معركة القلمون: المعارضة تواصل قطع طريق دمشق بغداد

10 نوفمبر 2014
ميليشيات موالية لنظام الأسد بمحيط القلمون (فرانس برس)
+ الخط -

واصل عدد من الفصائل المسلحة المعارضة، المتمركزة في سلسلة جبال القلمون الشرقية، قطع طريق دمشق بغداد دمشق تدمر، لليوم الرابع على التوالي، وذلك بالقرب من معمل إسمنت البادية، في وقت أرسل فيه النظام تهديدات بقصف المنطقة بالغازات السامة، إذا لم تنسحب تلك الفصائل وتفتح الطريق، الأمر الذي لم يجد استجابة لدى الأخيرة.

وأطلقت عدة فصائل مسلحة معارضة متمركزة في سلسلة جبال القلمون الشرقية، معركة "الويل للطغاة"، يوم الخميس الماضي، هاجمت خلالها كتيبة رادار بالقرب من مدينة دير عطية، واعتبرت هذه المرحلة الأولى من العملية.

وقال عضو المكتب الإعلامي، في تجمع "أحمد العبدو"، الحارث الدمشقي لـ"العربي الجديد" إن "الفصائل المعارضة شنت هجوماً من جبال القلمون على كتيبة لقوات النظام متمركزة في منطقة عرب السلمان، بالقرب من الطريق الدولي السريع الواصل بين دمشق وبغداد، ودمشق تدمر ديرالزور"، مبيناً أن "سيطرة المقاتلين على تلك المنطقة، وهي منطقة جبلية وعرة تطل على الطريق السريع، سمحت لهم بقطع الطريق الذي يعتبر من أهم الطرق التجارية للنظام، كما أنه طريق إمداد للمناطق التي يسيطر عليها في المنطقة الشرقية وتدمر".

وأضاف الدمشقي، أنه "في الساعات القليلة الأولى تم تحرير النقاط الواقعة على الجبال المحيطة بالقطع العسكرية، التي تتمركز بها القوات النظامية، وقتل ما لا يقل عن 20 عنصراً، كما تم استهداف ثكنة عرب السلمان بالهاون والدبابات والرشاشات، وتدمير مدفع 23 في الثكنة، وقطع الطريق باستخدام قواعد التاو ورشاشات 14,5 و23 والـ B9 وقواعد الكونكورس، وقام المقاتلون باستهداف باص مليء بميليشيات النظام، وقتل جميع من فيه وأيضاً تم تفجير سيارة محملة بالذخيرة كانت قد خرجت من مطار السين العسكري، أتت لمؤازرة استراحة الصفا بعد ضربات المقاتلين للاستراحة".

وأشار إلى أن "المقاتلين استطاعوا خلال الأيام الماضية تدمير العديد من آليات القوات النظامية وقتل عشرات من جنودها. فيما حاولت الأخيرة أن تستقدم مؤازرة لفتح الطريق لكنها فشلت إلى الآن في ذلك"، لافتاً إلى أن "الأخيرة تحاول التجمع في معمل إسمنت البادية المقابل لنقاط تمركز الثوار، والذي يبعد عن الطريق السريع عدة كيلومترات، ما جعل الثوار يستهدفون المعمل براجمة الصواريخ وقذائف الهاون".

وأوضح أن "وضع النظام صعب في المنطقة وأقرب إلى العاجز عن فتح الطريق، لأن مناطق تمركزه، مكشوفة للثوار في منطقة سهلية، أما الثوار فيتمركزون في منطقة جبلية وعرة"، مضيفاً: "حتى فاعلية القصف الجوي تكاد لا تذكر في المنطقة، رغم أن القوات النظامية كثفت القصف الجوي خلال الأيام الماضية".

وذكر أن "القوات النظامية أرسلت تهديدات إلى الفصائل المرابطة على الطريق السريع، بأنها ستقصفهم بالغازات السامة إذا لم تفتح الطريق وتنسحب من المنطقة، لكن الثوار لم يرضخوا لهذه التهديدات، ومستمرون في معركتهم، ويعتقدون أن طبيعة المنطقة والظروف الجوية تقلل بشكل كبير من فعالية هذه الأسلحة". وبين أن "الطريق يعتبر منطقة عسكرية، وهو ساحة اشتباكات ولا تقترب منه السيارات المدنية".

وعلم "العربي الجديد"، عبر مصادر مطلعة، أن "الوضع على الطريق السريع غير مستقر، والسيارات المتجهة إلى بغداد تضطر للسير عشرات الكيلومترات في عمق البادية قبل أن تعود للسير على الطريق، وهذا الطريق يحمل العديد من المخاطر، ما تسبب في تراجع حركة النقل خلال الأيام الأخيرة".

وأضافت المصادر نفسها، أن "القوات النظامية قد تفتح جبهة القلمون الشرقي، من خلال العمل على اقتحام المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ما يثير مخاوف من وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، بهدف الضغط على الفصائل المرابطة على الطريق السريع كي ترضخ للانسحاب". 

وتأتي معارك القلمون الشرقي وقطع الطريق، ضمن التطورات الأخيرة في القلمون، حيث سيطرت الفصائل المعارضة على عدة نقاط للقوات النظامية، في حين تهدف هذه المعارك إلى فك الحصار عن الغوطة الشرقية والسيطرة على مطاري السين والضمير العسكريين.