مفاوضات "النووي الإيراني" تقترب من النهاية

03 يوليو 2015
المفاوضات دخلت مرحلة التعقيدات الصعبة (الأناضول)
+ الخط -
تقترب المحادثات بين إيران والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي والمستمرة منذ عام ونصف العام، من خط النهاية، حيث يبذل المفاوضون كل ما في وسعهم لحسم نقاط الخلاف، بما في ذلك أسئلة عالقة عن أبحاث نووية أجرتها طهران في فترة سابقة.

وتجري إيران محادثات مع الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، بشأن اتفاق للحد من أنشطة برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وقال دبلوماسي غربي كبير: "نقترب من النهاية"، مضيفاً أنه لا توجد خطط لاستمرار المفاوضات لفترة طويلة بعد الثلاثاء القادم.

وقال: "إما أن نحصل على اتفاق أو لا"، مشيراً إلى أن العملية "لا تزال صعبة جداً".


وبدا كما لو أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، يقرآن من النص نفسه عندما تحدثا إلى الصحافيين قبل اجتماع مع كبار مساعديهما مساء اليوم، الجمعة.

وقال كيري: "نحن نحرز تقدماً". وأضاف: "أمامنا عمل كثير. توجد بعض القضايا الصعبة. هناك بعض الأمور الصعبة لكن (هناك) جهد حقيقي من الجميع".

وأضاف ظريف: "أتفق مع ذلك. كلنا نحاول جاهدين حتى نتمكن من المضيّ قدماً، وحققنا بعض التقدم. ما زالت هناك بعض القضايا الصعبة التي ينبغي أن نناقشها".

وفي وقت لاحق، نشر جواد ظريف تسجيلاً مصوراً على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء اليوم الجمعة، خاطب فيه دول الوفود المفاوضة باللغة الإنجليزية، داعياً هذه الأطراف لانتهاز هذه الفرصة التاريخية لتوقيع اتفاق نووي مع بلاده.

وقال ظريف في هذا التسجيل إنه موجود حالياً في فيينا ليحل أزمة بلغ عمرها سنوات طويلة، قائلاً إنه يجب إنهاؤها، مشيراً إلى أنه رغم وجود العديد من الخلافات العالقة على طاولة الحوار، إلا أن الساعات الأخيرة من المفاوضات أحرزت تقدماً حقيقياً، قائلاً إن المفاوضين لم يكونوا قريبين من الاتفاق لهذه الدرجة كما هو الحال اليوم، ورغم هذا لا يمكن البت بإمكانية توقيع اتفاق.

كما أظهر تفاؤله بمسار الحوار النووي المستمر في فيينا والذي من المفترض أن ينتهي الثلاثاء، وقال إنه يشعر بأن الأطراف المقابلة لإيران أدركت أخيراً أن سياسة العقوبات غير مجدية، وهذا سبب استمرارها بالحوار.

ومع هذا، اعتبر ظريف أنه لا توجد حتى اللحظة أية ضمانات، قائلاً لدول الغرب إنه عليها الاختيار خلال هذه المرحلة بين سياسة الضغط أو التوافق.

وأضاف أنه بحال عدم امتلاك الشجاعة الكافية، أو التحلي بالنضج، لاتخاذ قرارات منطقية ولوضع الأوهام جانباً، فلن يكون هناك أي اتفاق.

وأكد ظريف رغبة بلاده بالتوصل لاتفاق نووي جيد ومتوازن، يستطيع أن يفتح أمامها أفقاً جديداً لمواجهة التحديات الجديدة، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق سيسمح بتعاون إيراني مع العالم لمحاربة الإرهاب والتطرف، قائلاً إنه خطر يتهدّد الجميع، مما يعني ضرورة اتباع سبل جديدة لمحاربة هذا الخطر، حسب تعبيره.

ومن فيينا أيضاً، أكد ظريف، في وقت سابق اليوم الجمعة، أنه تم إحراز تقدم حقيقي في المفاوضات، لكنه أكد على أن الخيار بات بيد الغرب، معتبراً أن قرار الاتفاق بات يحتاج لقرار سياسي، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا.

وكان مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمد نهاونديان، قد انضم للمفاوضين الإيرانيين في فيينا، اليوم أيضاً، وقد قُرئت هذه الخطوة في الداخل على أن المفاوضات باتت تقترب من الحل ولحظة الإعلان عن اتفاق.

لكن جميع الأطراف يقولون إن الاتفاق في المتناول. وقال مسؤول أميركي كبير إن مسؤولين أميركيين وأوروبيين وإيرانيين، بينهم وكيلة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان، ونائبا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، عقدوا جلسة مفاوضات استمرت ست ساعات، وانتهت في الثالثة من صباح اليوم، الجمعة.

وقال رئيس وفد التفاوض الروسي، سيرغي ريابكوف، إن أكثر من 90 في المائة من نص الاتفاق اكتمل. وعبّر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، عن ثقته في أن جميع الأطراف ستتوصل الى اتفاق مقبول.

وفشل المفاوضون في إبرام اتفاق نهائي قبل حلول مهلة 30 يونيو/ حزيران التي حدّدها الأطراف لأنفسهم، لكنهم مدّدوها حتى السابع من يوليو/ تموز. ومن المقرر أن يعود وزراء الخارجية غير الموجودين في فيينا إليها يوم الأحد لإعطاء دفعة أخيرة للمحادثات.

وإذا تم عقد اتفاق، فإنه سيتطلّب من إيران تقليص أنشطتها لتخصيب اليورانيوم بشدة لأكثر من عشر سنوات، لضمان أن تحتاج إلى مدة عام على الأقل حتى تتمكن من إنتاج يورانيوم مخصب لدرجة عالية تكفي لإنتاج سلاح واحد مقارنة بالتقديرات الحالية لهذه المدة التي تراوح بين شهرين وثلاثة أشهر.

اقرأ أيضاً: "فاينانشال تايمز": الحرس الثوري لا يريد اتفاقاً نووياً

المساهمون