زيادات أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي هذا العام.

كذلك، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين، في حين سجل البلاديوم مستوى قياسيا مرتفعا.

وفي حين من المرتقب انطلاق جولة مفاوضات جديدة في واشنطن هذا الأسبوع بين الصين والولايات المتحدة، أكدت وزارة التجارة الأميركية أنها أرسلت تقريراً يوم الأحد إلى الرئيس دونالد ترامب توصي فيه بفرض رسوم كبيرة على السيارات المستوردة ومكوّناتها، ما أطلق انتقادات حادة من قطاع صناعة السيارات حتى من قبل الكشف عن التقرير، بحسب "فرانس برس".
متحدثة باسم الوزارة قالت مساء الأحد، إن الوزارة لن تكشف عن تفاصيل تقرير الأمن القومي الذي رفعه وزير التجارة ولبور روس للرئيس ترامب. وجاء الإفصاح عن رفع التقرير قبل أقل من ساعتين من انتهاء المهلة البالغة 270 يوماً المقررة لذلك. 

وأمام ترامب 90 يوماً ليقرر ما إذا كان سيعمل بناء على توصيات التقرير، التي يتوقع مسؤولون في الصناعة أن تتضمن بعض الرسوم على الأقل على السيارات المجمعة بالكامل، أو على التقنيات والمكونات المرتبطة بالسيارات الكهربائية وذاتية القيادة والمتصلة بالشبكة والمستأجرة لفترة قصيرة.

وتزامناً مع رفع التقرير إلى البيت الأبيض، أطلقت صناعة السيارات ما يُتوقع أن يكون أعنف حملة ضغط ضده، حيث حذر القطاع من أن فرض رسوم قد تصل إلى 25% على ملايين السيارات المستورة ومكوناتها سيضيف آلاف الدولارات إلى تكلفة السيارات، وربما يؤدي إلى فقد مئات الآلاف من الوظائف في شتى قطاعات الاقتصاد الأميركي.

ومن فرانكفورت علت صرخة "رابطة صناعة السيارات الألمانية" (في.دي.إيه) يوم الأحد، مؤكدة أن استيراد سيارات من أوروبا لا يعرض الأمن القومي الأميركي للخطر، مرددة بذلك تعليقات أدلت بها رئيسة وزراء ألمانيا أنغيلا ميركل.

وقالت إن صناعة السيارات الألمانية بمفردها وفرت ما يزيد على 113 ألف وظيفة في الولايات المتحدة في الأعوام الماضية، مع وجود نحو 300 مصنع، وهو ما جعلها أكبر مصدر للسيارات فيها، مضيفة أن أي قرار من وزارة التجارة لتصنيف صادرات السيارات الأوروبية باعتبارها تهديدا للأمن القومي، سيكون "غير مفهوم".
الحرب التجارية انعكست سلباً على قطاع السيارات بالصين، حيث تراجعت المبيعات في يناير/كانون الثاني 15.8% مقارنة بها قبل عام لتهبط للشهر السابع على التوالي.

المفوضية الأوروبية تهدد بالرد

وعلى مستوى الموقف الأوروبي قالت المفوضية الأوروبية: إن التكتل الموحد يريد تحسين العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، لكنه سيرد بسرعة إذا ما قرر ترامب فرض ضريبة على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحفي: إن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بتعهده ما دامت الولايات المتحدة تفعل الشيء نفسه.

وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية على علم بنتائج تحقيق أجرته وزارة التجارة الأمريكية حول ما إذا كانت واردات السيارات تمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، وهو ما قد يعني اتخاذ إجراءات تضر بالصادرات الأوروبية، وإذا حدث ذلك سترد المفوضية الأوروبية بسرعة وبطريقة مناسبة.

ألمانيا تفضل الحوار

وفي برلين، قالت الحكومة الألمانیة الیوم الاثنین إنھا تفضل الحوار مع الولایات المتحدة لحل الخلافات التجاریة بین ضفتي الاطلسي.

وقال المتحدث بأسم الحكومة الألمانیة شتیفن زایبرت في مؤتمر صحفي في برلین إن "طاولة المفاوضات ھي الطریق الصحیح لحل الخلافات التجاریة مع الأميركیین".

تأتي تصریحات زایبرت على خلفیة كشف مصادر اعلامیة أميركیة متطابقة الیوم عن أن وزارة التجارة الأميركیة ترامب اجابات عما اذا كانت السیارات الأجنبیة وقطع الغیار تشكل خطرا على الأمن القومي الأميركي من عدمه.

وأكد المتحدث باسم حكومة برلین أن ألمانیا لیس لدیھا معلومات رسمیة عما إذا كانت وزارة التجارة الامریكیة تعد لترامب اجابات من ھذا القبیل.

وأضاف أن الاتحاد الاوروبي سیجري تقییما دقیقا للوضع إذا ما فرضت الإدارة الامریكیة ضرائب على السیارات الاوروبیة وقطع الغیار، مؤكدا أن فرض ھذه الضرائب سیكون لھا تبعات سلبیة على الاقتصادات في كلا الطرفین.

یذكر أن الخلافات التجاریة بین ضفتي الأطلسي تعد إلى جانب نفقات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومشروع خط الغاز الروسي الألماني المشترك (نورد ستریم 2) من أعقد الخلافات التي تمر بھا العلاقات الأميركیة الاوروبیة.

المساهمون