أبناء الحي يرشدون إليها بسهولة. يعلمون أن في الفترة التي تسبق رمضان، يكثر السائلون عن فاطمة العبدية، يأتون إليها كي يفوزوا بحصتهم من حلويات "الشباكية"، التي اشتهرت بها في الأعوام الأخيرة. حلويات يختص بها المغاربة، ويزينون بها موائدهم في ذلك الشهر.
فاطمة العبدية، في الخامسة والخمسين من العمر، أرملة وأم لأربعة أبناء، مازالوا يتابعون دراستهم الجامعية، لم يعد المعاش الذي تركه المرحوم يكفيها لمواجهة تكاليف الحياة اليومية، سعت إلى البحث عن شغل، لكنها لم تفلح في مسعاها، فاهتدت بإيعاز من إحدى جاراتها إلى إعداد حلويات الأعراس وحلويات رمضان، فأصبح لها نصيب من الشهرة بين الأسر التي تلبي طلباتها بالكثير من التفاني.
تبدو فاطمة سعيدة بالدخل التي تحصل عليه من وراء إعداد حلويات رمضان بمنزلها لزبنائها، رغم الجهد الكبير الذي تبذله، والوقت الطويل الذي يستغرقه ذلك. تُسابق الزمن من أجل تلبية طلبيات الزبائن، مهما نال منها التعب.
عندما التقتها "العربي الجديد"، عند المحل الذي يزودها بالزيت والدقيق والزبدة واللوز من أجل إعداد تلك الحلويات، بدت متعبة، لكنها تقول: "المعاش لا يكفي لسداد فاتورة الماء والكهرباء والإنترنت وإيجار البيت، هذا العمل الذي أقوم به يتيح لي التوفر على قليل من المال، كي أواجه المصاريف اليومية. بل إنني أتمكن من توفير بعض من المال، كي أواجه المصاريف الطارئة".
لا تبخل فاطمة على النساء الأخريات اللواتي يتطلعن إلى حذو حذوها، بنصائح، تعلمهن أسرار الحرفة. فهي ترى أنه لا يكفي إتقان إعداد تلك الحلويات من أجل كسب ثقة الزبائن، بل لا بد من تفادي الغش في المقادير، خاصة أن هناك العديدين ممن يتعاطون هذه الحرفة، ممن يلجأون إلى التدليس على الزبائن.
وتتكون الشباكية المغربية من الدقيق والسكر والزعفران ويانسون ناعم وماء الورد ومسكتة ووزيت. بعد تشكيل العجين، يقسم إلى قطع سمكها مليمتران، وتأخذ شكل وردة بعد ذلك، قبل أن تطهى في مقلاة مملوءة بالزيت، وعندما يميل لون الشباكية إلى اللون الذهبي، توضع في إناء مملوء بالعسل، الذي تتشربه، بعد ذلك تخرج من الإناء ويضاف إليها السمسم. ولا تؤكل إلا بعد أن تبرد.
زينب أيت لحسن، تعتبر نفسها من خريجات مدرسة فاطمة. لم تكمل تعليمها الإعدادي، والتعليم الفني، حصلت على ديبلوم في الخياطة، عملت لفترات متقطعة، لكنها وجدت نفسها عاطلة، فاقترحت عليها فاطمة، السير على نهجها، وتجريب إعداد حلويات لفائدة الزبائن.
وتقول لـ "العربي الجديد"، بالكثير الثقة "ترددت في البداية، لكنني قلت مع نفسي، لعل أبواب الرزق تفتح أمامي"، وبعد ستة أعوام، أصبح لزينب نصيب من الزبائن الذين يأتون إليها بمناسبة حفلات الزفاف وشهر رمضان.
عندما تتحدث عن رمضان تقول: "بالنسبة لنا، يعتبر رمضان، فترة الذروة على مستويات الطلبيات. أسابق الزمن من أجل الاستجابة للزبائن، لكن في بعض المرات، أطلب مساعدة نساء أخريات. نساء في حاجة ماسة للعمل".
تؤكد زينب أن الكيلوغرام من الشباكية التي تعد بالمنازل يراوح بين 6.5 دولارات و7 دولارات، حيث يصل هامش الربح في الكيلوغرام إلى 1.5 دولار وقد يرتفع إلى دولارين، علما أنها تؤكد أنها تتمكن في أحسن الأحوال من توفير5 كيلوغرامات في اليوم.
غير أن زينب توضح أنه في الوقت الذي لم يرتفع سعر الكيلوغرام، زادت أسعار المواد التي تستعمل في إعداد الشباكية. فهي تدرك أن المنافسة بين النساء اللواتي يقمن ببيع الشباكية في رمضان، لا تشجع على الزيادة في سعرها، خشية انصراف الزبائن عنها.
قبل أعوام كانت محلات "الشباكية" التي يشرف عليها رجال، تتولى توفير تلك الحلويات في رمضان. كان العديد من الأشخاص يكترون محلات خلال الفترة التي يستغرقها رمضان من أجل بيع حلويات رمضان، غير أن إقبال النساء على إعداد الحلويات في بيوتهم حوّل اهتمام الكثير من الأسر إليهن. إذ يُعتقد أن الجودة والإتقان مضمونان في هذه الحالة.
ويتضح أن النساء يبحثن عن مصدر رزق لمساعدة أسرهن، خاصة أن حصتهن ضمن الساكنة النشيطة، لا تتعدى 26.4% في الربع الأول من العام الجاري، مقابل 26.6% في الربع الأول من العام الماضي. الكثير من النساء ربات بيوت، تحاولن إعطاء معنى لحياتهن مثل فاطمة وزينب.
فاطمة العبدية، في الخامسة والخمسين من العمر، أرملة وأم لأربعة أبناء، مازالوا يتابعون دراستهم الجامعية، لم يعد المعاش الذي تركه المرحوم يكفيها لمواجهة تكاليف الحياة اليومية، سعت إلى البحث عن شغل، لكنها لم تفلح في مسعاها، فاهتدت بإيعاز من إحدى جاراتها إلى إعداد حلويات الأعراس وحلويات رمضان، فأصبح لها نصيب من الشهرة بين الأسر التي تلبي طلباتها بالكثير من التفاني.
تبدو فاطمة سعيدة بالدخل التي تحصل عليه من وراء إعداد حلويات رمضان بمنزلها لزبنائها، رغم الجهد الكبير الذي تبذله، والوقت الطويل الذي يستغرقه ذلك. تُسابق الزمن من أجل تلبية طلبيات الزبائن، مهما نال منها التعب.
عندما التقتها "العربي الجديد"، عند المحل الذي يزودها بالزيت والدقيق والزبدة واللوز من أجل إعداد تلك الحلويات، بدت متعبة، لكنها تقول: "المعاش لا يكفي لسداد فاتورة الماء والكهرباء والإنترنت وإيجار البيت، هذا العمل الذي أقوم به يتيح لي التوفر على قليل من المال، كي أواجه المصاريف اليومية. بل إنني أتمكن من توفير بعض من المال، كي أواجه المصاريف الطارئة".
لا تبخل فاطمة على النساء الأخريات اللواتي يتطلعن إلى حذو حذوها، بنصائح، تعلمهن أسرار الحرفة. فهي ترى أنه لا يكفي إتقان إعداد تلك الحلويات من أجل كسب ثقة الزبائن، بل لا بد من تفادي الغش في المقادير، خاصة أن هناك العديدين ممن يتعاطون هذه الحرفة، ممن يلجأون إلى التدليس على الزبائن.
وتتكون الشباكية المغربية من الدقيق والسكر والزعفران ويانسون ناعم وماء الورد ومسكتة ووزيت. بعد تشكيل العجين، يقسم إلى قطع سمكها مليمتران، وتأخذ شكل وردة بعد ذلك، قبل أن تطهى في مقلاة مملوءة بالزيت، وعندما يميل لون الشباكية إلى اللون الذهبي، توضع في إناء مملوء بالعسل، الذي تتشربه، بعد ذلك تخرج من الإناء ويضاف إليها السمسم. ولا تؤكل إلا بعد أن تبرد.
زينب أيت لحسن، تعتبر نفسها من خريجات مدرسة فاطمة. لم تكمل تعليمها الإعدادي، والتعليم الفني، حصلت على ديبلوم في الخياطة، عملت لفترات متقطعة، لكنها وجدت نفسها عاطلة، فاقترحت عليها فاطمة، السير على نهجها، وتجريب إعداد حلويات لفائدة الزبائن.
وتقول لـ "العربي الجديد"، بالكثير الثقة "ترددت في البداية، لكنني قلت مع نفسي، لعل أبواب الرزق تفتح أمامي"، وبعد ستة أعوام، أصبح لزينب نصيب من الزبائن الذين يأتون إليها بمناسبة حفلات الزفاف وشهر رمضان.
عندما تتحدث عن رمضان تقول: "بالنسبة لنا، يعتبر رمضان، فترة الذروة على مستويات الطلبيات. أسابق الزمن من أجل الاستجابة للزبائن، لكن في بعض المرات، أطلب مساعدة نساء أخريات. نساء في حاجة ماسة للعمل".
تؤكد زينب أن الكيلوغرام من الشباكية التي تعد بالمنازل يراوح بين 6.5 دولارات و7 دولارات، حيث يصل هامش الربح في الكيلوغرام إلى 1.5 دولار وقد يرتفع إلى دولارين، علما أنها تؤكد أنها تتمكن في أحسن الأحوال من توفير5 كيلوغرامات في اليوم.
غير أن زينب توضح أنه في الوقت الذي لم يرتفع سعر الكيلوغرام، زادت أسعار المواد التي تستعمل في إعداد الشباكية. فهي تدرك أن المنافسة بين النساء اللواتي يقمن ببيع الشباكية في رمضان، لا تشجع على الزيادة في سعرها، خشية انصراف الزبائن عنها.
قبل أعوام كانت محلات "الشباكية" التي يشرف عليها رجال، تتولى توفير تلك الحلويات في رمضان. كان العديد من الأشخاص يكترون محلات خلال الفترة التي يستغرقها رمضان من أجل بيع حلويات رمضان، غير أن إقبال النساء على إعداد الحلويات في بيوتهم حوّل اهتمام الكثير من الأسر إليهن. إذ يُعتقد أن الجودة والإتقان مضمونان في هذه الحالة.
ويتضح أن النساء يبحثن عن مصدر رزق لمساعدة أسرهن، خاصة أن حصتهن ضمن الساكنة النشيطة، لا تتعدى 26.4% في الربع الأول من العام الجاري، مقابل 26.6% في الربع الأول من العام الماضي. الكثير من النساء ربات بيوت، تحاولن إعطاء معنى لحياتهن مثل فاطمة وزينب.