وأشار رئيس بلدية عرسال، اليوم الجمعة، في بيان، إلى "سماح الجيش اللبناني لعدد من العائلات السورية النازحة المقيمة في منطقة وادي حميد على أطراف بلدة عرسال، وقرب مواقع الاشتباك بالدخول إلى المخيمات المقامة داخل البلدة، وفي منطقة انتشار عناصره".
ولم يُعرف بعد عدد العائلات الهاربة، ولا مصير باقي العائلات التي تقيم في مخيمات عشوائية في منطقة جرود عرسال، والتي يستهدفها "حزب الله" بالقصف المدفعي والصاروخي قبل تقدم عناصره باتجاهها، تزامناً مع استمرار القصف الجوي للنظام السوري.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال الناشط حسين أبو علي، من "المركز الإعلامي في القلمون الغربي"، اليوم الجمعة، إنّ "ثلاثين عائلة من مخيمات جرود عرسال تمكنت من الوصول إلى بلدة عرسال بعد اجتياز حواجز الجيش اللبناني، في حين لا يزال أفراد مئات العائلات عالقين في الجرود، نتيجة القصف المكثف من حزب الله، ويحاولون العبور إلى البلدة".
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، الجمعة، أعلن "جهاز الإعلام الحربي" التابع لـ"حزب الله" اللبناني، عن "بدء العملية العسكرية لتطهير جرود عرسال والقلمون من المسلحين الإرهابيين"، على حدّ زعمه.
وأشار الجهاز إلى "استهداف تجمّعات ونقاط انتشار وتحصينات ومواقع جبهة النصرة في ضهر الهوى، وموقع القنزح، ومرتفعات عقاب وادي الخيل، وشعبة النحلة في جرود عرسال اللبنانية، وجرود فليطة السورية".
ويأتي هذا الإعلان بُعيد ساعات من بدء المعارك، مساء أمس الخميس.
وكانت مصادر متابعة لملف معركة الجرود المتداخلة بين لبنان وسورية، قد أفادت، أمس الخميس، عن تسجيل عناصر "حزب الله" تقدّماً محدوداً في جرود منطقة القلمون السورية، بعد اندلاع معارك محدودة مع عناصر "جبهة فتح الشام" في منطقة جبل البركان السورية مساءً.
كما شهد بعد ظهر أمس، قصفاً مدفعياً مشتركاً للجيش اللبناني والحزب على مناطق انتشار "جبهة فتح الشام" في وادي الخيل، في جرود بلدة عرسال اللبنانية، بعد الاشتباه بتحرّكات لـ"جبهة فتح الشام" في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد تراجع وتيرة المفاوضات التي تعثرت بين الحزب و"جبهة فتح الشام"، إثر رفض أمير "جبهة فتح الشام" تسليم سلاحه الثقيل للحزب، والمغادرة نحو الداخل السوري.
في غضون ذلك، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، بأنّ "الجيش اللبناني دعا المنظمات الإنسانية الدولية، لا سيما الصليب الأحمر، إلى مواكبة اللاجئين الراغبين في الخروج من المخيمات القريبة من مراكز المسلحين"، وذلك في إشارة إلى المخيمات العشوائية المنتشرة عند أطراف بلدة عرسال وخارج منطقة انتشار الجيش اللبناني، وهي منطقة قريبة من ساحة الاشتباكات.
وفي العاصمة بيروت، ترأس وزير الداخلية والبلديات اللبناني، نهاد المشنوق، اليوم الجمعة، اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، خُصص لمواكبة الوضع في منطقة جرود عرسال، و"تفاعلاتها في الداخل اللبناني والتدابير الواجب اتخاذها لحماية المدنيين، وسبل مكافحة شحن النفوس على مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي".
واعتبر وزير الدولة لشؤون النازحين، معين المرعبي، وهو أحد ممثلي "تيار المستقبل" في الحكومة، في تصريحات إعلامية، اليوم الجمعة، أنّ "مليشيات حزب الله هي رأس ومنبع الإرهاب، هي ومن يحركها في إيران"، قائلاً إنّ "عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا عرسال لم يتجاوز الـ30 ألفاً"، بينما تقدّر عدة منظمات دولية أنّ عددهم يصل إلى 100 ألف مدني، وتحذر من سوء أوضاعهم.