تعرض المعتقلون داخل سجن العقرب شديد الحراسة، إلى حملة جديدة من الانتهاكات والتعذيب، بدأت قبل أسبوع تقريباً، وتحديداً عقب إعدام محمود رمضان في محافظة الإسكندرية.
وحصل "العربي الجديد"، على رسالة لعدد من المعتقلين داخل سجن العقرب، رصدوا فيها الانتهاكات التي يتعرضون لها منذ ما يزيد عن أسبوع كامل بشكل ممنهج ومكثف.
وقال المعتقلون في رسالتهم: "تم العديد من الانتهاكات لنا في الداخل وتم جمعنا جميعاً في غرف لا تقل بشاعة عن هيئة القبر ومن ثم سحب جميع البطاطين، ونام الجميع على الأرض والبلاط".
وأضافت الرسالة: "تم اقتياد بعض الإخوة وحدهم منفردين، وسط الضرب والتنكيل والتعذيب لهم بأبشع صورة حقداً وغلاً على ما يحدث لهم في الخارج". مشددين أن "هذا التعذيب ليس مقتصراً على أفراد بعينهم، ولكن على من بالداخل جميعاً دون التميز بين الانتماءات، فهي موجة عامة تصيب الجميع وعلى حسب الانتماء يزيد البلاء والله المستعان".
وأوضحت أن انتهاكات الشرطة طالت أهالي المعتقلين خلال الزيارة، حيث يتم تعريض الأهالي لوابل من السباب والتفتيش بأبشع صور الضغط، مما أسفر عن مطالبة بعض المعتقلين لأهاليهم بعدم الزيارة مرة أخرى.
ولفتت إلى محاولة التعتيم والتضليل داخل السجون، من حيث بث أخبار تشير إلى أن "الأوضاع في الخارج استقرت لصالح النظام والجيش، ويمارس الأمن داخل السجون أنواعاً من الضغوط النفسية".
وأشارت الرسالة إلى أن الحالة المعنوية للمعتقلين لا تتأثر بالإشاعات التي تطلقها الأجهزة الأمنية.
بيان أهالي المعتقلين
يذكر بأن رابطة أسر معتقلي سجن العقرب، كانت قد أصدرت بياناً تناشد فيه جميع الجهات القانونية والحقوقية ووسائل الإعلام والأحرار في كل مكان، بالتدخل من أجل إنقاذ المعتقلين في السجن، نظراً لما يتعرضون له من انتهاكات خطيرة لم يسبق لها مثيل.
وقال البيان، إن هذه الإجراءات بدأت بمجرد تعيين اللواء، مجدى عبد الغفار، وزيراً للداخلية واختيار اللواء، حسن السوهاجي، مديراً لمصلحة السجون.
وأكد البيان أن الإجراءات الجديدة بلغت ذروتها عقب اجتماع أمني كبير، تم عقده داخل سجن العقرب ذاته يوم الثلاثاء 10 مارس الحالي.
وحمّل البيان وزير الداخلية ومدير مصلحة السجون، مسؤولية سلامة المعتقلين في السجن ومسؤولية ما يحدث في السجن منذ أكثر من أسبوع كامل.
إجراءات تعسفية
ورصد البيان عدداً من الإجراءات التعسفية ضد المعتقلين، منها جعل الزيارة من خلف زجاج وعبر التليفون، ومنع دخول البطاطين والأغطية بصورة كاملة، ومنع دخول الفواكه والمواد الغذائية وجميع علب الطعام المطبوخ التي تحضرها الأسر، باستثناء علبة صغيرة تقتصر على وجبة مطبوخة تكفي ليوم واحد فقط، وذلك منذ يوم الخميس 5 مارس، إلى جانب منع دخول أية ملابس داخلية أو خارجية أو أحذية والاقتصار على دخول الأدوية فقط.
وأضاف البيان: أن تعسف إدارة سجن العقرب، شديد الحراسة، ضد المعتقلين قد زادت، حيث قامت بإجراءات جديدة وصلت إلى حد "تجريف" الزنازين، وذلك بسحب جميع متعلقات المعتقل وإفراغ زنزانته من كل ما فيها من أغطية وملابس وطعام وكتب لمن يدرس منهم، وتجريدهم من ملابسهم، حتى إن الأسر رأت أبناءها يرتدون فقط ملابس السجن الرثة التي سلمت لهم، رغم برد الشتاء القارس، إلى جانب التعدي على من يعترض على هذه الإجراءات والإلقاء به في الحبس الانفرداى.
التضييقات دائمة
وندد البيان بما وصفه إجراءات غير إنسانية، حيث قررت إدارة السجن تقصير مدة الزيارة إلى خمس دقائق فقط، ومنع الأطفال من الدخول لرؤية والدهم المعتقل، برغم إحضار الأسر لشهادات ميلادهم، واضطرت الأمهات لتبادل الجلوس مع الأطفال لحين انتهاء زيارة كل أم، لتضج الاستراحة ببكاء الأطفال وسط صدمة الأمهات من هذا القرار غير المسبوق.
أما عنبر (H4) "أحد عنابر العقرب الأربعة: فقد تم منع الزيارة عن المعتقلين فيه بصورة كاملة، بعد اعتراض بعض الأسر والمعتقلين على التشديدات الجديدة في الزيارات"، بينما تواردت أنباء عن ترحيل بعض المعتقلين بشكل مفاجئ إلى جهة غير معلومة، في الوقت الذى أفاد فيه أحد المحامين، بأنه علم من إدارة السجن أن هذه الإجراءات مستمرة وليست بشكل مؤقت كما يتوقع البعض.
اقرأ أيضاً:
مصر: سجناء "برج العرب" يستغيثون بعد انتهاكات غير مسبوقة