نفذ عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف المحافظات التونسية وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي في العاصمة، للمطالبة بحقهم في العلاج والخدمات الصحية والشغل، مؤكدين أنهم يعانون من أجل أبسط حقوقهم.
ورفع المحتجون شعارات "المعاق مدفون. فأين أنت يا مسؤول"؟، و"لا جمعية ولا منظمة. حقي مدستر (دستوري) موش مزية"، و"حق المعاق واجب". وقال أشرف، وهو صاحب إعاقة حاصل على ميداليات رياضية لـ"العربي الجديد"، إنه تكبد عناء السفر من معتمدية القلعة الصغرى في محافظة سوسة، مبينا أن الكرسي الذي يستخدمه متهرئ، وأمله الحصول على كرسي متحرك جديد، كما أنه يعاني من أجل الحصول على الأدوية اللازمة، فأغلبها غير متوفر أو باهظ الثمن، وأحيانا لا يجد المال فيبقى من دون دواء.
وأضاف الثلاثيني التونسي أنه حاصل على العديد من الميداليات الرياضية، وشارك في بطولات عربية ودولية، ورغم ذلك لا يجد أي اهتمام من المسؤولين، وأن والدته تعتني به رغم مرضها وتقدمها في السن.
وبينت والدة أشرف التي حضرت معه الوقفة الاحتجاجية، أنّ "أبسط المرافق غير متوفرة لذوي الإعاقة، والعلاج والخدمات الصحية غائبة رغم حصوله على بطاقة إعاقة، ولا أملك منزلا، ونعيش في بيت نستأجره، ولا يحصل ابني على أي منحة من الدولة لمساعدته على مجابهة صعوبات الحياة".
وأكدت نور (35 سنة)، وهي مصابة بشلل رباعي، أنها قدمت من محافظة جندوبة (شمال غرب) للمشاركة في الوقفة. "لا أحد يهتم بنا، ورغم ذلك تحرص الدولة على الاحتفال بيوم المعاق بدلا عن تفعيل القوانين والإجراءات الخاصة برعاية المعوقين، وخصوصا في وسائل النقل والحصول على الخدمات الصحية".
وأضافت أنها تعرضت إلى حادث سير قبل سنوات، ورغم حصولها على شهادة البكالوريا وشهادة مهنية، إلا إن حياتها انقلبت بعد الحادث، لتصبح عاطلة ومهمشة، وأن الكرسي المتحرك الذي تستخدمه حصلت عليه من إحدى فاعلات الخير.
وأوضحت ليلى القادمة من حلق الوادي، أنّ عائلتها تضم 3 أشقاء يعانون من إعاقات مختلفة، وأن والدتهم المسنة لم تعد تقوى على رعايتهم، مضيفة أن حقوق الشخص المعوّق مهضومة، وأنهم فئة مهمشة ومنسية ولا يجدون أي اهتمام.
وأضافت أنّها أصيبت بالإعاقة بسبب مرض وراثي في سن السادسة، وأن والدها مصاب بنفس المرض، وأنهم سئموا التجاهل، وقد يصعدون في قادم الأيام بعد هذا التحرك من أجل إيصال أصواتهم إلى المسؤولين.