وسّعت مروحيات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، دائرة استهدافها بالبراميل لمدينة الزبداني في ريف دمشق، إذ نفذ النظام تهديده السابق في حق أهالي بلدة بقين القريبة والمكتظّة بالنازحين، واستهدفها بالقصف، الأمر الذي دعا الناشطين هناك إلى توجيه نداء عاجل لـ"لأمم المتحدة وكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم" للتحرك، قبل حصول مجازر دامية بحق المدنيين.
وأكد ناشطون محليّون في المنطقة لـ"العربي الجديد" استهداف طائرات النظام البلدة ظهر اليوم، بـ"أكثر من أربعة براميل متفجرة إضافة إلى قصفها" من دون ورود معلومات حتى الساعة عن سقوط ضحايا.
كذلك بثّ الناشطون مشاهد مصوّرة توضح استهداف البلدة الواقعة جنوب الزبداني بنحو 4 كيلومترات، بالقصف قبل ظهر اليوم، إذ تُظهر الصور تصاعد أعمدة الدخان الكثيف، بينما يقول المصور: "استهداف بلدة بقين للمرة الثانية على التوالي".
وكان ناشطون في المنطقة قد استبقوا هذه التطورات، ووجهوا نداءً عاجلاً تحت اسم "الصرخة الأخيرة"، وقد حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، من قبل مصدر في "المجلس المحلي لمدينة الزبداني".
وجاء فيه: "باسم أهالي بقين نوجه هذا النداء الأخير والعاجل قبل حدوث المجازر، إلى منظمات حقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة والمتمثلة بالسيد ستيفان دي ميستورا، وإلى كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية والشخصيات المدنية العاملة في مجال حقوق الإنسان في العالم، نناشدكم باسم أطفال ونساء وشيوخ منطقة الزبداني المنكوبة بالتدخل لمنع تنفيذ النظام السوري تهديده اليوم الثلاثاء بقصف بلدة بقين بكافة أنواع القذائف وإلقاء البراميل المتفجرة على البلدة المحاصرة من كافة الجهات".
وجاء كل ذلك بعد يومٍ واحد من "محاولة التسلل المفتعلة من قبل مليشيا النظام إلى بلدة بقين، والتي تصدى لها الثوار وقتلوا على إثرها ثلاثة عناصر للنظام"، بحسب الناشط الإعلامي فارس العربي.
وأضاف الناشط في حديثه لـ"العربي الجديد" هذا اليوم، إن مسؤولين في النظام "استدعوا على إثر ذلك مختار بقين ورئيس بلديتها وأنذروهما حتى الخامسة صباحاً إن لم يسلموا المسلحين والجرحى فسيتم استهداف البلدة بالقصف الجوي وتدميرها واقتحامها من قبل الجيش".
وتعيش بقين منذ أكثر من سنتين هدوءاً نسبياً، إثر إبرامها هدنة مع النظام، خرقها الأخير عدة مرات، لكنها بقيت آمنة أكثر من محيطها، الأمر الذي دفع مئات الأسر خاصة من الزبداني، للنزوح إليها، ما أدى إلى تضاعف عدد سكانها البالغ نحو خمسة عشر ألف نسمة.
هذا وتواصل القصف المدفعي والجوي العنيف اليوم على مدينة الزبداني، إذ أكّد ناشطون من المدينة لـ"العربي الجديد" سقوط "أكثر من عشرين برميلاً متفجراً على وسط البلدة، إضافة لاستهدافها بالمدفعية من بعض الحواجز المحيطة".
وتعيش المدينة الواقعة إلى الشمال الغربي من دمشق بنحو 45 كيلومتراً، كارثة إنسانيةً، بعد خمسة وعشرين يوماً من بدء النظام وحزب الله حملة عسكرية ضخمة، بهدف اقتحامها.
لكن القوات المهاجمة فشلت حتى الآن بتحقيق أي تقدم يُذكر، في حين تصاعد الحديث مؤخراً عن مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة، لإيجاد حلٍ يُنهي الهجوم على الزبداني، مقابل أن توقف المعارضة حملتها التي بدأتها في الخامس عشر من هذا الشهر على بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام في ريف إدلب.
اقرأ أيضاً سورية: إفشال هجوم جوبر واتصالات هدنة الزبداني "بسريّة تامة"