معبر رفح... معبر القهر

09 ديسمبر 2014
حُرم المصوّرون الثلاثة من فرحة الفوز
+ الخط -
اختلطت مشاعر الفرح الممزوجة بالقهر، على المصور الفلسطيني مجدي قريقع، بعد عدم تمكّنه من الخروج عبر معبر رفح البري، الرابط بين قطاع غزة ومصر، والمغلق تماماً، لتسلم جائزته في "مهرجان الشارقة للصورة العربية" للعام 2014. 

وفاز قريقع بالمركز الأول في مسابقة الشارقة عن محور الصورة الصحافية، عبر صورة التقطها في ذروة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لأم فلسطينية تغسل طفلتها في أحد مراكز الإيواء، التي فتحت أبوابها لمئات العائلات الغزية التي هربت من قصف الاحتلال الإسرائيلي على بيوتهم دون سابق إنذار. 

وربط المصور في صورته بين ثلاثة عناصر، الهجرة والأمل والصمود. ويشير قريقع لـ"العربي الجديد" إلى أن الهجرة تكمن في هرب الأم المكلومة مع أطفالها الصغار بين بيتهم الذي طالته نيران الاحتلال، نحو أي مكان يوفر لها الآمن، في مشهد يعيد الذاكرة إلى تهجير الشعب الفلسطيني عام 1948، وتدمير القرى على رؤوس ساكنيها آنذاك.

ويضيف قريقع أن الأمل يتجلى في إقدام الأم على تغسيل أطفالها بالماء الدافئ، استعدادا ليوم جديد في مركز الإيواء، فهي تمارس طقوس يومها المعتاد، في حين يتجلى الصمود أما الصمود فيتجلى على قدرة كافة فئات الشعب الفلسطيني الصغير والكبير على التكيف مع الحياة مهما كانت الظروف وأين كان المأوى.


ولم يتمكن قريقع، من السفر عبر معبر إيرز/بيت حانون الذي يسيطر عليه الاحتلال، بعدما فشل في مغادرة القطاع عبر معبر رفح البري، الذي تغلقه السلطات المصرية، ذات الأمر الذي واجه المصور الفائز علي جاد الله والذي حصد المركز الثاني بالمسابقة عن ذات الفئة.
ويقول جاد الله إن فرحة الفوز التي هي انتصار للشعب الفلسطيني ومعاناته تغلبت على غصة القهر بعدما لم يتمكن من الخروج عبر معبر رفح، نحو إمارة الشارقة.

وتُوّج جاد الله بالمركز الثاني، عن صورة للطفلة الفلسطينية أنسام جنيد (9 سنوات)، وهي تودع شقيقها الشهيد الطفل سامح أربعة أعوام، بقبلات مصحوبة بالدموع على رحيله، بعدما أطلقت إحدى الدبابات الإسرائيلية الرصاص الفتاك صوبه، عندما كان يلعب في حديقة منزله بمخيم جباليا للاجئين شمال القطاع خلال العدوان.

وكذلك، نال المصور بلال التلاوي جائزة المركز الرابع، عن صورة لشاب فلسطيني يخرج وجهه من تحت أنقاض بيته الذي قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير، في حين يجتهد رجال الدفاع المدني في إنقاذ حياته ومساعدة الشاب على التقاط أنفاسه عبر أنبوبة أوكسجين في انتظار إخراجه سليماً.

ويأمل الفائزون الثلاثة، الذين يعملون كمصورين لعدة وكالات محلية وعربية وأجنية، أن تُخفَّف القيود المفروضة على حركة التنقل من وإلى قطاع غزة، وأن يسلط الضوء أكثر على معاناة القطاع الذي يعاني من الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من سبع سنوات.

دلالات
المساهمون