طلب "التحالف الدولي"، اليوم الجمعة، من القوات الخاصة الأميركية، المشاركة في المعارك شمال الرقة، نزع شارات المقاتلين الأكراد، فيما تواصلت المواجهات، لليوم الرابع على التوالي، بين مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة و"قوات سورية الديمقراطية" المدعومة بمستشارين أميركيين من جهة ثانية، في محاولة من الأخيرة بسط سيطرتها على الريف الشمالي للمدينة، انطلاقاً من بلدة عين عيسى.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ القوات الأميركية تتقدّم صفوف القتال ضدّ "داعش"، وأنّها دخلت سورية قبل انطلاق المعركة بفترة، مقدّرة عددها بالمئات.
وقال المتحدث الأميركي باسم التحالف، الكولونيل ستيف وارن، من بغداد، إن "وضع هذه الشارات العائدة إلى وحدات حماية الشعب (الكردية) لم يسمح به وهو غير ملائم". وأضاف "لقد أبلغنا شركاءنا وحلفاءنا العسكريين في المنطقة هذا الأمر بوضوح".
وجاء كلام وارن، بعد وصف وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، ارتداء منتسبي القوات الأميركية الخاصة شارات وحدات حماية الشعب بـ"التصرف غير المصرح به وغير اللائق"، ووعدت باتخاذ "إجراءات تصحيحية".
وانتقدت تركيا بشدة دعم الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد في سورية، إذ أكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن "هذا كيل بمكيالين، هذا نفاق".
وأضاف: "من غير المقبول لنا أن تقوم دولة حليفة باستخدام إشارات قوات الاتحاد الديمقراطي. من المستحيل أن نقبل بهذا، إن هذا ازدواجية معايير ونفاق".
ميدانياً، تواصلت المواجهات، شمال مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لليوم الرابع على التوالي، بين مسلحي "داعش" من جهة و"قوات سورية الديمقراطية" المدعومة بمستشارين أميركيين من جهة ثانية.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ "قوات سورية الديمقراطية تمكّنت من تحقيق تقدم في ريف عين عيسى لنحو خمسة كيلومترات في الأيام الثلاثة الماضية، وسيطرت على نحو عشر قرى ومزارع، منها النمرودية وقرطاجة وحضريات الخليل والوسطى وفاطسة، إضافة لمزارع أخرى قريبة منها"، مشيراً إلى أنّ "الاشتباكات ترافقت مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي نحو مائة وخمسين ضربة استهدفت مواقع عناصر تنظيم "داعش" في ريفي عين عيسى وتل أبيض".
من جهته، قال مصدر إعلامي مطلع، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد" إنّ "عشرات الجنود الأميركيين دخلوا إلى سورية قبل انطلاق معركة تحرير الرقة، عبر مدينة الرميلان بريف الحسكة شمال شرقي سورية، قادمين من معبر سيمالكا الحدودي، الفاصل بين إقليم كردستان العراق والمناطق الكردية في سورية، كما دخلت إلى المدينة شاحنات كبيرة مغلقة، يعتقد أنها تحمل سلاحاً أميركياً للقوات".
وأوضح أنّ "العديد من الجنود الأميركيين موجودون في الصفوف الأولى بالمعركة ضد تنظيم "داعش"، ويشاركون أحياناً في القتال"، لافتاً إلى أنّ "طبيعة عملهم تتطلب منهم التواجد في الصفوف الأمامية إلى جانب القوات الديمقراطية".
وأشار إلى أنّ "مهامهم الرئيسية هي الدعم اللوجستي وتحديد المواقع والإحداثيات للطائرات"، مضيفاً أنّ "العدد الإجمالي للقوات الأميركية يتراوح بين 200 و400، ويتواجد نحو خمسين منهم فقط على جبهة القتال".
وفي السياق، استهدف تنظيم "الدولة" مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" في جنوب شرق بلدة عين عيسى بصواريخ "كاتيوشا"، وردّت القوات باستهداف نقاط للتنظيم بالقرب من قرية الهيشة، بقذائف الهاون.
إلى ذلك، ألقت طائرات "التحالف الدولي" صباح اليوم منشوراتٍ على مدينة الرقة، طالبت فيها المدنيين بمغادرة المدينة والأراضي التي يحتلها تنظيم "داعش"، في حين يمنع الأخير المدنيين من مغادرة مناطق سيطرته.
كما نشرت وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش" تسجيلاً مصوراً يظهر تواجداً عسكرياً لمقاتلي التنظيم، داخل قرية الهيشة بريف الرقة، والتي أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" السيطرة عليها قبل يومين.