مغنّون نجحوا بالخروج من عباءة "الشعبي": حكيم ورفاقه

16 أكتوبر 2016
حكيم... أشهرهم (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
عند الاطلاع على أكثر الأغاني العربية مشاهدة على "يوتيوب" سنجد أن القسم الأكبر منها مرتبط بالأغاني الشعبية، المصرية بشكل خاص. وهنا نحدّد بشكل أدقّ الأغاني التي ترافق الأفلام، أفلام السبكي تحديداً، التي تعتبر هذه الأغاني ركنا أساسيا فيها. أغلب هذه الأغاني يتخطى عدد مشهديها المليون في أيام قليلة، وخير دليل على ذلك أغنية "آه لو لعبت يا زهر" لأحمد شيبة التي شكّلت حالة خاصة. لكن مشكلة هؤلاء الفنانين أنهم سجنوا أنفسهم في هذا السجن "الشعبي"، ولم ينجح في الخروج من هذه العباءة سوى ثلاثة مطربين، عرفوا كيف يدمجون بين الشعبي واللون "الكلاسيك" القريب من كل شرائح الجمهور. هؤلاء لا يمكن تصنيفهم مطربين شعبيين فقط، وفي نفس الوقت لا يمكن تجاهلهم كأهم مطربين شعبيين في مصر. 



خلقوا لأنفسهم منطقة وسطية ما بين الكلمات الشعبية في أغانيهم و"الكليبات"، والأهم من ذلك أن جمهورهم عريض ومتنوع يضم، الفئات الشعبية التي تربت على الأصوات الشعبية الصرفة مثل "أحمد عدوية" و"حسن الأسمر"، والفئات الكلاسيكية وشباب الجامعات الذين يفضلون عمرو دياب ومحمد منير أو فرق الفن المستقلّ.

أبرز هؤلاء يبقى حكيم، هو "إمام الشعبيين الكلاسيك" إن جاز التعبير. فهو أول من صنع ذلك المزج في أغانيه الشعبية، التي قدمها في ثوب مختلف تماماً عن الشعبية، ووصل بالمطرب الشعبي إلى درجة "السوبر ستار" ومنه إلى العالمية، حافظ على ذلك الخليط الرائع في أغانيه طوال مشواره الفني الذي تجاوز الـ 25 عاما، ولم يظهر بلون فني لفترة ويختفي لكنه منافس قوي دائم.




على الخط نفسه نجح بهاء سلطان في هذه الخلطة. ففي أواخر التسعينيات، ظهر بهاء سلطان على الساحة الغنائية، بأغنيته الفردية "إحلف" التي حققت نجاحاً كبيراً بين الأوساط المختلفة، فيمكن سماعها على المقهى الشعبي أثناء المرور في الشوارع والحارات الضيقة، وكذلك سماعها في الحفلات الراقية والبيوت وبين فتيات المدارس وشباب الجامعات.
وبدأ "سلطان" في حصد نجاحات متتالية وتكوين جمهور واسع من أبناء الطبقات المختلفة، وخاصة بعد تقديم ألبوم "يا إللي ماشي".


أما دياب (ليس عمرو دياب) فاشتهر بأغنيته "غمازات" التي مزجت ما بين الكلمات الشعبية والكليب الحديث المتطور بدءا من اختيار "المودلز" وملابسهن وتصميم الرقصات والديكور، وهو ما تميز به في كل أغانيه اللاحقة.
ورغم تصنيفه كمطرب شعبي، إلا أن طابع حفلاته يختلف بشكل كبير عن الحفلات الشعبية، فأغلب جمهوره من الشباب ذوي الأوساط الاجتماعية المرتفعة.


دلالات
المساهمون