يشكّل الصراع ضمن القوانين والقيود التي يفرضها المجتمع، الفكرة الأساسية لدى السعدي التي تذهب إلى التجريب في الفن المفاهيمي ضمن أعمالها التركيبية في بحثها عن رؤى وأشكال جديدة، وعزام عبر منحوتاته التي يقدّم فيها مضامين ومفاربات تتصل بالقضايا السياسية والاجتماعية الراهنة.
تستقصي السعدي العلاقة بين الكيان الشخصي والمجتمع، مع تركيز على المجالات والمفاهيم النمطية التي تقوم عليها الأدوار الجندرية، حيث قدّمت في عام 2014 عملاً بعنوان "مصنع طبقات الحلزون" الذي تحاكي من خلاله ثلاث مراحل هامة من دورة الحياة الطبيعية وهي: الأكل والتزاوج والتكاثر، حيث يظهر الحلزون في هذا العمل ضمن نظام بيئي مصغر؛ ويتجول في الخزان تاركا ورائه آثار الوحل على الورق، ليحكي كل منها قصة مزيج خاص من الرحلات واللقاءات والبدايات المثيرة.
وكان "مقترح منحوتة للفن العام" آخر مشاريعها الذي عُرض في "المتحف العربي للفن الحديث" في الدوحة الشهر الماضي، ويأخذ شكل استوديو الفنانة ومكتبةً تضمّ وثائق عمل والعديد من الكتب والمقابلات المسجّلة، وحيّزاً تُعرض فيه مخططات ونماذج لمنحوتات صغيرة، إضافة إلى كونه منبراً لتبادل الأفكار ولمتابعة الحوار.
يتطور المشروع على مدار ثلاثة أشهر من خلال النقاشات مع والجمهور ومتخصّصين في الحقل الإبداعي والتصميم، وكذلك أكاديميين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.
أما عزام فهو يبدع أعمالاً فنية تجمع ما بين منحوتات ولوحات فنية تثير الكثير من التساؤلات حول الهوية والفكر، في حين تطرح معالجات تشكيلية لإيجاد توازن، أو مقاربة بين المتضادات، وقد شارك الفنان في العديد من المهرجانات والمعارض الفنية في قطر وخارجها وقد أعمالاً فنية استقطبت العديد من الفنانين والباحثين.