شهدت معركة الساحل الأيمن لمدينة الموصل، اليوم الثلاثاء، تطوراً جديداً من خلال تسارع وتيرة تقدم القوات العراقية، التي بدت في حالة أفضل بفعل الغطاء الجوي لطيران التحالف الذي عززه بمروحيات "الأباتشي"، الأمر الذي تسبب بسقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "القوات المشتركة ممثلة بجهاز مكافحة الإرهاب وقوات الرد السريع بوزارة الداخلية فضلاً عن ثلاثة ألوية بالجيش، تمكنت من بسط سيطرتها على حيي لسكك واليرموك الثانية، كما وصلت إلى أطراف جامع النوري ومنارة الحدباء مجدداً التي تعتبر قلب المدينة القديمة في الساحل الأيمن للموصل".
وتعتمد القوات العراقية في تقدمها على طريقة رأس السهم، وفقاً للعقيد مازن فرحان العبيدي، الذي أكّد أن "الخطة تقوم على التقدم في منطقة بمساحة كيلومتر مربع، ثم التركيز فيها وبدء التوسع للمناطق المجاورة بدعم من الطيران والدبابات".
وأضاف العقيد أن هذه "الطريقة ستوفر لنا معرفة المنطقة أو الحي والمنازل التي تحوي سكانا، كما أن سلاح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الانتحاري سيكون أقل فاعلية"، مؤكداً "مشاركة مروحيات أباتشي أميركية في عمليات التقدم بعمق الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم".
في غضون ذلك، أشار عضو مجلس الموصل (الحكومة المحلية)، أحمد الحمداني، إلى أن أعداد المدنيين الموجودين حالياً غامضة، لكنها تفوق ربع المليون جميعهم بمناطق داعش"، مبيناً أن "وضعهم مزر وأن المجاعة تضربهم والقصف يتسبب بفقدان الكثير منهم حالياً".
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن "ما لا يقل عن 30 عراقياً، بينهم نساء وأطفال، قتلوا بالقصف الذي شنه الطيران الحربي للتحالف على حيي الصحة وبوابة الشام، غربي الموصل". واستهدف القصف خمسة منازل متفرقة في الحيين المذكورين.
وارتفعت حصيلة ضحايا معركة الساحل الأيمن للموصل التي انطلقت في الثامن عشر من فبراير/شباط الماضي، لأكثر من أربعة آلاف مدني وجرح ما لا يقل عن 10 آلاف آخرين، وفقاً لتصريحات سابقة صدرت عن نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي.