معركة الساحل الغربي: تأمين باب المندب وحصار منافذ الحوثيين

عادل الأحمدي

avata
عادل الأحمدي
05 ديسمبر 2016
118368A1-7A95-456F-8DFC-0D491C0A640A
+ الخط -
لا يكاد يمر يوم من دون أن يُسجل فيه وقوع ضربات جوية لـ"التحالف العربي"، بقيادة السعودية، في محافظة الحديدة غربي اليمن، بالتزامن مع تسريبات عن استعدادات لعملية عسكرية في الساحل الغربي، وتحديداً في المناطق القريبة من باب المندب. يتعلق الأمر بعملية تهدف لحماية الموقع الاستراتيجي الأهم في اليمن، والوقاية من أي تهديد محتمل من قبل مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم للملاحة الدولية وتحركات التحالف العربي في البحر الأحمر، وبمحاولة السيطرة على منفذ تهريب الأسلحة لمصلحة الحوثيين، وفقاً للاتهامات التي توجهها الحكومة الشرعية لهؤلاء.

وأكدت مصادر يمنية متطابقة لـ"العربي الجديد" أن التحضير لعملية عسكرية في الساحل الغربي لليمن، بدأ الشهر الماضي، من خلال ضربات جوية مكثفة في المناطق الساحلية، وتحديداً في محافظة الحديدة. وتزامن ذلك مع تعزيزات عسكرية لجبهة ميدي في محافظة حجة الحدودية مع السعودية. وقد شهد الشهر الماضي أعنف المعارك على إثر عمليات زحف لقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، وبغطاء جوي مكثف، مع استمرار الضربات الجوية في الحديدة، بوتيرة يومية.

ووفقاً للمصادر، بدأت قوات التحالف بمشاركة قوات من الجيش اليمني الموالية للشرعية، في الأسابيع الأخيرة، التحضير لعملية عسكرية من الجهة الأخرى، أي ناحية باب المندب، جنوب غرب اليمن. وجرى استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى عدن ومناطق ساحلية أخرى، استعداداً لمعركة على السواحل الجنوبية الغربية لتعز وتحديداً في مديرية ذُباب، وهي التي تحولت إلى ساحة معركة كر وفر منذ أكثر من عام. وستمتد المعركة إلى مديرية المخا الساحلية التي تضم أقدم موانئ اليمن التاريخية. وتتعرض المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم، لقصف متجدد منذ بدء عمليات التحالف.

وذكرت مصادر محلية في عدن أن القوة التي جرى استقدامها باتجاه المناطق القريبة من باب المندب، مؤلفة من مجندين من أبناء المحافظات الجنوبية جرى تدريبهم في قاعدة العند وكذلك في جزيرة أريترية. وأضافت أنه جرى إبلاغهم بالاستعداد لمعركة في الساحل الغربي القريب من باب المندب. وفيما كانت بعض التسريبات الإعلامية تحدثت عن أن القوة تستعد للوصول إلى تعز و"تحريرها" من الانقلابيين، قللت المصادر من تلك الأنباء، وقالت لـ"العربي الجديد" إن الهدف في المرحلة الأولى على الأقل، هو تأمين منطقة باب المندب، من خلال السيطرة على المناطق القريبة منها في مديرية ذُباب، وصولاً إلى المخا.

وكان "التحالف العربي" قد أعلن في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2015، السيطرة على "باب المندب" ونشر قواته في جزيرة ميون (تسمى أيضاً بريم)، قبل أن تتقدم جنباً إلى جنب مع قوات يمنية موالية للشرعية، باتجاه ذُباب جنوب غرب تعز. إلا أنها واجهت مقاومة شرسة من قبل الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح، لا سيما في منطقة العمري التي تضم سلسلة جبلية تحولت معها المنطقة ساحة كر وفر، أعاق من خلالها الانقلابيون تقدم الشرعية والتحالف أكبر قدر ممكن.


وازدادت وتيرة العمليات العسكرية للتحالف بصورة لافتة في الساحل الغربي، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب مهاجمة الحوثيين سفينة إماراتية (سويفت) كانت تُبحر قرب "باب المندب"، في طريقها إلى عدن. وبعد ذلك تكرر السيناريو مع إعلان القوات البحرية الأميركية عن تعرض مدمرة تابعة لها لاستهداف بصواريخ من جهة اليمن، أكثر من مرة، الأمر الذي نفاه الحوثيون.

ويمثل الساحل الغربي منطقة استراتيجية مهمة في اليمن. ويطل على البحر الأحمر من ثلاث محافظات، تبدأ بمحافظة تعز التي يتبعها إدارياً مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات التجارية في العالم، مروراً بمديرية المخا التابعة إدارياً لتعز، وتليهما محافظة الحديدة، الشريط الساحلي الأطول المطل على البحر الأحمر من خلال العديد من المديريات. ويقع في المحافظة أهم مرفأ تجاري في البلاد (ميناء الحديدة)، وصولاً إلى محافظة حجة الحدودية مع السعودية، والتي تشرف على البحر الأحمر من خلال مديرية ميدي وأجزاء من مديرية عبس.

ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2015، تحولت منطقة ميدي الساحلية إلى ساحة معركة ترتفع وتيرتها بين الحين والآخر، وذلك بعدما تقدمت قوات يمنية موالية للحكومة الشعرية من جهة السعودية وسيطرت على أجزاء من المديرية. وباتت أغلب الجزر اليمنية وأهمها في البحر الأحمر، تحت سيطرة "التحالف العربي". وفي الشهرين الأخيرين، ارتفعت حدة المواجهات في جبهة ميدي بالتزامن مع تكثيف الضربات الجوية في الحديدة، والاستعدادات على الجانب الآخر للمعركة في "باب المندب".

ولدى سؤال "العربي الجديد" لمسؤول قريب من الحوثيين في صنعاء عما إذا كان التحالف يحضّر للسيطرة على الساحل الغربي، استبعد هذا المسؤول ذلك. وقال إن تجربة المعارك في ميدي وذُباب لا تشجع خصوم الحوثيين على فتح معركة في الحديدة، على حد وصفه.

ولا تنحصر أهمية الساحل الغربي في باب المندب، بل إنه يشكل، في نظر البعض، المنفذ الذي يحصل من خلاله الحوثيون على الأسلحة من إيران، وفقاً لاتهامات خصومهم. وينظر آخرون للسواحل الغربية بوصفها الطريق الأقرب لتطويق مناطق سيطرة الحوثيين (صنعاء والمحافظات الشمالية والوسطى المحيطة بها)، بعدما باتت قوات الشرعية تدق أبواب صنعاء من الشرق. ونُقل عن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، منذ أسابيع، قوله في أحد اللقاءات، إنه نصح التحالف بالتركيز على الحديدة كبوابة لحصار صنعاء وإخضاعها من الغرب، في ظل تركيز ضربات التحالف أخيراً في الحديدة، على الرغم من تراجع نسبتها في صنعاء واستمرارها في المناطق القريبة من المواجهات.

ذات صلة

الصورة
الصاروخ اليمني أحدث حفرة في موقع سقوطه شرق تل أبيب (إكس)

سياسة

أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد بأن صاروخاً أُطلق من اليمن سقط في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل، دون إصابات، وسط دوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة.
الصورة
من حملة تطعيم سابقة ضد الكوليرا في تعز (عبد الناصر الصديق/الأناضول)

مجتمع

أدت الفيضانات والسيول التي شهدتها اليمن مؤخراً إلى موجة جديدة من وباء الكوليرا، في ظل انهيار القطاع الصحي، وتردي المرافق الطبية.
الصورة
تتكرر الفيضانات في اليمن (محمد حمود/ Getty)

مجتمع

يواجه اليمنيون مأساة تلو الأخرى، وكان آخرها السيول والفيضانات التي اجتاحت محافظة الحديدة وخلفت قتلى وأضراراً كبيرة.
الصورة
أجواء عيد الأضحى في تعز (عبد الناصر الصديق/ الأناضول)

مجتمع

شهد اليمن في عيد الأضحى هذا العام مظاهر فرح متعددة وأجواء مختلفة، لا سيما مع التقدم الحاصل في مجريات الملف الإنساني وبينها فتح طرقات.