وقالت أورلي أوزلاي، معلقة الشؤون الأميركية في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم، إن ترامب ونتنياهو سيوظفان الرفض الفلسطيني المتوقع للخطة في تبرير ضمّ المستوطنات، مشيرة إلى أن ترامب لن يتردد في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هذه المستوطنات، على اعتبار أنه "لا يحترم القانون الدولي ومقتضيات العمل به".
واستدركت المعلقة الإسرائيلية أن نتنياهو يمكن أن يقدم على ضمّ أراض فلسسطينية في الضفة الغربية، تتجاوز المناطق التي تحتضن التجمعات الاستيطانية الكبرى.
وأوضحت أوزلاي أن الاعتبارات الانتخابية لعبت دوراً مهماً في دفع ترامب لتجاوز كل الرؤساء الأميركيين السابقين، في إبدائه الدعم لإسرائيل وحرصه على منح الإسناد لقيادتها.
وبحسب رأيها، فإن ترامب يعي أن ضمان فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2020، يتوقف بشكل أساسي على مواصلة احتفاظه بدعم التيار المسيحي الإنجيلي، المساند من دون تحفظ لإسرائيل.
ولفتت إلى أن ترامب في سعيه لاسترضاء الإنجيليين، عمل بكل قوة من أجل مساعدة نتنياهو على تحقيق الفوز في الانتخابات التشريعية، على اعتبار أن الرئيس الأميركي يدرك "مدى حب اليمين الأميركي، وتحديداً التيار الإنجيلي، لنتنياهو".
من جهته، أكد موقع "وللا" أن الإدارة الأميركية شرعت فعلاً في التمهيد للاعتراف بضمّ إسرائيل مناطق في الضفة الغربية.
ولفت جاي إيلستر، معلق الشؤون الخارجية في الموقع، إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مهد أثناء إفادته أمام لجنة الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ قبل يومين، الأرضية للاعتراف الأميركي بضمّ المستوطنات لإسرائيل، من خلال تنصله من إبداء موقف إزاء تصريحات نتيناهو التي تعهد فيها بضم التجمعات الاستيطانية لإسرائيل.
ونوه إيلستر إلى أن بومبيو قال "نحن نعمل على صياغة تصورنا بشأن الأمر"، رداً على سؤال السيناتور الديمقراطي كريس هولن، الذي طلب منه التعقيب على تصريحات نتنياهو بأنه ينوي ضم التجمعات الاستيطانية لإسرائيل.
ولفت المعلق الإسرائيلي إلى أن بومبيو واصل تكرار الإجابة ذاتها، عندما طرح هولن السؤال عليه مرات عدة، مستنتجاً أن تملص بومبيو من التعبير عن موقف الإدارة إزاء تصريحات نتنياهو، يدلل على أنه يمهد لإقدام إدارة ترامب بإضفاء شرعية على ضمّ المستوطنات في الضفة الغربية لإسرائيل.
وأشار إيلستر إلى أن إدارة ترامب تولي اهتماماً بمواقف التيار الإنجيلي الذي يعلن دعمه المطلق لضمّ الضفة الغربية لإسرائيل، مشيراً إلى أن بومبيو شخصياً ينتمي لهذا التيار، الذي يؤمن بـ"أرض إسرائيل الكاملة"، التي تضمّ الضفة الغربية.
من ناحيته، قال المعلق سلومو إلدار، إن ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها سيكون على رأس أولويات الحكومة التي سيشكلها نتنياهو بعد الانتخابات.
ونقل إلدار، في مقال نشرته اليوم النسخة العبرية لموقع "المونيتور"، عن نتنياهو، قوله إن حكومته المقبلة لن تكتفي بضمّ التجمعات الاستيطانية الكبرى، مشدداً على أنه لن يتم التفريط أيضاً بالمستوطنات النائية.
وأشار إلى أن مصدراً سياسياً مقرباً من نتنياهو أبلغ الصحافيين الإسرائيليين بأن اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، مثّل سابقة تضفي شرعية على الاحتفاظ بالأراضي المحتلة وضمها.
وعزا إلدار تعاظم التأييد لفكرة ضمّ الضفة الغربية داخل إسرائيل إلى الجهود التي بذلها وزير التعليم نفتالي بنات، الذي كان أول من دعا إلى ضم مناطق "ج" التي تشكل أكثر من 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية لإسرائيل.
ولفت المعلق الإسرائيلي إلى حقيقة أن نتيناهو كان يعارض بشدة ضمّ المستوطنات أو بعضها لإسرائيل، مشيراً إلى أن قضايا الفساد وحاجته إلى دعم شركائه في اليمين جعلته مرغماً على تبني مطالبها المتعلقة بالضم.