في غضون ساعات قليلة، تمكّن تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) من السيطرة على ناحية البغدادي، غربي الأنبار، بشكلٍ شبه كامل، بالتزامن مع سيطرته على ناحية مكيشيفة، قرب سامراء في محافظة صلاح الدين، الأمر الذي يشير إلى احتمال إعادة التنظيم فتح جبهات عدّة، وإعادة الحسابات بالحديث عن معركةٍ لتحرير الموصل.
عضو مجلس محافظة صلاح الدين، محمد البدري، أوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "التنظيم أثبت خلال الهجومين، أنّه ما زال يمسك بزمام الأمور، في أغلب المناطق التي سيطر عليها، وأنّه يستطيع أنّ يضرب ضربات قوية بالصميم وينسحب بعدها".
وأشار إلى أنّ "هجوم "داعش" وسيطرته على ناحيتي البغدادي ومكيشيفة، يثبت عجز القوات الأمنية عن التصدي لهجماته، ومنعها من تحقيق أهدافها، كما أنّ الهجومين أحبطا معنويات القوات الأمنية".
كما اعتبر أنّ "القوات الأمنيّة حتى الآن ليست بمستوى يؤهلها للدفاع عن المناطق وصدّ هجمات "داعش"، فكيف إذا كانت بوضع هجومي".
بدوره، رأى الخبير الأمني الاستراتيجي واثق العبيدي، أنّ "التنظيم بعث برسالة مفادها أنّ القوات الأمنية والحشد الشعبي، لا يستطيعان مواجهته، لولا التدخل الأميركي".
وقال العبيدي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهجومين أعادا الحسابات من محاولة لأي هجوم لتحرير الموصل في الوقت الحالي"، مشيراً إلى أنّ "لدى "داعش" القدرة على فتح جبهات بمحافظات مختلفة، وأنّ لديه قدرة استراتيجيّة بالتخطيط والتنقل، ومن الممكن أن يستغل أيّ هجوم على الموصل، بالسيطرة على مناطق أخرى، في المحافظات".
[اقرأ أيضاً: العبادي يطلب مساعدة بريطانيا في حربه ضد "داعش"]
في غضون ذلك، جدّد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، تأكيده بـ"عدم الحاجة لوجود قوات أجنبية مقاتلة في العراق".
وقال في بيانٍ صحافي، "نجدد التأكيد على أنّنا والقوات الأمنية نهتمّ اهتماماً بالغاً بالأنبار، والدفاع عنها وحماية أهلها من "داعش"، معتبراً أنّ "الأنبار تمثل المحافظة الأولى في تواجد فرق الجيش العراقي بتجهيزاته ومعداته، وأن طلعات القوة الجوية العراقية في الأنبار، تمثل النسبة الأكبر من فعاليات أبطالها".
وأشار إلى أنّنا "نبين أنّ الحشد الشعبي في الأنبار تشكل من أهالي المحافظة حصراً، ولكن تم إسنادهم من محافظات أخرى، بقوات قتالية بناءً على طلب من الأنبار، وهؤلاء يقدمون التضحيات، دفاعاً عن أبناء شعبنا في الأنبار العزيزة".
وطالب العبادي، المجتمع الدولي بـ"الوقوف مع العراق في حربه ضد "داعش"، وإسناد الحكومة العراقية والقوات الأمنية العراقية، بالتدريب والتسليح وتوفير الحماية الجوية".