وعلى الرغم من أن ميلمان، المعروف بصلاته الوثيقة بالأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، لم يقدم المزيد من التفاصيل حول طابع العلاقة بين حفتر و"الموساد"، إلا أن ما كشفه يأتي في ظل اهتمام محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب بالانعكاسات المتوقعة للحرب الدائرة في ليبيا على الواقع الأمني والمكانة الاستراتيجية لإسرائيل.
وسبق أن حذّر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي من أن التحولات التي تشهدها ليبيا يمكن أن تفضي إلى واقع يسمح بتدفق السلاح من هناك إلى أيدي جهات في حالة عداء مع إسرائيل، لا سيما حركات المقاومة في قطاع غزة.
وشدد المركز في ورقة تقدير موقف نشرت، الأسبوع الماضي، على أن فشل خليفة حفتر في حربه على الغرب الليبي يمكن أن يسهم في النهاية بالمس باستقرار نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يرتبط بشراكات كبيرة مع إسرائيل.
وأشار إلى أن حدوث تحول على ميزان القوى بين القوى الليبية يمكن أن يفضي إلى تمكين دول في حالة خصومة وتنافس مع إسرائيل من تكريس نفوذها في هذه الدولة مما يعزز من مكانتها في التأثير على حوض البحر المتوسط، لا سيما تركيا.
وأعاد للأذهان حقيقة أن الأتراك يرون في تكريس نفوذهم في ليبيا منطلقاً لمواجهة لتبعات التعاون الإسرائيلي المصري، اليوناني والقبرصي في مجال استخراج الغاز واقتصاديات الطاقة.